تم بوساطة مصرية التوصل إلى اتفاق "للتهدئة" ابتداء من فجر الثلاثاء في قطاع غزة، بعد أن شنت إسرائيل غارات عديدة منذ الجمعة ذهب ضحيتها 25 فلسطينيا بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
تم التوصل الى اتفاق "للتهدئة الشاملة" ابتداء من الساعة الواحدة (23,00 ت غ) فجر الثلاثاء في قطاع غزة بوساطة مصرية، بعد ان صعدت اسرائيل هجومها العسكري منذ الجمعة والذي ذهب ضحيته 25 فلسطينيا بالاضافة الى عشرات الجرحى.
وقال مسؤول مصري كبير فجر الثلاثاء في اتصال هاتفي مع فرانس برس "في اطار جهود مصر المتواصلة من اجل وقف العمليات الاسرائيلية على قطاع غزة ووقف نزيف الدم الفلسطيني، اجرت مصر اتصالات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية واسرائيل وتم الاتفاق على انهاء العمليات الحالية من الجانبين".
واضاف المصدر انه تم الاتفاق على "بدء تهدئة شاملة متبادلة بكافة الاركان بما في ذلك وقف الاغتيالات على ان تدخل حيز النفاذ في تمام الساعة الواحدة من فجر 13 (اذار) مارس وان تتولى مصر متابعة تنفيذ هذا الاتفاق".
ونفذت اسرائيل منذ الجمعة عشرات الغارات على القطاع في حين اطلقت الفصائل الفلسطينية قرابة 200 صاروخ جنوب اسرائيل التي اكدت اعتراض معظمها بفضل نظام القبة الحديدية التجريبي المضاد للصواريخ.
واستهدفت الغارات بشكل خاص عناصر الاذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وخصوصا الامين العالم للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي واحد قياديي اللجان و12 على الاقل من مقاتلي سرايا القدس، الذراع المسلحة للجهاد الاسلامي.
وقتل سبعة فلسطينيين يوم الاثنين في غارات اسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من القطاع بينهم مدنيون.
واعلن ادهم ابو سلمية المتحدث باسم لجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس مساء الاثنين انه من الجمعة "سقط 25 شهيدا واكثر من 82 جريحا".
وحتى قبيل اعلان التهدئة، شنت المقاتلات الحربية الاسرائيلية منتصف ليل الاثنين الثلاثاء غارة على موقع تدريب تابع لسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع دون ان تسفر عن وقوع اصابات بحسب المصادر الطبية.
وقبيل التهدئة، اعلنت سرايا القدس عدم التزامها باي تهدئة مع اسرائيل "تخضع لشروطها المجحفة" مشددة على عزمها مواصلة "خيار الجهاد والمقاومة" اثر التصعيد الاسرائيلي الاخير في غزة.
وقال متحدث باسم سرايا القدس في مؤتمر صحافي "نعلن عدم التزامنا بأي تهدئة مع العدو تخضع لشروطه المجحفة ولن نقبل بتهدئة تستبيح دماء شعبنا كلما أراد العدو ذلك".
واضاف "ندعو الذين يلهثون وراء أي تهدئة أيا كانت شروطها من مختلف الأطراف بتوجيه رسائلهم للعدو وليس للمقاومة، فلا تهدئة بعد اليوم إلا بشروط المقاومة صاحبة الكلمة العليا في الميدان".
واعلنت السرايا مسؤوليتها عن "قصف المدن والمغتصبات الصهيونية والمواقع العسكرية ومهابط طيران العدو ب180 صاروخا وقذيفة"، مؤكدة على "استمرار خيار الجهاد والمقاومة كخيار امثل ووحيد في مواجهة الغطرسة الصهيونية حتى لو تخلى الجميع عنا وبقينا في الساحة وحدنا".
وكان اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس اعلن عن جهود للتوصل الى الهدوء، مع تاكيده ان "المقاومة هي الدرع لشعبنا والسيف والجميع مدعو لتوحيد الجهود والوفاق الوطني بشأن الوضع في الميدان".
من جهته قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس لفرانس برس ان "المشكلة هي اصلا في الاحتلال الصهيوني فهو الذي بدأ العدوان وهو الذي يجب ان يوقف القتل وهو الذي يتحمل مسؤولية استمرار التصعيد ضد قطاع غزة".
واكد برهوم ان "ما تقوم به المقاومة هو دفاع عن النفس وردا على العدوان وهذا حق للمقاومة الفلسطينية".
واقرت اسرائيل على لسان الجنرال يواف موردخاي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي باستهداف المقاتلين الفلسطينيين. وقال موردخاي لاذاعة الجيش "ضربنا حتى الان عشرين فلسطينيا في عمليات محددة الاهداف. جميعهم من الارهابيين باستثناء طفل اقترب من موقع اطلاق صواريخ للجهاد الاسلامي".
وارجع موردخاي سبب ارتفاع عدد الجرحى الى ان الجهاد الاسلامي "خبأت في الطبقة الارضية من المبنى (المستهدف) كميات اكبر مما كنا نظن من الاسلحة، مصدرها ايران خصوصا، ما ادى الى اصابة منزل مجاور". واوضح ان "المسؤولين السياسيين (الاسرائيليين) اجروا اتصالات مع مصر" للدفع في اتجاه وقف العنف.
لكنه حذر من انه "اذا لم نتوصل الى ازالة تهديدات الارهابيين لجنوب البلاد، فان الجيش الاسرائيلي على استعداد لاطلاق عملية برية" في غزة.
وقال ان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "لا تطلق النار لكنها تغض الطرف" عن انشطة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية التي "الحقنا بها ضربات بالغة الشدة".
وكانت اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) دعت في بيان الاثنين من نيويورك كافة الاطراف الى التهدئة.
كما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين "ادانتها" لاطلاق صواريخ على اسرائيل من قطاع غزة، ودعت كل الاطراف الى العمل من اجل "تهدئة الوضع".
ودعت الصين اسرائيل الاثنين الى وقف الغارات الجوية التي تشنها على قطاع غزة، مطالبة بوقف فوري لاطلاق النار.
من جانبه دعا المندوب الفلسطيني في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الاثنين الى عقد اجتماع عاجل لهذا المجلس لمناقشة الوضع في قطاع غزة.
وقال المندوب الفلسطيني عماد الزهيري في تصريح صحافي في جنيف حيث مقر هذا المجلس ان الوفد الفلسطيني "يريد ابلاغ المجلس بالخروقات الاسرائيلية الاخيرة في فلسطين المحتلة"، مضيفا "لقد قتلت اسرائيل فلسطينيين" خلال الايام القليلة الماضية.
واعلنت الرئاسية التونسية في بيان "دعمها للاشقاء في غزة وتنديدها بالجرائم الصهيونية التي تركتب بحق مدنيين عزل".
وتم التوصل الى اخر تهدئة في قطاع غزة بوساطة مصرية في اب/اغسطس الماضي بعد تصعيد اعقب اغتيال الامين العام للجان المقاومة الشعبية كمال النيرب الذي اعتبرته اسرائيل عن هجمات في ايلات. ولكن القطاع لم يشهد حالة هدوء تامة منذ ذلك الحين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات