الأقسام الرئيسية

أطباء مصريون يعالجون المصابين 'في الجحيم'

. . ليست هناك تعليقات:

 
المسعفون في المستشفى الميداني بالتحرير يتحدون المخاطر لتقديم الرعاية الصحية للمتظاهرين.
 
ميدل ايست أونلاين

القاهرة- من توم بيري

حب الوطن يهوّن كل المحن
قبل أن يتمكن الأطباء من علاج العدد الذي يتدفق باستمرار من المصابين على مستشفاهم الميداني المؤقت في ميدان التحرير مقر الاحتجاجات في قلب العاصمة المصرية القاهرة كان عليهم أولا أن يعالجوا أنفسهم من أثر الغاز المسيل للدموع الذي يعبئ الأجواء.
عملية تقديم الرعاية الطبية للشبان الذين يواجهون قوات الأمن المصرية محفوفة بالمخاطر.. إذ يقول طارق سالم وهو أحد الأطباء الذين ظلوا يعملون في المستشفى الميداني حتى وقت متأخر من الأربعاء إن ثلاثة من الأطباء المتطوعين قتلوا حتى الآن بسبب العنف.
وقال "كانوا حديثي التخرج" وهو يسكب كمية من المحلول الملحي على وجهه لمواجهة آثار أحدث وابل من الغاز. وأضاف أن أحدهم قتل اختناقا من أثر الغاز بينما قتل الآخران بطلقات نارية أصيبا بها بينما كانا يقيمان الإصابات في الخارج.
رائحة الغاز لا تقل شدة داخل المستشفى الميداني عنها في خط النار القريب حيث واجه شبان سلاحهم الوحيد هو الحجارة قوات الأمن في سادس يوم من الاحتجاجات ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد.
تسقط قنبلة واحدة على الأقل يوميا في قلب المستشفى الميداني المقام في ساحة مسجد صغير بشارع ضيق مما يؤدي لاستمرار أثر الغاز في المكان الضيق لفترة طويلة.
وقال سالم "الخدمة تحسنت من أول يوم" وجفف وجهه بينما جعلت زخة أخرى من الغاز المسيل للدموع كل الناس يضعون على الفور الأقنعة الواقية.
المستشفى لا يعدو كونه بطاطين موضوعة على الأرض. وتم تطويق المنطقة التي يجري فيها علاج المصابين بشريط لاصق. وتتكدس فيه كميات كبيرة من الإمدادات الطبية.
وقال أحد المتطوعين عند مدخل المستشفى الميداني "مرحبا بكم في الجحيم".
وكان بعض الأطباء يضع أقنعة واقية من الغاز بينما غطى آخرون وجوههم بأقنعة طبية غير مخصصة لمهمة الوقاية من الغاز.
وقال سالم "يصلنا جريحان او ثلاثة كل دقيقة... 60 أو 70 في المئة منهم نتيجة الاختناق والباقي نتيجة طلقات الخرطوش أو الرصاص".
وفي حين أن البعض يغادر المستشفى الميداني خلال دقائق إلا أن البعض لقي حتفه. وقال سالم إن أربعة لفظوا أنفاسهم الأخيرة داخل المستشفى الاربعاء، اثنان نتيجة الاختناق واثنان نتيجة الرصاص.
ونقلت جثثهم سيارات الإسعاف التي يتعين عليها محاولة السير وسط حشود غفيرة في ميدان التحرير لنقل الجثث أو المصابين بجروح خطيرة.
كان هناك أكثر من عشرة أطباء يتحركون بهمة في أنحاء المستشفى الميداني لعلاج نحو 20 مصابا. طلب أحد المسعفين ومعه مكبر صوت من الناس إخلاء الطريق مع قدوم أحدث مصاب فاقدا الوعي. وأخذ متطوع آخر أنبوب الأكسجين لمحاولة علاج حالة أخرى مصابة بالاختناق.
ويشعر الاطباء بقلق بالغ من أثر الغاز الذي أطلق خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال سالم "نرى تشنجات خطيرة". كانت ترقد وراءه حالة تظهر عليها الأعراض ذاتها التي كان يتحدث عنها. أخرج سالم من جيبه ورقة مكتوبة بخط اليد تشرح المكونات "غاز سي.اس" احد الغازات المستخدمة.
الكثير من عبوات الغاز التي جمعها النشطاء لا تحمل علامات مما أثار تكهنات باستخدام أسلحة أكثر خطورة. ونفى المجلس العسكري أمس استخدام قوات الأمن أي غازات سامة.
ومن المخاوف الأخرى أن تكون الغازات التي تطلقها قوات الأمن منتهية الصلاحية. وكانت هناك أيضا عبوة غاز تظهر فيما يبدو تاريخ الإنتاج في 2001 مما يوحي بأنها استخدمت بعد خمس سنوات من تاريخ انتهاء الصلاحية.
وقال سالم إن الأطباء مصرون على البقاء حتى النهاية لمساعدة المواطنين فيما يطلقون عليه صراعا لاستكمال الثورة المصرية من أجل الحرية. وتابع "لا أحد يريد مغادرة المكان.. سنبقى هنا حتى ينتهي كل شيء".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer