Fri, 13/07/2012 (طوال اليوم)
وأضاف المحللون أن استقرار المنطقة يستلزم استقرار مصر والخليج، وهذا ما ركز عليه مرسي، قبل وأثناء زيارته للسعودية، والذي يؤمن بالدور الذي تلعبه في خلق ودعم ذلك الاستقرار، وحتمية العلاقة بين البلدين وحاجتهما المتبادلة للتعاون، رغم التوتر في بعض الأحيان، بسبب اختلاف المواقف السياسية حيال قضايا رئيسية في المنطقة.
ويرى المحلل السياسي السعودي، عبد العزيز الخميس، أن «الزيارة طبيعية جدًّا، بحكم العلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين، لكن في الظروف الأخيرة، ومع صعود الإخوان وسيطرتهم على الرئاسة برزت الكثير من التكهنات بأن هناك ضعفًا مستقبليًّا للعلاقات بين البلدين، وبالتالي احتمال زيادة حدة الفتور أو حتى المواجهة، إلا أن الزيارة خالفت كل التوقعات الموجودة وأظهرت براجماتية الرئيس مرسي، ومن ثم براجماتية الإخوان في ضرورة إقامة علاقات مميزة مع الممول الرئيس للميزانية المصرية، التي هي في حاجة ماسة إلى الأموال السعودية».
وتابع محللون، أنه بينما كانت العلاقات بين السعودية ومصر وثيقة جدًّا إبان عهد مبارك، كان الإخوان المسلمون يتقربون من إيران، وهو الأمر الذي جعل الرياض تنظر إليه بعين الريبة، لكن يبدو أن زيارة مرسي للسعودية والتصريحات التي أطلقها من هناك تثبت أن تلك المخاوف قد تبددت.
ورأى المحلل السياسي السعودي عبد العزيز الخميس حينما قال «لا يمكن لعاقل أو زعيم سياسي أن يقيم علاقة مع إيران، التي تعاني من مشاكل أمنية وسياسية واقتصادية، ومن ثمة فإن العلاقات بين البلدين (مصر والسعودية) ستتمتع بقوة قد تفاجئ الكثير من المراقبين الذين توقعوا حدوث صدام بينهما، فالمصالح هي التي تدير هذه العلاقة وليست التوجهات الفكرية».
وشدد المحللون على أن الرياض تعتبر جماعة الإخوان المسلمين منافسًا فكريًّا يتبنى مذهبًا سياسيًّا نشطًَا، تخشى أن يزعزع استقرار حلفائها ويثير الشقاق داخل المملكة، غير أن انتخاب مرسي لم يترك أمام السعودية من خيار يذكر سوى محاولة مد يدها للرئيس الجديد، وأن المملكة مستعدة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الإخوان المسلمين.
ومن جانبه رأى المحلل السياسي عبد العزيز الخميس، في تصريح لمقع «DW» الإخباري الألماني، أن «السعودية ليس لديها مخاوف من تصدير الثورة إليها، باعتبار أن الثورة المصرية لم تنجح لحد الآن، إذ إن العسكر مازالوا يسيطرون على الحكم ، والزيارة هي رسالة طمأنة إلى المصريين أنفسهم، خاصة أولائك الذين يعيشون ويعملون في السعودية، والذين كانوا يخشون من أن تتجه بوصلة الإخوان إلى إيران، لكن مرسي أعاد لهم الاطمئنان باستمرار العلاقة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات