"مجرد محاولة جديدة للتنصل من المسؤولية"، ذلك كان وصف صحيفة
"الجارديان" الإنجليزية لمؤتمر المجلس العسكرى أول من أمس - الأربعاء- ،
الذي نفى فيه مهاجمة المتظاهرين الأقباط وحاول تبرئة ساحته، على حد قول
الصحيفة.
أشارت "الجارديان" إلى أن "العسكري" نفى استخدامه العنف ضد مسيرة
الأقباط وأن أحد جنرالاته أصر على أن قواته أظهرت أعلى درجات ضبط النفس،
رغم أن هذا يتنافى مع لقطات الفيديو المنتشرة على الإنترنت وشهادات شهود
العيان، ورغم سقوط 26 شخصا.
أكدت الصحيفة البريطانية أن تصريحات "العسكري" ومؤتمره الصحفي يتنافى
مع شهود العيان والتقارير الطبية التي أشارت إلى أن الجيش هاجم
المتظاهرين، ولا يتماشى أيضا مع تقرير منظمة العفو الدولية الذي طالب كبار
قادة الجيش بعدم التهرب من مسؤولياتهم وإلقاء اللوم على "المؤامرات
الخارجية".
أثار مؤتمر "العسكري" انتقادات كثيرة من القوى السياسية المصرية بحسب
الصحيفة البريطانية، خصوصا بسبب انتقائيته البالغة للقطات الفيديو التي
تدين الأقباط دون أن يذيع أي مشهد يدين قواته.
ونقلت تصريحات لناشط يدعى "شريف جابر" التي قال فيها إن مؤتمر
"العسكري" محاولة بائسة للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه بعرض مجموعة
من اللقطات وإلقاء كلمات مرسلة بطريقة مثيرة للاشمئزاز، مضيفا : "أنهم
يسعون لتحقيق نجاح قصير الأمد في العلاقات العامة على حساب تفجير عنف
طائفي فاشي في جميع أنحاء البلاد".
أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فنشرت تقريرا عن مؤتمر "العسكري"
أكدت أنه أثار انتقادات متزايدة تجاهه سواء في الداخل أو الخارج، وأنه لم
يكن إلا مجرد نداء جديد لاستدرار عطف المصريين والقوى الخارجية تجاه
أفعاله.
فـ"العسكرى" بحسب الصحيفة الأمريكية عكف طوال المؤتمر الصحفي على إيجاد
مبررات لوقوع 26 ضحية في الاشتباكات، مطالبا المصريين بتفهم الرعب الذي
كان يعاني منه جنوده خلال مكافحة شغب المتظاهرين الذي احتشدوا ضد عدد
قليل من الجنود.
كما نقلت تصريحات اللواء "عادل عمارة" التي طالب فيها الجميع بتصور
شعور الجندي وهو محاصر داخل مدرعته، محاولا -على حد قولها- أن يحول رؤية
المصريين للأحداث من منظور قواته المذعورة.
أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تصريحات عمارة واتهاماته للمتظاهرين
بأنهم كانوا مسلحين بالسيوف والعصى والحجارة والمولوتوف، ونبرة التوسل
التي تكلم بها على حد قول الصحيفة تتعارض مع كونه قائد قوة عسكرية محترفة
في القتال، كما أنها تتعارض مع شهادة شهود العيان وتستهدف أن تشير إلى
أن ما حدث لم يكن مقصودا.
لكن الصحيفة الأمريكية اختتمت تقريرها بقولها التعاطف في الشارع المصري
انسحب من تحت أقدام الجنود ، ليتجه إلى الصحفية القبطية "فيفيان مجدي"
التى لقى خطيبها حتفه دهسا تحت عجلات إحدى المدرعات في أحداث يوم الأحد
الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات