الأقسام الرئيسية

آية الله الغريفي، هل يصبح مرجع الشيعة العرب؟

. . ليست هناك تعليقات:


الشيعة العرب أمام فرصة لخلق مرجعية عربية بعيداً عن إيران. الخطوة قد تغير معادلات النفوذ في الشرق الأوسط.

ميدل ايست أونلاين


الغريفي..مواقف عروبية لافتة

بين غبار المعارك السياسية والطائفية في الخليج العربي تبدو معالم مشروع قد يهدئ من هذا الغبار ويجلو صحو تعايش سياسي ومذهبي في مناطق عديدة في الخليج العربي بل خارجها في العراق ولبنان وغيرها.

الباحث عبدالعزيز الخميس يقرأ المشروع الشيعي العربي الذي يكرس اهتمامه بالوطن قبل المصالح الايرانية، فلطالما اتهم الشيعة في الخليج العربي والعراق ولبنان بأنهم تابعون لمصالح الولي الفقيه في طهران وبأنهم يدارون من مكتب الولي لخدمة الأحلام الفارسية بسيطرة فارس بقوة على المنطقة.

***

وسط الاتهامات والتشكيك بتبعية الشيعة العرب لإيران يبرز اختيار حزب الدعوة للشيخ البحريني عبدالله الغريفي كمرجع له تطوراً مهماً، خاصة وأن حزب الدعوة لديه امتدادات كبيرة ليست في العراق فقط بل في الخليج العربي.

وعلى الرغم من أن قيادة حزب الدعوة في بغداد متهمة بالسعي في ركاب ايران ومصالحها، إلا أن آمالاً قد تبدو واقعية عند البعض، وحالمة عند البعض الآخر، بحدوث تغيير كبير في الاداء السياسي للحزب ولجماعات شيعية عربية في دول متعددة.

فبروز مشروع شيعي عروبي بعيد عن إيران أمر يستحق الوقوف عنده وقراءته لعل وعسى أن يتم إيقاف حالة التضعضع العربي التي تزداد يوماً بعد يوم نتيجة للشقاق والإختلاف الناتج من غياب رؤى استراتيجية موحدة تسعى للتوحيد لا للفرقة.

حال المرجعية

بعد أن غيب الثرى الشيخ محمد حسين فضل الله ثار لغط كبير حول هل يبقى مقلدوه على تقليدهم له حتى بعد رحيله أم يبحثون عن مراجع فقهية اخرى؟ وكان معظم هؤلاء في الخليج العربي ممن يقلدون المرجع الراحل.

دعا هذا اللغط المرجع البحريني عبدالله الغريفي للتدخل فأكد في خطاب له انه حسب الفتوى المشهورة انه من كان يقلد فقيهاً ميتاً فهو مخير في البقاء على ذلك او الرجوع الى فقيه حي.

لكنه أشار الى أن هناك فقهاء يقولون انه يجب البقاء على تقليد الفقيه الميت اذا كان أعلم من الحي، واذا كان الفقيه الحي مساوياً للميت يجوز تقليده، وإذا كان الحي أعلم فعليهم تقليده.

وتعود قصة المرجعية في حزب الدعوة الى زمن عمل أنصار الحزب في إيران، حين طالبهم الخميني عبر فتوى بأن يشاركوا بالقتال ضد العراق، مثلهم مثل المجلس الأعلى، الذي كان حديث التشكيل فتمنعوا.

تتابعت عليهم الضغوط الايرانية مما دعا معظمهم للخروج الى سوريا، حيث اتخذوا قراراً مهما بأن المرجع لا بد وان يكون من القريبين للحزب ولم يكن ثمة أفضل من محمد حسين فضل الله لهذا المنصب.

وحال وفاة فضل الله تم اختيار الغريفي لعلو قدره داخل دائرة الحزب ومنتميه في العراق ولبنان والخليج العربي.

بعض من مقلدي الشيخ فضل الله لم يتقبلوا الأمر مما دعا الغريفي الى توضيح أن بإمكانهم البقاء على تقليدهم للشيخ فضل الله دون ان يكون ذلك مصدر جدل.

مواقف الغريفي





الشيخ حمد نجل العاهل البحريني معزياً الغريفي

يشير آية الله عبدالله الغريفي في خطبه الاخيرة وخاصة بعد بدء لجنة تحقيق دولية عملها في البحرين انه كي تنجح هذه اللجنة لا بد وأن يتم الاعتراف بوجود مشكلة سياسية في حاجة إلى أن يُبحث عن مخرجٍ منها، وإلَّا فسوف تتيه الحوارات والتفاهمات، وسوف ترتبك الخيارات.

ويطالب الغريفي بتوفر النية الصادقة في معالجة المشكلة السياسية، وإلا كانت اللقاءات تخديراً، وضياعاً للجهد والوقت.

ويسعى ايضاً إلى اعتماد آليات صحيحةٍ للتفاهم والحوار، مع توفير كل المناخات، وأسباب النجاح، وإلَّا فالفشل هو مصير أي لقاء، وربما كان الأثر الكثير من التعقيد ومزيداً من التأزيم، فمن الخطر كل الخطر أن يبدأ الحوار فاقداً لمكونات النجاح.

ويحض الغريفي اتباعه على اعتماد الحلول الواقعية القادرة على إنقاذ الوضع وإلّا بقي المشكل بكل منتجاته المتأزِّمة.

ويعلن الغريفي بصراحة أنه لن ينقذ البحرين إلا مشروع إصلاح سياسي قادر على أن يعالج كل الأزمات. ولن يُنقذها ايضاً إلَّا مشروع إصلاحٍ سياسي ينصِف كل البؤساء والمحرومين والمظلومين، وكل أبناء الشعب بلا تمييزٍ على أساس من دين ومذهب أو لغة أو لون.

ويضيف الغريفي أنه لن ينقذ هذا الوطن إلَّا مشروع إصلاح سياسي تتعاون في إنتاجه، وفي إنجاحه كل القوى المخلصة كل الإخلاصِ "لهذا الوطن ولهذا الشعب".

وحول لجنة تقصي الحقائق التي أعلنها ملك البحرين يقول الغريفي "إن تتشكل لجنة لتقصي الحقائق في أحداث البحرين الأخيرة خطوة إيجابية مرحب بها، إلا أن الحكم على عملها إيجابا أو سلبا فأمر مرهون بما تتوفر عليه هذه اللجنة من نتائج. فإن عبرت هذه النتائج عن موقف منصف ونزيه وفاعل وصارم في كشف الحقائق بلا مواربة أو مداهنة أو انحياز أو مخادعة أو تضليل، وكذلك في ملاحقة ومحاسبة ومحاكمة كل المتسببين في إلحاق الأذى والضرر بأي من أبناء هذا الشعب، أو بأي وضعٍ من أوضاع هذا الوطن."

وينتهي الغريفي الى نتيجة مهمة وهي أنه إذا كان الأمر كذلك، فلا إشكال أنَّ عمل هذه اللجنة سوف يكون عملاً تاريخياً، ومثمَّناً كلّ التثمين في الداخل والخارج. وأما إذا كانت النتائج لا تعبر عن إنصاف ونزاهة وواقعية، ومحاسبة، ومحاكمة، فالموقف منها ـ بالطبع ـ سوف يكون "سلبياً ومرفوضاً ومداناً محلياً ودولياً، وسوف يؤول الأمر إلى مزيد من الإحباط والقلق والتأزم والاحتقان."

وللشيخ عبد الله الغريفي مواقف مهمة تصب في مصلحة تخفيف التوتر الطائفي.

فهو مع رفيقه الشيخ محمد حسين فضل الله ينكرون قصة كسر الخليفة عمر بن الخطاب لضلع فاطمة الزهراء.

وقد تحدثت المدينة المنورة خلال حملة الكاظم البحرينية في أحد مواسم الحج عن خلاف شديد بينه وبين شيعة بحرينيين حول إنكاره لهذه القصة وايضاً منعه الحجاج من طرق ما يزيد من اختلاف طائفي بينهم وبين الحجاج السنة، وقد أكبر فيه ذلك مسؤولون سعوديون دينيون لم يتقدموا قليلاً نحوه في حوار جدي صريح كان سيكسر جليداً فقهياً ينعكس جحيماً مذهبياً يصلى بناره الشيعة العرب هذه الأيام.

وبعيداً عن الصراع مع الآخر كانت للشيخ الغريفي وقفة مهمة في مسألة الخمس وإنعكاس أمواله التي تجمع في البحرين على شيعة البلاد، إذا بارك الغريفي التوجه بأن يكون للخمس إسهام في تحسين وضع شيعة البحرين والفقر والبطالة.

وكانت جهات شيعية متعددة قد طالبت مراراً بأن يصرف الخمس على فقراء البحرين لا ان يذهب يميناً ويساراً ويصرف على غيرهم.

وفي الوقت الذي يطالبون فيه حكومة البحرين بتحسين أوضاعهم المالية، يتخلى عنهم مشايخهم جامعو الخمس ويصدرونه للخارج.

وكان الشيخ الغريفي قد تمنى أن يكون للخمس حضوره الواضح على مستوى المشروعات في البحرين متى توافرت الرؤية الفقهية الداعمة لذلك.

واعتقد الشيخ أن المسألة في حاجة إلى دراسة فقهية وموضوعية، وفي حاجة إلى تعاون علمائي في هذا المجال من أجل تطوير أداء الخمس ودوره الفاعل في الواقع الروحي والثقافي والاجتماعي. وفي تطوير وسائل التنمية لهذا المورد المهم جدا.

وكانت مسألة الخمس واحدة من المعضلات التي وقفت دون حل بين الراحل محمد حسين فضل الله والمرجعيات المركزية في النجف وغيرها حين قام فضل الله بتأسيس مشاريع ينفق عليها من الخمس في لبنان وساعدت في تزويج الكثير من الشباب كما بنت مؤسسات إنتاجية صغيرة في البلاد ومن مال أهل البلاد.

ولا تسلم مواقف الغريفي من النقد في مواضع مختلفة كموقفه من دور الديمقراطية في نظام الحكم تشابه مواقف شيوخ السنة المتشددين فيؤخذ عليه انه يرفض الديمقراطية التي تعني أن الاكثرية هي التي تعطي الشرعية للقرار والحكم.

ويقول الغريفي "نحن نرفض الديمقراطية بهذا المعنى جملة وتفصيلاً. فالشرعية نأخذها من الله وليس من الأكثرية أو البرلمان أو حتى الشعب! ولو قال كل العالم لا للإسلام لأن الاكثرية قالت ذلك فانه لا شرعية لذلك لأننا نأخذ شرعيتنا من الله ورسوله والمعصومين، ولا نأخذ شرعيتنا من قرار الاكثرية او غير الاكثرية."

ويحذر الغريفي قائلاً "انتبهوا من الخلط عندما يناقشكم احد بأنكم اذا رفضتم الديمقراطية فأنتم تقبلون بالديكتاتورية والاستبداد، ونحن نقول اننا نقبل الديمقراطية كوسيلة سياسية بغض النظر عنها كمصطلح، لأن الاسلام يعطي الشعب حقه في القرار السياسي ومحاسبة السلطة والتعبير بما يؤمن به ضمن الضوابط والأسس."

وهذا الموقف يثير الكثير من الناشطين الذين يرون في مواقفه تشريعاً لسلطة دينية هي التي تقرر الصالح للشعب دون ان يحق للشعب ان يختار ما هو صالح له.

تعدد المرجعيات





مجموعة من المرجعيات الشيعية: الستري والغريفي والوادعي وقاسم

تشير المصادر العراقية إلى أن حزب الدعوة بعد مشكلة تعرض لها الحزب، نصب العلامة محمد حسين فضل الله مرجعا له في الفتوى.

وبعد وفاة فضل الله تحول الحزب إلى مرجعية السيد عبد الله الغريفي الذي يقيم في البحرين.

اختيار حزب الدعوة للغريفي مرجعاً يعتبر تطوراً كبيراً يجب أن يقرأ جيداً، فقد تعود الخليجيون على اتباع مرجعيات خارج الخليج حتى أن العراقيين أنفسهم يتبعون مرجعيات غير عربية.

فالمرجعيات حسب تصنيف الزميل الاعلامي العراقي محمد السيد حسن تتمثل في تنوعات مثل التيار الصدري الذي لا يزال يتبع فتوى كاظم الحائري وهو إيراني الجنسية والإقامة، وقد أوصى باتباعه المرجع محمد صادق الصدر والد الزعيم العراقي الحالي مقتدى والذي يعتبر حالياً وكيلاً للحائري في العراق.

وكان الحائري هو مرجع حزب الدعوة الى ان حدثت مشاكل مالية بينه وبين الحزب.

تيار الإصلاح الذي يتزعمه ابراهيم الجعفري يتبع في مرجعيته المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي، في الوقت الذي يتبع المجلس الأعلى مرجعية علي السيستاني في النجف وهو ايراني الجنسية والأصل.

يقرأ البعض تقليد حزب الدعوة للغريفي على أنه يأتي لمصلحة من يريد من الشيعة الإبقاء على المشروع العروبي الشيعي الذي ابتدأه الصدر ثم أكمله الشيخ محمد حسين فضل الله ووصل الى الشيخ عبدالله الغريفي.

لكن تحدياً كبيراً يقف أمام هذا المشروع، وهو البعد السياسي، حيث أن التقليد في المسائل الفقهية لا يعني ألا يكون هناك تقليد للمشروع الإيراني السياسي، وهذا ما يثير قلق كثير من الشيعة العرب الذي يلقون باللائمة على عدة أطراف لم تدعم المشروع الشيعي العربي، وأول هذه الأطراف الحكومات العربية التي لم تحتضن هذا المشروع وتقبله ضمن نسيجها السياسي والديني بل تصدت له أو كما يتهمها الشيعة العرب بأنها أوغلت في مكافحته لأسباب مذهبية.

تتهم الأنظمة العربية وخاصة نظام صدام حسين بأنها وقفت ضد رسوخ المشروع بل قتلت الإمام الصدر مما مكن لإيران من ان تحتضن الشيعة العرب الذين نأى بعضهم ممن لديه شعور قومي عربي الى الشيخ محمد حسين فضل الله في لبنان وسط حصار مذهبي قوي.

ومن العوامل الأخرى التي اسهمت في اضعاف المشروع الشيعي العربي الذي تبناه فضل الله ومن قبله الصدر محاربة ايران لهذا المشروع وتقليلها من قدرته على الصمود وسلامة نواياه، وقامت ايران بدعم مدرسة قم وتسهيل انتماء الطلبة العرب لها لاحتوائهم لكن هذه المحاولات لم تنجح كثيراً والسبب هو ان الجهود الإيرانية كانت واضحة الأهداف وهي نقل المرجعية الى قم ولإيران وتوحيدها وراء مصالحه.

لكن الممانعة العربية الشيعية تبدو جلية حتى الآن على الرغم من ان الاختلافات بين الاطراف لا تزال لم تصل الى المجال السياسي بعد بسبب حالة الاستقطاب والشحن المذهبية في المنطقة.

ما يثير المشروع العربي هو حالة الشد المذهبية بين العرب، وكنا رأينا التهجمات الأخيرة والمتناوبة.

فمن السنة يخرج الشيخ السعودي العريفي ليشتم السيستاني فيتفرد الكويتي ياسر الحبيب في شتم عائشة، وبين هذا وذاك طيف واسع من الهمز واللمز والانتقاص والتحديات الطائفية والتي يسهم الإعلام الإيراني في تغطيتها. وبالطبع يقع العرب في فخ فرق تسد ولمصلحة تأكيد الإيرانيين ان التقارب الطائفي بين العرب مسألة حالمة لا علاقة لها بالواقع.

أصبح السباب الطائفي مفخرة بعض الدعاة الجدد من الطرفين وفي اتجاه تسويقي لهم في وقت يرون ان الساحة تخلو يوما بعد يوم بعد أن يغيب الثرى المشايخ والمراجع الكبار. ومن يريد ان يأخذ حصة من كعكة التدين ينتزع لنفسه القطعة عبر الظهور بمظهر المدافع عن حمى المذهب.

ولعل الإيرانيين أكثر الناس سعادة بعد غيرهم من غير المسلمين في تصاعد حفلة السباب الطائفي العربية والأهداف معروفة وواضحة وتصب لمصلحتها. ويستعمل الإيرانيون في حملتهم التفريقية بعضاً من اتباع المرجع الشيرازي في الخليج والذين يشنون حملة قوية ضد الغريفي منكرين عليه إبطاله لقصة كسر ضلع الزهراء وايضاً وقوفه ضد أي تحرشات طائفية ومطالبته اتباعه بالتمسك بأهداب التوحد في الأمة الإسلامية.

الخلاصة

يبدو مشروع التشيع العربي واضحاً للعيان.

ويكفينا أن نستشهد بموقف المرجع الغريفي الذي يبدو الآن المرجع العربي الأكبر والأكثر حضورا في الساحة، من الحديث بسوء عن السيدة عائشة رضوان الله عليها. فقد وقف موقفاً قوياً ضد سبابها والتعرض لها بسوء.

وهذا الموقف الناضج يرينا أن الشيعة العرب الملتزمين بالخط العروبي يعرفون جيدا أن التشيع لا يعني كره الصحابة وتكفيرهم وشتمهم بينما نرى ان التيارات غير العربية هي التي تصر على حفلة الشتائم والسباب وهي التي يؤرقها وحدة الصف الإسلامي.

وبينما تبقى حفلة الشتائم والتفريق صاخبة في ايران نجد الخطاب الإعلامي الإيراني الموجه للعرب لا يقترب من هذه المحطة الساخنة خوفا من فقدان شعبيته.

وعلى الرغم من فتوى لخامنئي وجهها لمواطني منطقة الاحساء السعودية حول سب السيدة عائشة ومنعه ذلك، إلا أن ادبيات المؤسسات الخاضعة لخامنئي داخل ايران تمتلئ بحلقات سب وشتم كثيرة الى درجة تقديس وعمل مزار لقاتل الخليفة عمر أبن الخطاب، ابي لؤلؤة المجوسي.

وبينما يقف الشيخ الغريفي إلى جوار صديقه الشيخ عيسى قاسم المتهم بأنه ممثل ولي الفقيه في البحرين والمحرض على إقامة الجمهورية الإسلامية في البحرين، إلا أن أطراف بحرينية شيعية ترى فيه خلاصها في عودة العقل والحكمة الى الساحة البحرينية وأن يكون هو من يحمل مشعل التآلف والوحدة الوطنية وهو من يتبع في نهجه الشيخ محمد حسين فضل الله في مثله ومبادئه.

لذا فالمستقبل البحريني بل المنطقة ككل مرهون بقدرة هذا الشيخ على خوض غمار معركة قاسية وهي أن يستطيع الغريفي نهج طريق وطني يرى البحرين ضمن منظومة خليجية عربية لا جزيرة تطالب بها إيران بين الفينة والأخرى.

فالغريفي ينتمي إلى العرب عرقاً والتشيع العربي منهجاً وهو الأقدر حالياً للعب دور مهم في الساحة الشيعية العربية.

لكن هذا لا يعني أن تلقى بمهمة إصلاح ذات البين بين البحرينيين بعضهم البعض وأيضا بين الشيعة والسنة على عاتق الشيخ الغريفي فقط، فهو وحده لن يستطيع ذلك دون أن يقف الجميع معه، وهم يعرفون أن لديه القدرة على لعب دور مهم، ووجوب الوقوف معه في دعم الشيعة في مطالبهم الواقعية، وضمهم للنسيج السياسي في المنطقة وإغلاق تلك النوافذ التي تعود الإيرانيين القفز منها في كل سانحة للصيد في ماء عكر ينساب في وسط البيت الخليجي والعربي بأسم المذهبية القاتلة.

المهمة الكبرى ليست في يد الغريفي وحده بل أيضاً في يد رجال الدين والسياسة الخليجيين سنة وشيعة، وفي يد الحكومات الخليجية التي عليها أن تدرس كل نقاط الضعف التي توغر صدور بعض مواطنيها على بعضهم الأخر والنأي بالمواطنين الشيعة عن فكرة المظلومية التي سممت المناخ السياسي في المنطقة.

عبد العزيز الخميس

للتواصل مع الكاتب في التويتر:

@alkhames

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer