الأقسام الرئيسية

منبع التمييز والتميز

. . ليست هناك تعليقات:

Thu, 20/10/2011 - 08:05

هزنى حتى العظم خبر يقول: «إن أحد المدرسين أجبر طالباً على خلع صليب يرتديه، وحينما تمسك الطالب المسيحى بحقه تشاجر معه المدرس، ثم انضم إليه بعض الطلاب وتم الاعتداء عليه بوحشية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة!» مسرح هذه الجريمة التى يندى لها الجبين هو إحدى مدارس مدينة ملوى بمحافظة المنيا بجمهورية مصر العربية ـ حسب صحيفة التحرير! ولنتخيل لو أن مسلماً أو مسلمة كان يضع سلسلة تحمل المصحف الشريف على صدره وقام أشخاص بضربه حتى الموت. إن اعتقادى أن خطورة هذا الخبر المرعب تكمن فى شخصياته وفى مكانه، فالذى طلب من الطالب خلع الصليب هو «مدرس»!، أى معلم.. كاد أن يكون رسولاً!.. وهو فى هذه الحالة رسول للتعصب المقيت والتمييز الفج الممجوج والذى تدينه جميع الشرائع والقوانين، السماوية والوضعية، كذلك عدد من الطلبة الذين تربوا على أيدى مثل هذا المدرس وأمثاله، تحت سمع وبصر وزارة التربية والتعليم بمناهجها، التى تحيل الملاك إلى نموذج للتعصب المدمر.. وكنت أفهم سر تباطؤ النظام وتجاهله صرخات المخلصين بهذا البلد بإعادة النظر فى «المناهج» الدراسية، التى بدأت تغزو مؤسساتنا التعليمية منذ أعلن الرئيس السادات، أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة، وتعمق أكثر فوصف نفسه بالرئيس المؤمن، وتبعه مبارك الذى دمر نظامه وخرب النفسية المصرية بجميع السبل والوسائل المتاحة.. والمستوردة.. وذلك كله ليس بغرض الاحتفاظ بكرسى الحكم فحسب، بل تنفيذاً لمخطط مكتوب ومعلن، وليس أوهاماً من دماغى، بتفتيت الوطن العربى إلى دويلات عرقية وطائفية والدعم الأكبر لهذا المخطط الجهنمى نظام اقتصادى عشوائى فتت الشعب إلى مناطق جغرافية تصرخ بالهوة بين جميع طبقاته، ولكن قبل كل ذلك والأهم منه، إحداث الشرخ، ثم الكسر فى العقول والقلوب، وقد سبق أن أشار الأستاذ هيكل إلى خطورة ذلك، عقب دعوة د. سعد الدين إبراهيم إلى عقد مؤتمر «للأقليات الدينية» فى مصر عام 1994 على ما أتذكر.. أكثر الوسائل فاعلية كانت المدارس وزرع بذور الفتنة والتمييز والتعصب منذ الطفولة.. لم تهتم مؤسسة تعليمية واحدة بالجودة أو المحتوى أو الحداثة فى التعليم، بل انصبت الجهود على نشر الفكر الوهابى عبر المدرسين على أوسع نطاق ممكن وإغفال الرسالة التى كانت منوطة بهم، أى تحقيق التميز ورعاية المواهب والعبقريات المصرية الفذة.. إن ما جرى فى مدرسة المنيا يتقاطع مع ما صرح به جندى أو ضابط للتليفزيون المصرى بقوله: «غدروا بينا المسيحيين أولاد الكلب!» وفى التغطية الإعلامية عموماً لدرجة أن وزير الإعلام قال: أعلم يقيناً أن هناك حزناً قبطياً من تغطية التليفزيون المصرى للأحداث! هل كان حزناً قبطياً فقط؟ أم أنه حزن مصرى بأجلى صوره؟ إن حادث المنيا انضم إلى أشباهه ولم نسمع عن إلقاء القبض على القتلة وهو ما يؤكد أن نظام مبارك قائم وبوسائل أكثر وحشية لتدمير الوطن!! التعليم أولاً!! ونبذ التمييز بتطلعنا إلى التميز!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer