مع اقتراب شهر رمضان، بدأ الجيش المصري في مباشرة بعض الأعمال الخيرية، وبالتحديد توزيع حقيبة مليئة بالمواد الغذائية يدعوها المصريون "شنطة رمضان" على العائلات الفقيرة والمعوزة. فيوم الأربعاء الماضي تجمع الآلاف من سكان مدينة المنصورة حول دبابات للجيش بنادي المدينة للحصول على مستلزمات رمضان.
في اليوم الأول أو الثاني من شهر أغسطس/آب المقبل سيستقبل المسلمون شهر رمضان. وفي مصر، كغيرها من البلدان العربية، تستعد الجهات الرسمية والجمعيات الخيرية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والعائلات الأكثر فقرا. حيث توزع عليهم المواد الغذائية مثل التمور بمختلف أنواعها، والسكر، والأرز، والمعكرونة، والزيت وغيرها.
وفي هذا السياق، بدأ الجيش المصري توزيع 6 آلاف حقيبة من هذا النوع في محافظة الدقهلية وسط ضجة كبيرة.
تجمع بعض من سكان المنصورة حول دبابة للجيش للحصول على حقيبة رمضان. نشر هذا الفيديو على يوتوب
تجمع بعض من سكان المنصورة حول دبابة للجيش للحصول على حقيبة رمضان. نشر هذا الفيديو على يوتوب
المساهمون
" توزيع شنطة رمضان لم يستثن من الحملة الإعلامية التي يقودها الجيش منذ توليه إدارة البلاد"
أحمد فوزي - طالب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة ومن سكان المنصورة.
شهدت هذا الحدث قبل يومين في النادي الرياضي قرب مقر الحزب الوطني المنحل. وهذه المبادرة ليست جديدة. ففي كل سنة الجيش يقوم بتوزيع حقيبة رمضان في المنافذ الرسمية التابعة له. أما ما يختلف اليوم فهو الهدف من وراءها.
هذه السنة يتزامن رمضان مع محاولة الجيش كسب تعاطف الشارع المصري معه ولاسيما هذه الأيام حيث توترت العلاقات بينه وبين قوى سياسية أخرى مثل حركة 6 أبريل، وهي إحدى القوى الوطنية المؤثرة في الثورة. ففي بيانه رقم 69 اتهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة حركة 6 أبريل بإثارة الفتنة وتهديد استقرار الوطن.
هناك محاولة من لجيش للتصدي لكل من يطعن فيه وخاصة حركة 6 أبريل التي لا تزال تشجع الاعتصامات في ميدان التحرير. لذا يسعى إلى تحسين صورته لدى الرأي العام بالتعاطف مع الفصائل المؤيدة له والموجودة في الشارع خاصة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين. ولكن المطلوب منه هو تسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية حتى يتم تنظيم انتخابات نزيهة وحرة تؤدي إلى تسليم السلطة إلى حكم مدني. وأن يكون محايدا ولا يفضل قوة سياسية على أخرى.
هذا العمل الخيري ركزت عليه الحملة الإعلامية التي يقودها الجيش منذ توليه إدارة البلاد. وهذه الحملة بدأت مع إنشاء المجلس العسكرى صفحة له على الموقع الالكتروني فايس بوك، وظهور قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الشوارع بالقرب من الناس. وهذا لم يحدث قط من قبل. في الماضي لم نكن نعرف أسماء قادة الجيش، ولكن اليوم نعرفهم جميعا وهم نجوم في الإعلام. وبالتالي الجيش يغطى كل أعماله إعلاميا بالوسائل المرئية، والسمعية والمكتوبة. وتوافد الناس حول دبابة للجيش في نادي المنصورة يبرز هذا الاتجاه.
شهر رمضان يقترب ولا شك أن المبادرات الخيرية ستزداد بغية استهداف الشارع. فمثلا، قرر الجيش قبل بضعة أيام خفض أسعار بعض السلع الاستهلاكية في منافذه الرسمية. والإخوان المسلمون كذلك بدؤوا حملة مكثفة في شارع الجلاء بالمنصورة حيث يبيعون المنتجات الغذائية مقابل سعر رمزي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات