الأقسام الرئيسية

بانتظار تبلور الأوضاع، نساء مصر يخشين التهميش

. . ليست هناك تعليقات:
آخر تحديث: الأحد، 19 يونيو/ حزيران، 2011، 15:24 GMT
نساء مصر

ناشطات مصريات: نخشى تعاظم دور الإسلاميين واجبار المرأة على الاضطلاع بدور التابع.

نساء مصر كن في الخط الأمامي للاحتجاجات المطالبة بالتغيير، في ميدان التحرير وغيره من الميادين، التي أفضت الى إطاحة حكم الرئيس حسني مبارك.

لكن ما يقلقهن هو شعورهن بأن هناك من يحاول "تهميش دورهن"، خصوصا في الفترة الانتقالية والى حين تبلور الأوضاع على المسرح السياسي المصري.

فهناك عدد أقل من النساء في الوزارة الحالية مما كان عليه الوضع ابان حكم الرئيس مبارك.

وليس من الواضح أن ستكون هناك حصة في مقاعد البرلمان المقبل، مثلما كان عليه الأمر في حكم مبارك. وتشعر النسوة بأن حكام البلد العسكريين يتجاهلوهن، وهم في مرحلة ترتيب ما سيكون عليه النظام الجديد.

لكن ما أجج مشاعر الغضب لدى النسوة اكثر من أي شئ آخر هو "سوء معاملة" النساء اللاتي اعتقلن لمشاركتهن في الاحتجاجات في ميدان التحرير في مارس/آذار الماضي.

"اختبار البكارة"

فقد تم اعتقال ثماني عشرة ناشطة، أطلق سراح إحداهن، فيما قال الباقيات إنهن عوملن بقسوة متناهية، ومن ألوان التعذيب الذي تعرضن لها ما وصفنه بالخضوع الى "اختبار البكارة".

إذ تقول إحداهن، "إن الذي أجرى الفحص علينا كان رجلا."

وتضيف، "كان علينا ان نخلع جميع ملابسنا، وخلال العملية أدركنا قيام بعض العسكريين باستراق النظر الينا. ولم يدر في خلدي أن أتعرض لمثل تلك المعاملة في مصر، أو أي بلد آخر في العالم. أنا أشعر بالعار."

ويبدو أن ما عقد الأمور هو ما تضمنته تصريحات أحد الضباط المصريين الكبار في مقابلة اجرتها معه قناة سي أن أن الأمريكية،

إذ قال، "هؤلاء النسوة لسن كأبنتك أو ابنتي. كن يسكن الخيام التي نصبها المحتجون من الذكور، ويختلطن معهم."

وأضاف، "أردنا أن نحول دون قول النسوة إنهن اعتدي عليهن جنسيا أو اغتصبن. عليه، أردنا أن نثبت أنهن لم يكن أبكارا بادئ ذي بدء."

ومع أن العسكريين نفوا إجراء "فحص البكارة" للنساء المعتقلات، فإن ذلك لم يرض الناشطات من النساء. ويبدو أن القضية اسهمت في زيادة شكوك النسوة الناشطات من أنه يجري تهميشهن في الحوار السياسي المتواصل في مصر.

وكانت هدى بدران، رئيسة اتحاد النساء العرب، وهي موظفة رفيعة المستوى في الأمم المتحدة سابقا، المتحدثة الرئيسة في مؤتمر نسوي عقد أخيرا في القاهرة، خصص لبحث السبل الكفيلة باسماع صوت المرأة في الحوارات السياسية الجارية في البلاد.

وتقول بدران، "كانت المرأة موجودة في ميدان التحرير، وأسهمت في التخطيط للثورة، وشاركت في تنظيف الميدان من النفايات، وعالجت الجرحى، وان بعضهن قتلن عندما فتحت النار على المتظاهرين. لكننا بعد انتصار الثورة، نجد أن قرارات تتخذ لاستبعاد المرأة."

"الأسلمة"

وتخشى نساء ناشطات مما يصفنه بالأسوأ، وهو تعاظم دور الإسلاميين، "واجبار المرأة على الاضطلاع بدور التابع".

إذ تقول شذى عبداللطيف، خبيرة دراسات "الجندر" أو النوع الاجتماعي، "إنه كابوس". وتضيف، "إنني قلقة للغاية. يبدو أن المسألة الرئيسة تكمن في الأحزاب الدينية التي تبرز الى الوجود دون سابق إنذار. فإن هذه الاحزاب تنظر الينا وكأننا لسنا مصريين، وأنه لا دين لنا."

وتكاد الأكثرية تجمع على أن المجتمع المصري أصبح اكثر محافظة في السنين الأخيرة.

فالبعض يرى أن ذلك يعود الى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها البعض والتي تدفع بالرجال الى السفر الى دول الخليج للعمل هناك. وعندما يعودون يجلبون معهم العادات المحافظة.

في حين يعزو آخرون السبب الى استشراء الفساد ابان حكم الرئيس مبارك.

ومهما تكن الاسباب، فإنها قد أسهمت في التأثير سلبا في معاملة النساء واوضاعهن، خصوصا وأن نسبة من يحسن القراءة والكتابة بين النساء في مصر عادة ما تكون متدنية.

والظاهر، هو عدم حدوث تطور درامي في عملية التغيير في الأشهر القليلة الماضية، بالرغم من سقوط نظام الرئيس المصري.

فإن نخبة مماثلة، لتلك التي كانت تحكم البلاد تحت قيادة الرئيس السابق، لا تزال هي الحاكمة وتحضى بالسلطة: جلهم مجموعة من الجنرالات، كذلك الذي تحدث لقناة سي ان ان.

لكن الفرق الشاسع بين الأمس واليوم هو أن كل القضايا خاضعة للمناقشة والحوار، مما يشير الى هامش الحرية.

ومن تلك القضايا والموضوعات المهمة الجديرة بالنقاش هو وضع المرأة في المجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer