الأقسام الرئيسية

حضرة النائب المحترم «حمار»!

. . هناك تعليق واحد:

Wed, 26/10/2011 - 08:05

أغلقت اللجنة العليا للانتخابات، باب قبول المرشحين، فى انتخابات الشعب والشورى.. ولم يرشح المصريون حماراً للبرلمان، على طريقة البلغاريين، الذين رشحوا حماراً فى انتخابات عمدة مدينة «فارنا» البلغارية؟.. فهل المصريون بعد الثورة، لا يريدون نواباً ووزراء ومسؤولين، وربما مرشحين للرئاسة، من نوعية الحمير؟.. خاصة أن الحمار لا يسرق، ولا يكذب، ويعمل بإخلاص؟!
فى مدينة «فارنا» البلغارية، رشح أحد الأحزاب حماراً لمنصب عمدة المدينة، الواقعة على البحر الأسود، وذلك فى الانتخابات التى أجريت منذ أيام.. الغريب أن اللجنة المركزية لانتخابات البلديات، أعلنت رسمياً قبول ترشيح الحمار «ماركو».. وكان حزب «مجتمع بلغاريا الجديد»، قد رشح «ماركو»، وتوقع أن يكون أبرز منافسى العمدة الحالى، للفوز بالمنصب المهم!
فلا غضب عمدة المدينة.. ولا غضب الرئيس البلغارى.. ولا اتهموا الحزب بالاحتقار.. لا شىء من ذلك حدث.. هم أصروا على الترشيح.. ليكون العمدة القادم حماراً وله ذيل.. وهو أرحم أن يكون حماراً تعرف أنه حمار، من أن يكون عمدة حقيقياً بدرجة حمار.. والفارق كبير.. يقول الحزب «لقد رشحنا الحمار للمنصب، لأنه لا فرق بينه وبين العمدة الحالى، يوردانوف، فكلاهما مطيع لسيده»!
لا أحد منهم كان راضياً عن أداء العمدة، ولا أحد منهم كان متهاوناً فى واجباته.. فالأحزاب السياسية فى أوروبا غير الأحزاب عندنا - قبل الثورة كان يحركها أمين شرطة، أو عسكرى أمن دولة - فى بلغاريا قال أعضاء الحزب: «العمدة الحالى يوردانوف خادم مطيع لسيده، رئيس الوزراء البلغارى، بويكو بوريسوف».. والحمار «ماركو» خادم مطيع لسيده أيضاً.. ولا فرق!
وهكذا وصلت الرسالة.. هم لا يريدون حماراً.. لكن إذا كان العمدة حماراً وخادماً لرئيس الوزراء، فليرجعوا إلى الأصل، وينتخبوا الحمار.. خاصة أنه لا يسرق ولا يكذب.. وبالفعل بدأت الحملة الانتخابية بمؤتمر صحفى.. وبث التليفزيون لقطات منها، ونقلت الوكالة عن أنجل داينكوف، قائد حملة ترشيح الحمار، خطبة عصماء فى شرح فضائله، عن غيره من المرشحين لمنصب العمدة!
ولا يصح أن تسأل، كيف يدير الحمار شؤون المدينة؟.. ولا يصح أن تستغرب كيف سمحت اللجنة العليا للانتخابات، بقبول ترشيح الحمار رسمياً؟.. لسه قدامنا 100 سنة، على ما نفهم يعنى إيه ديمقراطية.. الشعب هو السيد.. ومن يتطوع للخدمة العامة، عليه أن يعرف أنه خادم لا أكثر ولا أقل.. فالسيادة للشعب.. لا سيادة لأحد، ولا سيادة لجهة.. هذا هو الفارق بينهم وبيننا!
تذكرت قصة الحمار «ماركو»، وأنا أتابع ما يجرى فى مصر، من سباق محموم على مقاعد البرلمان.. من أول الإخوان وحتى الوفد والسلفيين والفلول.. كلهم فى الماراثون.. ولا أحد من شباب الثورة، قدم كلباً ولا حماراً ليُذكر المرشحين بأهمية ألا يسرق ولا يكذب، ويعمل فى خدمة الوطن.. فلا يكون همه الأول الحصانة، ولا يكون همه أن يحمى ثروته، أو ينهب المال العام!
فمتى نمارس الديمقراطية فى بلادنا، على طريقة أهل بلغاريا؟.. ومتى يعرف عمدة المدينة هناك، وعضو مجلس الشعب هنا، والمحافظ والوزير، أن ولاءه الأول للوطن، وليس لرئيس الوزراء، ولا لرئيس الجمهورية؟.. وأخيراً: هل كانت لجنة الانتخابات، تقبل ترشيح حمار للبرلمان؟.. ليكون عندنا أول نائب «حمار» له ذيل.. مادام لا يسرق ولا يكذب، على طريقة برلمان «سرور» و«عز»!

هناك تعليق واحد:

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer