كتب : صلاح البلك ومحمد الخولى وايمن محسن
تصوير : محمود صبرى
السبت 11-08-2012 10:14
هنا معبر رفح، درجات الحرارة ترتفع، مسافرون يهرعون نحو المعبر
بطريقة جنونية، ورائحة الخوف والقلق تملأ قلوب الذين تكدسوا أمام صالة
السفر داخل المعبر فى اتجاه غزة، بعد أن أعلنت السلطات المصرية فتحه لمدة
يومين لدخول الفلسطينيين العالقين، بعد إغلاقه نتيجة وقوع المذبحة التى راح
ضحيتها 16 جندياً وأصيب 7 آخرون.
الحاج أبوصادق، رجل خمسينى ظهرت عليه أعراض الألم والمرض، تحدث بصوت
خافت متأثرا بصيامه ودرجات الحرارة المرتفعة قائلاً «حسبى الله ونعم
الوكيل فى اللى قتلوا الجنود الأبطال المصريين»، مشيراً إلى أنه بكى عليهم
عندما سمع خبر مقتلهم، وهم يتناولون الطعام عند الإفطار.
أبو صادق دخل مصر منذ شهر للعلاج فى مستشفيات القاهرة، إلا أنه لم
يستكمل علاجه خوفا من بقاء المعبر مغلقا، قائلاً «أول ما سمعت إن المعبر
فتح قلت لابنى لازم نروح بسرعة نفسى أموت فى غزة»، هكذا كانت كلماته
لابنه.. وقال «والله حسيت بحزن شديد وحسيت بإنى محاصر بالرغم من وجودى فى
بلدى الثانى أم الدنيا مصر.. لكن خفت مرجعش بلدى ثانى».
أبو صادق قال بصوت يملؤه الحزن والأسى «حسبى الله ونعم الوكيل فى
اللى عمل هيك.. هدول فجرة كفرة إسرائيل بتحركهم علشان تخرب العلاقة بين
الأشقاء الفلسطينيين والمصريين.. الجيش المصرى طول عمره بيحارب علشان
القضية الفلسطينية ومستحيل يكون فلسطينى عمل كده إلا إذا فى ناس بدهاش
الخير لمصر وغزة».
أما سريا قدادة، فهى طالبة غزية تدرس فى إحدى الجامعات الأمريكية
قدمت على الفور من أمريكا إلى معبر رفح للسفر إلى أهلها قائلة «أنا عندى
دراسة وأول ما سمعت المعبر هيغلقوه خفت يظل مغلق جيت فورا للسفر إلى أهلى
وتركت دراستى».
أحد المسافرين يدعى ربيع صادق عبر فى اتجاه القاهرة منذ خمسة أيام
لاستقبال زوجته الجزائرية ليعودا إلى غزة بعد أن سافرت لقضاء إجازة قصيرة
وسط أسرتها قال «أنا إيش بدى أقول بالضبط حسبى الله ونعم الوكيل فى ظل من
تسبب فى هذه الأزمة.. أنا متأكد أن إسرائيل خلف هذه المذبحة لقطع العلاقات
بين مصر وغزة بعد أن تحسنت منذ الثورة وقبل الحادث».
وعاد مصطفى عبدالفتاح، أحد المرضى الذين كانوا فى مستشفيات القاهرة
مسرعا للعودة إلى غزة قبل إغلاق المعبر، وقال «أنا دخلت مصر من أسبوعين،
كنت بتعالج من كهربا زيادة فى القاهرة، زعلت جدا لما سمعت خبر إغلاق
المعبر»، مضيفا «للأسف كل شىء بيصير بيشيروا بأصابع الاتهام لأهالى غزة..
ليش الناس بتفكر أن إحنا إرهابيين إحنا بنحب مصر وأكثر ناس هدفنا علاقتنا
تكون منيحة مع مصر لأنه البلد الوحيدة اللى عندنا أمل فيها تساعدنا فى فك
الحصار الإسرائيلى الغاشم بفتح معبر رفح.. مش معقول الحين يتقفل بعد كل
سنوات الأمل!!».
«باختصار شديد.. إسرائيل المستفيدة من إغلاق معبر رفح لأنه المعبر
الوحيد والأمل الوحيد لقطاع غزة.. وإسرائيل بهذه الخطوة المستفيدة من تشديد
الحصار بزيادة علينا» هذه كانت كلمات السيدة أم نورا، فلسطينية مقيمة بخان
يونس، مضيفة «بقطع ذراعى لو مكانتش إسرائيل السبب فى عملية رفح علشان تتهم
الفلسطينيين وتدمر علاقتهم بمصرالشقيقة»، وختمت كلامها «والله العظيم
ملناش دعوة، وملناش ذنب نظل طول عمرنا فى حصار بذنب غيرنا».
وأنهت كلامها ليعلو صوت بكائها قبل أن تحمل أمتعتها، وتغادر بوابة المعبر التى ستغلق، على أمل فتحها مرة أخرى أمام الفلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات