الأقسام الرئيسية

متى تقفز حماس من السفينة السورية الغارقة؟

. . ليست هناك تعليقات:


الحركة الفلسطينية المسلحة تجد نفسها في مأزق أخلاقي كبير أمام الانتفاضة السورية، وتبحث عن قارب للنجاة.

ميدل ايست أونلاين


ما لم تدركه حماس بعد: الحق في الحرية ليس حكراً على أطفال غزة

غزة ـ تبحث حركة حماس الفلسطينية عن مخرج للمأزق الذي وجدت نفسها فيه عقب اندلاع الانتفاضة الشعبية السورية ضد نظام الأسد.

وتواجه الحركة المسلحة التي تسيطر على قطاع غزة ضغوطاَ شعبية متزايدة إزاء إحجامها عن تأييد مطالب الشعب السوري في الحرية، نظراً للعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط الشعبين، إضافة إلى الضغوط العربية والدولية التي تطالبها بالخروج من الخندق الإيراني ـ السوري.

ويطرح سؤال "الشرعية" نفسه على الحركة التي تقول إنها تستمد شرعيتها من التأييد الشعبي في القطاع المحاصر، لكنها غير قادرة على التعبير عن موقفه فيما يتعلق بملف الانتفاضة السورية.

ويحاول قادة حماس من حين إلى آخر مجاراة الغضب الشعبي بتصريحات رسمية "خجولة" لا تكشف عن موقف فعلي تجاه الأحداث، لكنها تحتوي على بعض الكلمات التي يمكن تجنيد جيش من كتابها في الصحف والمواقع الإخبارية المحلية لاحقاً لتأويلها على نحو يرضي الناس، دون التصريح بموقف قد يغضب النظام السوري.

وامتدح اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة المقالة الأحد الثورات الشعبية العربية عموماً دون أن يسمي الثورة السورية.

وقال في استقبال وفد ماليزي بغزة إن لديه إيماناً عميقاً "بالعمق العربي والإسلامي لفلسطين والتفاؤل بالربيع العربي، خاصة وأننا نرى أنَّ تحرير فلسطين يأتي من خلال ثلاث بوابات؛ الأولى فلسطينية والثانية عربية وإسلامية والثالثة العالم الحر".

وترافق تصريح هنية الذي نشره المكتب الإعلامي لحركة حماس بالسماح للمواقع الإخبارية التابعة لها بتغطية الأحداث الدائرة في سوريا.

وتمنع الحكومة المقالة مواقعها من التطرق إلى الانتفاضة السورية منذ اندلاعها وتفرض تعتيماً تاماً عليها، وتفرض على الوسائل الإعلامية المستقلة التي تبث من غزة تغطية الأخبار بشكل محايد تماماً.

وسمح "المركز الفلسطيني للإعلام" للمرة الأولى لأعضاء منتدياته الأحد بالتطرق إلى أحداث حماة دون السماح بتعليقات تدين النظام السوري.

وتعد "شبكة فلسطين للحوار" التابعة للمركز مكاناً لإطلاق بلالين الاختبار من قبل حركة حماس أكثر من كونها منتديات حوارية حقيقية.





مشهد يتعامى عنه "المقاومون"

ويقول مراقبون إنه يمكن قراءة توجهات الحركة المستقبلية من بلالين الاختبار تلك؛ فهي عادة ما تعمد إلى تسريبات بهدف تهيئة الرأي العام أو قياس مدى تقبله أو رفضه لطروحات سياسية تفكر فيها الحركة.

وتخصصت "شبكة فلسطين للحوار" بالهجوم على حركة فتح ونشر فضائحها وإطلاق الشائعات عنها طيلة فترة الانقسام التي أعقبت الأحداث الدامية في غزة.

إلا أن الشبكة توقفت فجأة عن تأدية ذلك الدور قبل مدة قصيرة من توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية "المفاجئ" في الرابع من مايو/ايار في القاهرة، والذي لم يكن مفاجئاً لأجهزة حماس الإعلامية على ما يبدو.

ويعتقد المراقبون أن تصريحات هنية بالإضافة إلى التحول في طروحات حماس الإعلامية تنبئ بموقف أكثر جرأة من المواقف الخجولة السابقة التي عرضتها لانتقادات الفلسطينيين والسوريين ولم تنجح في تبرئة ساحتها أمام النظامين السوري والإيراني، وأنها في انتظار مرور "قارب نجاة" تقفز إليه قبل غرق سفينة النظام السوري.

وكانت قناة المنار المؤيدة لحزب الله سمحت في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري بانتقاد الحركة المسلحة في غزة.

وقال الإعلامي المؤيد للنظام السوري رفيق نصرالله في لقاء بثته المحطة "حركة حماس حائرة، نعم حائرة وأنا أرى بأنها سوف ترتمي في الحضن التركي".

وجاء هذا الانتقاد عقب بيان الحركة الذي حاولت فيه إمساك العصا من المنتصف، لكنها فشلت على ما يبدو في إقناع الأطراف المعنية بسلامة موقفها.

وجاء في البيان الذي أصدرته الحركة في ابريل/نيسان الماضي "إننا نعتبر ما يجري في الشأن الداخلي يخص الإخوة في سورية، إلا أننا في حركة حماس، وانطلاقاً من مبادئنا التي تحترم إرادة الشعوب العربية والإسلامية وتطلعاتها، فإننا نأمل بتجاوز الظرف الراهن بما يحقق تطلعات وأماني الشعب السوري، وبما يحفظ استقرار سورية وتماسكها الداخلي ويعزز دورها في صف المواجهة والممانعة".

وتبدو البدائل أمام حماس كثيرة بعد نجاحها في تحسين علاقاتها بـ"سلطة رام الله" ومصر "ما بعد مبارك" وتركيا، إضافة إلى العاصمة الأردنية التي اعتبرت الحاضن التاريخي لحماس ولمدة طويلة والتي عادت لتطرح نفسها بقوة بعد الانفراجة بين الطرفين على صعيد فتح صفحة جديدة في العلاقات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer