منذ ظهورها في روايات الخيال العلمي وأفلام هوليوود، ظلت السيارة الطائرة حلمًا يداعب الإنسان. والآن عندما يعلن الاتحاد الأوروبي أنه يسير على هذا الطريق، يكتسب الخبر يعض المرارة في ظل الظروف الاقتصادية التي تطحن معظم الناس.
أتصبح هذه سيارة المستقبل؟ |
في أي زمن غير هذا، كان الناس سيستقبلون النبأ بصيحات الدهشة والإعجاب. لكن الأوضاع الراهنة عسيرة، لأن اقتصاد العالم ينوء تحت أعباء غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
لذا فعندما خرج مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل بنبأ يفيد أنه خصص مبلغ 4.15 مليون يورو من مال دافعي الضرائب الأوروبي لدعم تكنولوجيا انتاج «سيارة طائرة»، ارتفعت صيحات غاضبة عالية. ونقلت الصحافة البريطانية عن منتقدي المشروع قولهم إنه «الجنون نفسه»، وإن الاتحاد الأوروبي «يضع التكنولوجيا قبل لقمة العيش».
لكن، مع إزاحة الغضب جانبًا، فالواقع أن هذا مشروع طموح وملفت للنظر من حيث انه يقترب في الواقع من روايات الخيال العلمي وأفلامه. فالسيارة، المسماة myCopter «مايكوبتر» (مروحيتي) أشبه بطائرة هليكوبتر (مروحية) صغيرة شخصية، غرضها التغلب على ازدحام المرور الذي يخنق المناطق المدينية، سواء في اوروبا أو غيرها، ويستخدمها الناس مثلما يستخدمون سياراتهم الخاصة في مختلف تنقلاتهم.
لكن زعيم «حزب استقلال المملكة المتحدة» (يوكيب) المعادي لانضمام بريطانيا الى الصف الأوروبي، صرّح لوسائل الإعلام البريطانية بقوله: «أكاد لا أصدق ما يحدث. الفكرة من الغرابة بحيث لا يمكن ان تصنّف الا في خانة الجنون. هؤلاء الناس يعيشون في كوكب آخر ولا شك. فهم يلهثون وراء سيارة طائرة في وقت يعاني فيه الناس أسوأ تبعات الأزمة المالية والبطالة وشظف العيش».
مع ذلك فإن العديد من المؤسسات التعليمية والبحثية يعمل على تطوير السيارة التي ينظر اليها بعض الخبراء باعتبارها «أفضل حل لمشكلة المرور في المدن على مدى 30 عامًا».
وقال ناطق باسم اللجنة الأوروبية: «هذا المشروع، كالعديد من بقية المشاريع التي يموّلها الاتحاد الأوروبي، يتعلق بسبر أغوار المستقبل وكيفية استغلاله لنفع المجتمعات وخلق المزيد من فرص العمل والتوظيف».
لكن الناطق شدد على أن المبلغ الذي تساهم به بروكسل (4.15 مليون يورو) «لا يتعلق بأن تصبح لكل شخص سيارته الطائرة غدًا، وإنما هو مساهمة في استكشاف نوع التكنولوجيا التي يمكن ان تتيح وضعًا كهذا في يوم من الأيام. ويسرنا أن وكالة لفضاء الأميركية «ناسا» نفسها تبدي الآن اهتمامًا بما توصلنا اليه في هذا الشأن».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات