بات من الممكن في موقع يوتيوب لمقاطع الفيديو تمويه الوجوه بشكل
تلقائي، قبل نشر الفيديو على الموقع. ويمكن لهذه الوظيفة الجديدة أن تحقق
فوائد كبيرة، منها حماية المتظاهرين من قمع السلطات، لكن هناك انتقادات
أيضا.
سواء في الثورة التونسية أو المصرية أو مع الصراع الحالي في سوريا – معظم
ما يصل إلى الرأي العام العالمي من مقاطع مصورة للأحداث هي في جزء كبير
منها بفضل شبكة الإنترنت. إنها مقاطع فيديو من المشاركين مباشرة، يتم
تصويرها بواسطة الهاتف النقال أو كاميرات بسيطة، ومن ثم تحميلها على شبكات
التواصل الاجتماعي أو على منصات خاصة بالفيديوهات مثل يوتيوب. توثق لقطات
الفيديو أعمال العنف التي يمارسها رجال الشرطة أو الجيش، كما توثق من ناحية
أخرى احتجاجات ومظاهرات الشعب. والعملية برمتها، من الضغط على زر التسجيل
وصولا للنشر في جميع أنحاء العالم، لا تأخذ سوى دقائق قليلة عند توفر
الظروف المثالية للعمل.
خطر على المتظاهرين والنشطاء
أفلام الإنترنت هي مصدر هام للمعلومات ولكنه مثير للجدل. حيث لا توجد معايير صحافية، ويصعب التحقق من صحة اللقطات المعروضات- ففي شبكة الانترنت تنتشر أيضا دعايات وتزييف متعمد. ولكن في الغالب يتم تحميل لقطات الفيلم الخام تماما كما هي دون عمل أي مونتاج، وذلك لانعدام الوسائل اللازمة لذلك عند أصحاب الفيديوهات. هذا يمكن أن يكون له عواقب وخيمة جدا، بشكل غير مقصود. فعند وضع الناشطين مقاطع فيديو من المظاهرات ضد الأنظمة القمعية، فإنهم قد يتسببون، في أسوأ الحالات، في تعريض الأشخاص اللذين ظهروا في المقطع لأخطار تهدد حياتهم. لأن الشرطة المحلية وأجهزة الاستخبارات يمكنها أن تعثر بسهولة على الصور ومن ثم تقوم بالتعرف على أولئك الأشخاص.
زر الإخفاء
النتائج مازالت غير مثالية
ولكن قد يفضل الناشطون عدم نشر النسخة التي تخفي الهوية. وقد يرغبون بحذفها على فورا. الوظيفة الجديدة "نقرة واحدة" مازالت بعيدة عن الكمال، وهذا ما تحذر منه شركة يوتيوب نفسها. وعمليا يؤكد هذا كل شخص سبق وأن جرب ميزة "طمس جميع الوجوه": النتيجة تعتمد بشكل كبير على طول مدة الفيلم، وعلى ظروف الإضاءة، وهل يمكن رؤية الوجوه بوضوح – فحتى يطون هناك مجال لإخفائها، لابد أولا من أن تتمكن الخوارزميات من اكتشافها.
إن يوتيوب لم تخترع شيئا جديدا من الناحية التقنية، فهذه الوظيفة الجديدة سبق وأن طبقتها الشركة الأم غوغل، بإخفائها لمعالم اللقطات في خدمة عرض الشوارع "Street View"، بالنسبة للصور التي تم التقاطها في العديد من البلدان، فيتم طمس وجوه المارة في الشوارع بشكل تلقائي. خصوصا في ألمانيا، حيث طالب العديد من المستأجرين والملاك بستارة رقمية أمام منازلهم. والميزة الجديدة من يوتيوب "حجب الوجوه" تبدو من الناحية العملية مشابهة لذلك تقريبا.
خطر من الوسائل المضادة
وهكذا، وإلى جانب الثناء الذي حظيت به وظيفة يوتيوب لإخفاء الوجوه، هناك مخاوف من الناشطين في مجال حقوق الإنسان، فتقنيات الحواسيب الحديثة أثبتت أنها يمكن أن تكون مكسبا للأنظمة القمعية: فإذا تم اعتماد تقنية غوغل للتعرف على الوجوه، فإنها ستصبح سلاحا فعالا أيضا بيد أجهزة الاستخبارات وبقية أجهزة الدولة.
ميشائيل غيسات/ فلاح آل ياس
مراجعة: أحمد حسو
خطر على المتظاهرين والنشطاء
أفلام الإنترنت هي مصدر هام للمعلومات ولكنه مثير للجدل. حيث لا توجد معايير صحافية، ويصعب التحقق من صحة اللقطات المعروضات- ففي شبكة الانترنت تنتشر أيضا دعايات وتزييف متعمد. ولكن في الغالب يتم تحميل لقطات الفيلم الخام تماما كما هي دون عمل أي مونتاج، وذلك لانعدام الوسائل اللازمة لذلك عند أصحاب الفيديوهات. هذا يمكن أن يكون له عواقب وخيمة جدا، بشكل غير مقصود. فعند وضع الناشطين مقاطع فيديو من المظاهرات ضد الأنظمة القمعية، فإنهم قد يتسببون، في أسوأ الحالات، في تعريض الأشخاص اللذين ظهروا في المقطع لأخطار تهدد حياتهم. لأن الشرطة المحلية وأجهزة الاستخبارات يمكنها أن تعثر بسهولة على الصور ومن ثم تقوم بالتعرف على أولئك الأشخاص.
زر الإخفاء
ميزة إخفاء الوجوه من يوتيوب: الفيديو الأصلي، والفيديو المعدل.
لذلك استحدثت يوتيوب طريقة جديدة هي ""Blur all Faces، أي "طمس كل
الوجوه". وكتبت الشركة على موقعها الرسمي: "عدم الكشف عن الهوية" سيسمح
للناس بنشر لقطات شخصية والحديث عن أشياء كثيرة بشكل علني. ويمكن الآن
العثور على الميزة الجديدة في كل حساب على اليوتيوب. بالذهاب إلى القائمة
واختيار: "تحسين الفيديو – خيارات أخرى"، ومن يتم الضغط على: "تطبيق"،
فيقدم النظام صوتين: على اليسار المادة الأصلية التي يتم تحميلها، وعلى
اليمين النسخة بعد إدخال التعديلات. ولمن يرغب يتيح الضغط على زر آخر
التأكد من حذف الفيديو الأصلي من مخدمات يوتيوب، و"بسرعة كبيرة"، كما تؤكد
المتحدثة باسم الشركة جيسيكا ماسون.النتائج مازالت غير مثالية
ولكن قد يفضل الناشطون عدم نشر النسخة التي تخفي الهوية. وقد يرغبون بحذفها على فورا. الوظيفة الجديدة "نقرة واحدة" مازالت بعيدة عن الكمال، وهذا ما تحذر منه شركة يوتيوب نفسها. وعمليا يؤكد هذا كل شخص سبق وأن جرب ميزة "طمس جميع الوجوه": النتيجة تعتمد بشكل كبير على طول مدة الفيلم، وعلى ظروف الإضاءة، وهل يمكن رؤية الوجوه بوضوح – فحتى يطون هناك مجال لإخفائها، لابد أولا من أن تتمكن الخوارزميات من اكتشافها.
إن يوتيوب لم تخترع شيئا جديدا من الناحية التقنية، فهذه الوظيفة الجديدة سبق وأن طبقتها الشركة الأم غوغل، بإخفائها لمعالم اللقطات في خدمة عرض الشوارع "Street View"، بالنسبة للصور التي تم التقاطها في العديد من البلدان، فيتم طمس وجوه المارة في الشوارع بشكل تلقائي. خصوصا في ألمانيا، حيث طالب العديد من المستأجرين والملاك بستارة رقمية أمام منازلهم. والميزة الجديدة من يوتيوب "حجب الوجوه" تبدو من الناحية العملية مشابهة لذلك تقريبا.
خطر من الوسائل المضادة
وجوه يمكن التعرف عليها بسهولة: اللاجئون السوريون في الأردن يحتجون ضد نظام الأسد.
ولكن خوارزميات الحاسوب الحالية باتت، ومنذ وقت طويل، قادرة ليس فقط
على مجرد تحديد مكان الوجه على الصورة أو مقطع الفيديو. التعرف بشكل حقيقي
على الوجه بات أمرا سهلا في مجال الصور الثابتة، وهي متوفرة في الكثير من
البرمجيات، ومؤخرا تم إدخالها في موقع الشبكات الاجتماعية الفيسبوك. وفي
هذه الأثناء طورت غوغل تقنية جديدة، تتيح التعرف على الوجوه. ومطلع شهر
يوليو/ تموز 2012 والآن تقدمت الشركة بطلب تثبيت براءة اختراع.وهكذا، وإلى جانب الثناء الذي حظيت به وظيفة يوتيوب لإخفاء الوجوه، هناك مخاوف من الناشطين في مجال حقوق الإنسان، فتقنيات الحواسيب الحديثة أثبتت أنها يمكن أن تكون مكسبا للأنظمة القمعية: فإذا تم اعتماد تقنية غوغل للتعرف على الوجوه، فإنها ستصبح سلاحا فعالا أيضا بيد أجهزة الاستخبارات وبقية أجهزة الدولة.
ميشائيل غيسات/ فلاح آل ياس
مراجعة: أحمد حسو
تاريخ
25.07.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات