الأقسام الرئيسية

لكل نظام ناطقه الرسمي 'الكذاب'

. . ليست هناك تعليقات:


أغلب من يقوم بمهمة الناطق الرسمي باسم الحكومات المتهاوية إنما يسيء لنفسه ولمن يتحدث باسمهم. اليمن مثال ساطع لا يقل 'إبهارا' عن حالتي ليبيا وسوريا.

ميدل ايست أونلاين


بقلم: سليمان نمر


لكل نظام عربي من الانظمة التي تواجه حاليا ثورات شعوبها، ناطق رسمي، اهم مؤهلاته هي انه يجب يكون الاكثر كذبا في دولته، ويسمح له الرئيس ان يكون "الكذاب الاكبر".

هكذا نرى في ليبيا والناطق باسم نظام طاغيتها. فهو كل يوم يكذب عبر وسائل الاعلام بشكل يضحك المراسلين الغربيين المتواجدين في طرابلس والذين لا يسمح لهم الناطق ان يتحركوا خارج الفندق الا بمرافقة مساعديه الى الاماكن التي يردون ان يأخذوهم اليها. واذا كان "معلمه" معمر القذافي يكذب حين يكرر القول انه ليس لديه منصب ليستقيل منه وان شعبه يحبه، فألا يكذب التلميذ والتابع؟!

في اليمن يذكرنا الذي اصبح الناطق الرسمي باسم نظام الرئيس "المغادر بدون عودة"، بوزير الاعلام العراقي الشهير محمد سعيد الصحاف، الذي كان يردد يوم دخول قوات الغزو الاميركية الى بغداد با ن الجيش العراقي العظيم دحر "العلوج".

فالسيد الناطق يوم تفجير المسجد الرئاسي ورغم الاصابات البليغة التي اصابت رئيسه علي عبدالله صالح، ظل يردد عبر كل وسائل الاعلام ان الرئيس بخير وانه سيتحدث عبر التلفزيون خلال ساعة او ساعتين، في حين كان رئيسه يصارع الموت ومصابا اصابات بليغة اضطرته لان يترك عرشه في صنعاء للعلاج في السعودية.

والمؤهلات التي جعلت من هذا الناطق جديرا بهذا الموقع هي تخصصه بالظهور على القنوات الفضائية ليكذبها ويكذب، حين سألنا سفيرا يمنيا من انصار الرئيس صالح "تعودنا ان يكون وزير الاعلام هو الناطق الرسمي فلماذا نائب الوزير هو الناطق في اليمن؟ "اجابنا بابتسامة خبيثة "هو اكثر تأهيلا ليكذب على الناس".

ويساعد السيد الناطق في مهمته "الكذب" باسم النظام مستشار اعلامي للرئيس، الذي في احدى الحوارات التلفزيونية كان يحاول ان يؤكد للمذيع ولمحاوريه ـ ومنهم العبد لله ـ ان الدولة في اليمن قوية ومسيطرة على كل الاوضاع "رغم ان الرئيس واركان النظام يعالجون في المستشفى" على حد قوله. في حين كانت تعرض امامه صور الاشتباكات الدائرة في صنعاء وتعز والمظاهرات التي تطالب بعدم عودة الرئيس.

في سوريا ليس هناك ناطق واحد يكذب باسم النظام، بل هناك جوقة كبيرة ممن يسمون أنفسهم بـ"المحللين السياسيين المحايدين" يمارسون القمع الاعلامي علينا، مهمتهم الظهور على شاشات القنوات التلفازية الفضائية "لتكذيبها" وتكذيب الصور والافلام "المفبركة "التي تعرضها هذه القنوات عن المظاهرات في سوريا. وعندما استمع لهؤلاء اصاب بالغثيان (مثلما يصيبني بذلك بعض من يتحدث باسم المعارضة السورية، وبعض مقالات اعلام "الترويج لفكر الهزيمة وثقافة الاستسلام"، الذين يدعون الدول الغربية للتدخل ضد بلادهم مثلما تدخلوا في ليبيا)!

في سوريا نتمنى ان يتحدث الرئيس بشار الاسد نفسه عن ما يجري في بلاده،لا ان يترك لهؤلاء "المحللين السياسيين المحايدين" يتحدثون، فيسيئون اكثر مما يفيدون، وهم يتحدثون بعقلية الموظف الحكومي الذي يهمه ارضاء مديره بالعمل، او بعقلية رجل امن يمارس علينا قمعا اعلاميا مثلما تمارس الاجهزة الامنية قمعا امنيا على المواطنين.

في بعض الدول التي تعودت سياسة الصمت على مبدأ "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" لا يوجد ناطق رسمي معروف ،وانما هناك "مصدر مسؤول" تنسب اليه المواقف الرسمية للدولة والتي هي بيانات رسمية، ومن اجل ذلك ليس هناك وضوح في مواقف هذه الدول من بعض الاحداث اليومية، لذلك نجد بعض وسائل الاعلام تنسب اخبارا لهذه الدول نقلا عن "مصادر مطلعة او شبه رسمية" التي قد تتناقض اخبارها بين يوم واخر، والمثال على ذلك ما يتسرب من انباء عن صحة الرئيس علي عبدالله صالح المتواجد في الرياض تحت العلاج.

وعن عودته او عدم عودته الى بلاده، فلا شيء سعودي رسمي حول صحة الرئيس. صحيح ان خبرا سعوديا رسميا نشر عن أن العاهل السعودي تحدث معه هاتفيا، وهذه اشارة الى تحسن صحة الرئيس صالح، ولكن لاشيء رسميا صدر عن الرياض حول ما هو مصير الرئيس والى متى سيبقى تحت العلاج، وهل يخضع حاليا لعلاج سياسي يتيح المجال لحل سياسي لأزمة اليمن.

ففي الوقت الذي يروج فيه الناطق باسم بقايا النظام اليمني المنهار في صنعاء واتباع الرئيس "المغادر"، الى ان رئيسهم سيعود خلال ايام، تنسب انباء لمصادر سعودية ان الرئيس صالح لن يعود الى بلاده.

ولأنه لم يصدر عن العاصمة اي خبر رسمي حول هذا الوضع تكثر التكهنات في الرياض وتكثر الاكاذيب في صنعاء. فما زال "المصر الرسمي" صامتا.

سليمان نمر

sunimer@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer