A4 PDF | FULL PDF |
الثورة
الثانية تعود الى ميدان التحرير في القاهرة وساحات بور سعيد والاسكندرية،
لاستعادة مكاسبها. بعد محاولات قرصنتها، وخطفها من قبل تحالفات "الاخوان
المسلمين" والاحزاب التقليدية والمتنطحين للرئاسات والمناصب، والمجلس
العسكري. رائع! انها الملحمة الصافية يجترحها الشباب المصري، التواق
للديموقراطية، ولحكم مدني، وللتعددية، والحرية، والعدالة، والدولة الطالعة
من إرادة الشعب.
ظن الاخوان المسلمون وبعض الاحزاب انهم بمقاطعتهم التظاهرات في الميادين، التظاهرات الغاضبة، الحية، ستؤدي الى فشلها الجماهيري. وكأن الاخوان الذين استلحقوا الثورة بعد أيام من اندلاعها، وكانوا غرباء عنها يريدون ان يقولوا "نحن الوحيدون القادرون على استقطاب الجماهير" وتعبئة الشارع فقعدوا في بيوتهم وفي مكاتبهم يتفرجون، وكأنهم يتوقعون عجز الشباب عن انجاح التظاهرة، فيصيبون عصفورين بحجر: أولاً تكريس هيمنتهم الشعبية الطاغية، وثانياً تمتين الحلف مع السلطة "القديمة - الجديدة، والمجلس العسكري، كقطبين صالحين لتجديد نظام حسني مبارك في حلف "العمامة والعسكر" (الذي كان قائماً أصلاً، وهذا ما أكده المفكر المصري الكبير سمير أمين في حديث شيق الى "اخبار الأدب") فالساحات لهم. وها هم يخرجون من الحلف المتعدد"، ليستفردوا مع العسكر بالسلطة، ويجلسوا في مقاعد المتفرجين. لكن خاب فألهم. وها هي التظاهرات المليونية من دونهم (وقد وصفها أحد قيادات الاخوان "بالمفسدة"! رائعة معهم. ومفسدة مع غيرهم والعكس صحيح) تلتهب بمئات الألوف منددة بهم، وبأحلافهم، ومطالبة بتسليم السلطة الى المدنيين، وبإجراء انتخابات نزيهة، وتأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات..!
"الجماعة" في المنزل. هذا التعبير المصري المجازي الذي يعني "بقاء النساء والأطفال في البيت" والوهج الذي ساهم في تقويته النظام السابق (عبر تحالف ضمني) قد خفت، والادعاء بأنهم القوة الوحيدة الفاعلة بدا... اليوم ناقصاً. فهؤلاء كأنما يريدون استمرار نظام مبارك بأقنعة جديدة، بقناع اخواني عسكري ملمع. فكأنما هذه الثورة الملحمية قامت فقط لخلع مبارك وبعض المسؤولين، وإبقاء كل شيء على حاله. ولكن مبارك، الى ديكتاتوريته، كان جزءاً من منظومة سياسية حزبية وعسكرية متأصلة على امتداد أكثر من ستة عقود. وجزءاً من نظام معسكر قبل كل شيء. وها هم ثوار 25 يناير يصححون اليوم المسار، ويوضحون الصورة، ويرسمون خارطة طريق للتغيير البنيوي في السلطة. التغيير الشعبي، الديموقراطي، التعددي، الاجتماعي، المتفتح، الثقافي، الإنساني. فهي عندما رفضت الهيمنة العائلية (مستندة الى ولاء العسكر لها)، فلأنها هيمنة الأقلية المتسلطة. فهل تقبل عودة أخرى لهيمنة أقلية معدلة على ظهور الشهداء والمناضلين والأحرار؟
صحيح ان شباب الثورة بالغوا في رهانهم على العسكر، واطمأنوا الى تحالف الاخوان في البداية، وصحيح انهم اخفقوا في وضع خطة متكاملة، لتحركاتهم، مقابل مجلس عسكري عريق بطموحاته، وحركة اخوانية راسخة بدهائها وتنظيمها وانتهازيتها وبراغماتيتها، لكن الصحيح أيضاً، ان هذه الثورة اليوم (أي الربيع الثاني) جاءت بعد نضج في التجارب وفي الرؤيا وفي الأفكار وفي الأدوات، وفي الاعتصامات، والتحركات بعدما اكتسبت مناعة، ووضوحاً، واستدراكاً لكل الاحتمالات! كأنه الربيع الثاني لثورة الشباب المصري، وما يشبه بداية خريف لأوهام العسكر والاتجاهات الاخوانية الاستئثارية! انه الإعلان المدوي عن نهاية زمن... وبداية زمن آخر. عن أفول فصل طويل... وبداية فصول جديدة! وكما ادهش ثوار الميادين العالم بشجاعتهم وحيويتهم وعنادهم وشغفهم ووطنيتهم وحبهم لمصر أخرى تشببهم ولا تشبه الطغاة... ها هم اليوم يقولون للعالم: الثورة لا تصنع مرة واحدة. ثورتنا سنصنعها كل يوم!
ب.ش
إصدارات
الانقلاب الشعبي في الوطن العربي
لسمير التنير
عن "دار الفارابي" في بيروت صدر كتاب "الانقلاب الشعبي في الوطن العربي" (كتاب السفير) وتتناول حركة نسائم الحرية في الربيع العربي بعد الجمود الذي ساد الشارع العربي طوال عقود من السنين.
الكتاب ينظر في الحراك الشعبي الشبابي والمطالبات بين حدي الحرية والخبز وبين الصراع على البقاء في السلطة والثورتين والدكتاتورية في السيطرة على مفاصل الدولة كافة مع أهمية التنبه الى توسيع المشاركة السياسية في العملية الاستقلالية في السيطرة الفعلية للأنظمة الى صنع السياسات العامة الجديدة بالانتقال الى الديموقراطية.
سورية ثورة من فوق
رايموند هينبوش
صدر عن شركة "رياض الريس للكتب والنشر" كتاب جديد للباحث وأستاذ العلاقات الدولية في الشرق الأوسط واقتصادها رايموند هينبوش بعنوان "سورية ثورة من فوق".
ينطلق المؤلف من دراسات احصائية وتاريخية وأحداث عسكرية وسياسية مرت بها سورية منذ نشوء حزب البعث السوري وتسلمه السلطة مروراً بالاصلاحات الاقتصادية والثورة التصحيحية التي تزعمها الرئيس حافظ الأسد وصولا الى حكم الاسد الابن وانتهاء بالوضع الراهن.
ويرى الباحث، بناء على هذه الدراسات ان الأسد الأب استطاع ان يدغدغ آمال العرب بالمبادئ القومية العربية والدفاع عنها والوقوف بوجه اميركا واسرائيل، وفي الوقت نفسه أقام الدولة القوية والنظام الحديدي بواقعية وبرغماتية. لكن الثمن الاقتصادي والاجتماعي كان فادحاً. فورث الاسد الابن اقتصادا متزعزعاً ومجتمعاً مقموعاً وإدارة فاسدة تنخر فيها نخبة عسكرية واقتصادية فاسدة. وها هو الآن يواجه الهجمات الخارجية المتكررة ونقمة داخلية تندلع تظاهرات متنقلة.. تاركاً القارئ أمام السؤال الملح: سورية الى اين؟
الكتاب يقع في 320 صفحة من القطع الوسط
ظن الاخوان المسلمون وبعض الاحزاب انهم بمقاطعتهم التظاهرات في الميادين، التظاهرات الغاضبة، الحية، ستؤدي الى فشلها الجماهيري. وكأن الاخوان الذين استلحقوا الثورة بعد أيام من اندلاعها، وكانوا غرباء عنها يريدون ان يقولوا "نحن الوحيدون القادرون على استقطاب الجماهير" وتعبئة الشارع فقعدوا في بيوتهم وفي مكاتبهم يتفرجون، وكأنهم يتوقعون عجز الشباب عن انجاح التظاهرة، فيصيبون عصفورين بحجر: أولاً تكريس هيمنتهم الشعبية الطاغية، وثانياً تمتين الحلف مع السلطة "القديمة - الجديدة، والمجلس العسكري، كقطبين صالحين لتجديد نظام حسني مبارك في حلف "العمامة والعسكر" (الذي كان قائماً أصلاً، وهذا ما أكده المفكر المصري الكبير سمير أمين في حديث شيق الى "اخبار الأدب") فالساحات لهم. وها هم يخرجون من الحلف المتعدد"، ليستفردوا مع العسكر بالسلطة، ويجلسوا في مقاعد المتفرجين. لكن خاب فألهم. وها هي التظاهرات المليونية من دونهم (وقد وصفها أحد قيادات الاخوان "بالمفسدة"! رائعة معهم. ومفسدة مع غيرهم والعكس صحيح) تلتهب بمئات الألوف منددة بهم، وبأحلافهم، ومطالبة بتسليم السلطة الى المدنيين، وبإجراء انتخابات نزيهة، وتأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات..!
"الجماعة" في المنزل. هذا التعبير المصري المجازي الذي يعني "بقاء النساء والأطفال في البيت" والوهج الذي ساهم في تقويته النظام السابق (عبر تحالف ضمني) قد خفت، والادعاء بأنهم القوة الوحيدة الفاعلة بدا... اليوم ناقصاً. فهؤلاء كأنما يريدون استمرار نظام مبارك بأقنعة جديدة، بقناع اخواني عسكري ملمع. فكأنما هذه الثورة الملحمية قامت فقط لخلع مبارك وبعض المسؤولين، وإبقاء كل شيء على حاله. ولكن مبارك، الى ديكتاتوريته، كان جزءاً من منظومة سياسية حزبية وعسكرية متأصلة على امتداد أكثر من ستة عقود. وجزءاً من نظام معسكر قبل كل شيء. وها هم ثوار 25 يناير يصححون اليوم المسار، ويوضحون الصورة، ويرسمون خارطة طريق للتغيير البنيوي في السلطة. التغيير الشعبي، الديموقراطي، التعددي، الاجتماعي، المتفتح، الثقافي، الإنساني. فهي عندما رفضت الهيمنة العائلية (مستندة الى ولاء العسكر لها)، فلأنها هيمنة الأقلية المتسلطة. فهل تقبل عودة أخرى لهيمنة أقلية معدلة على ظهور الشهداء والمناضلين والأحرار؟
صحيح ان شباب الثورة بالغوا في رهانهم على العسكر، واطمأنوا الى تحالف الاخوان في البداية، وصحيح انهم اخفقوا في وضع خطة متكاملة، لتحركاتهم، مقابل مجلس عسكري عريق بطموحاته، وحركة اخوانية راسخة بدهائها وتنظيمها وانتهازيتها وبراغماتيتها، لكن الصحيح أيضاً، ان هذه الثورة اليوم (أي الربيع الثاني) جاءت بعد نضج في التجارب وفي الرؤيا وفي الأفكار وفي الأدوات، وفي الاعتصامات، والتحركات بعدما اكتسبت مناعة، ووضوحاً، واستدراكاً لكل الاحتمالات! كأنه الربيع الثاني لثورة الشباب المصري، وما يشبه بداية خريف لأوهام العسكر والاتجاهات الاخوانية الاستئثارية! انه الإعلان المدوي عن نهاية زمن... وبداية زمن آخر. عن أفول فصل طويل... وبداية فصول جديدة! وكما ادهش ثوار الميادين العالم بشجاعتهم وحيويتهم وعنادهم وشغفهم ووطنيتهم وحبهم لمصر أخرى تشببهم ولا تشبه الطغاة... ها هم اليوم يقولون للعالم: الثورة لا تصنع مرة واحدة. ثورتنا سنصنعها كل يوم!
ب.ش
إصدارات
الانقلاب الشعبي في الوطن العربي
لسمير التنير
عن "دار الفارابي" في بيروت صدر كتاب "الانقلاب الشعبي في الوطن العربي" (كتاب السفير) وتتناول حركة نسائم الحرية في الربيع العربي بعد الجمود الذي ساد الشارع العربي طوال عقود من السنين.
الكتاب ينظر في الحراك الشعبي الشبابي والمطالبات بين حدي الحرية والخبز وبين الصراع على البقاء في السلطة والثورتين والدكتاتورية في السيطرة على مفاصل الدولة كافة مع أهمية التنبه الى توسيع المشاركة السياسية في العملية الاستقلالية في السيطرة الفعلية للأنظمة الى صنع السياسات العامة الجديدة بالانتقال الى الديموقراطية.
سورية ثورة من فوق
رايموند هينبوش
صدر عن شركة "رياض الريس للكتب والنشر" كتاب جديد للباحث وأستاذ العلاقات الدولية في الشرق الأوسط واقتصادها رايموند هينبوش بعنوان "سورية ثورة من فوق".
ينطلق المؤلف من دراسات احصائية وتاريخية وأحداث عسكرية وسياسية مرت بها سورية منذ نشوء حزب البعث السوري وتسلمه السلطة مروراً بالاصلاحات الاقتصادية والثورة التصحيحية التي تزعمها الرئيس حافظ الأسد وصولا الى حكم الاسد الابن وانتهاء بالوضع الراهن.
ويرى الباحث، بناء على هذه الدراسات ان الأسد الأب استطاع ان يدغدغ آمال العرب بالمبادئ القومية العربية والدفاع عنها والوقوف بوجه اميركا واسرائيل، وفي الوقت نفسه أقام الدولة القوية والنظام الحديدي بواقعية وبرغماتية. لكن الثمن الاقتصادي والاجتماعي كان فادحاً. فورث الاسد الابن اقتصادا متزعزعاً ومجتمعاً مقموعاً وإدارة فاسدة تنخر فيها نخبة عسكرية واقتصادية فاسدة. وها هو الآن يواجه الهجمات الخارجية المتكررة ونقمة داخلية تندلع تظاهرات متنقلة.. تاركاً القارئ أمام السؤال الملح: سورية الى اين؟
الكتاب يقع في 320 صفحة من القطع الوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات