| |||||
| |||||
إسماعيل القريتلي كانت العبارات الأولى لقادة العالم بعد انطلاق الحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على نظام العقيد معمر القذافي تدعو للتفاؤل، فتصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما وبقية القادة الغربيين جاءت مطمئنة لشعوبها وللعالم أجمع بأن مهمة عمليات الناتو لن تستغرق سوى أسابيع قلائل يكون الأمر فيها حسما لصالح الثوار الليبيين سواء بحماية المدنيين أو بتنحي العقيد القذافي عن السلطة تحت ضغط الضربات. حماية المدنيين وفي نفس الاتجاه أدى تدخل الناتو إلى وقف زحف القذافي على المنطقة الشرقية، وكذلك فك حصار الكتائب الخانق لمدينة مصراتة مع اقتحام للمدينة من عدة محاور. وكان لتدخل الناتو تأثير في قلب معادلة المعركة لصالح ثوار مصراتة الذين تمكنوا بدورهم من دحر الكتائب على الأرض إلى خارج حدودها ليستعيدوا السيطرة الكاملة عليها بل وبدؤوا يتقدمون على الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة حتى باتوا على مشارف تاروغاء شرقا وزليطن غربا. ولا يزال الناتو يواصل استهداف آليات وتجمعات الكتائب حول مصراتة باستخدام مروحيات الأباتشي وغيرها. الحملة تطول ولم يفت قائد الحملة المقيم في نابولي الإيطالية الكندي الجنرال شارلز بوتشارد أن يؤكد أن الخناق يضيق حول القذافي وأنه لم يعد يملك أماكن كثيرة يلجأ إليها. كذلك أكد العديد من قادة الناتو أن القذافي سيكون بسبب حملتهم المتواصلة ثالث ضحايا الربيع العربي. وكانت صحيفتا إندبندنت وتلغراف البريطانيتان اعتبرتا التصريحات الأخيرة للأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن متضاربة، فرغم تأكيده على استمرار الحلف في عملياته فإنه لم يتمكن من تبرير اهتزاز الثقة في إمكانية أن تفضي العمليات إلى نتائج تتعلق بتنحي القذافي مثلا. وقالت الصحيفتان إنه بدلا من انتهاء الحملة بشكل سريع ها هي اليوم -أي دول الحلف- تطالب مجلس الأمن بتمديد الحملة لثلاثة أشهر أخرى، مؤكدتين أن الثقة في الحملة باتت أضعف بالنظر إلى النتائج "الهزيلة" التي تمخضت عنها الحرب، وللانقسام الذي بدأ يدب في صفوف الحلف بهذا الشأن، ولغياب معارضة ليبية متماسكة تستفيد ميدانيا من ضربات الحلف الجوية. مبررات الطول والبطء واعتبر بوتشارد أن أي تساهل في وقوع مدنيين سيمنح القذافي أقوى سلام يستخدمه للنيل من سمعة الحملة كما فعل حقيقة في مناسبات عدة كان آخرها ادعاء حكومة القذافي مصرع 15 مدنيا في قصف الناتو قبل يومين لمنطقة البريقة. استياء وسط الثوار كما قال الثوار إن تباطؤ الناتو في ضرب الكتائب داخل وحول طرابلس هو الذي أضعف موقفهم نسبيا في التقدم نحو العاصمة، وهو ما جعلهم يصرحون بأنهم يحاولون تغيير إستراتيجيتهم عبر تنظيم صفوف الثوار داخل العاصمة للقيام بعمل عكسري يؤدي إلى إنهاء حكم العقيد القذافي. لكن قادة في الحلف يردون على مثل تلك الاتهامات بالتأكيد على أنهم يبذلون كل ما في وسعهم لكن مع اعتبار ضرورة حماية المدنيين، وقالوا إن كتائب القذافي باتت تستخدم نفس أساليب الثوار في التحرك حيث يرتدون ملابس مدنية ويتنقلون في سيارات مدنية أيضا، وقد صعب على الناتو في بعض الأحيان التفريق بين الكتائب والثوار، الأمر الذي أدى إلى قصف مجموعات من الثوار كما حصل غربي إجدابيا الشهر الماضي. جدل حول الأهداف وأكدت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية نقلا عن عضو مجلس النواب مايك تيرنر المعارض للمشاركة الأميركية في الحملة، أن الأميرال صامويل لوكلير الذي كان يقود العمليات المشتركة للناتو قد أخبره الشهر الماضي باستهداف الناتو للقذافي وأنهم يسعون لتصفيته. يأتي ذلك رغم تأكيد مستمر لإدارة أوباما على أن "تغيير النظام" ليس هدف للحملة. وأشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى الغموض "الذي يكتنف موقف المسؤولين الغربيين من هذه المسألة"، واستدلت بتصريح أحدهم عندما قال "نحن نستهدف بنايات فإذا حصل أن وُجد القذافي في إحداها، فذلك ما نصبو إليه". خلافات داخل الحلف كما تقول بعض الصحف إن هذا التصويت دعمه حلف غير معتاد من الديمقراطيين والجمهوريين المنتمين لحركة "حفل الشاي". طبعا يضاف إلى ذلك تصريحات وزير الخارجية الإيطالي والقائد العسكري البريطاني. القوات البرية ويقول شاشاناك جوشي الباحث في معهد "الخدمات الملكية المتحدة"، وهو معهد أبحاث ودراسات بريطاني، إنه "ليس لدينا نموذج سابق لتغيير نظام تم عن طريق القصف الجوي وحده"، ثم يستطرد جوشي بقوله إن الحالة الوحيدة ربما هي حالة كوسوفو، لكن كان هناك فارق عن ليبيا، ففي كوسوفو كان القصف الجوي أعنف كثيراً من القصف الحالي في ليبيا، علاوة على أن قوات الحلفاء لوحت في ذلك الوقت باحتمال استخدام قوات أرضية، وكان هذا الاحتمال هو الذي دفع زعيم الصرب سلوبودان ميلوسوفيتش للاستسلام. وربما هذا يفسر تصريحات كاميرون الأخيرة بأن قوات بلاده ستواصل عملها في ليبيا حتى بعد رحيل القذافي إذا اقتضى الأمر ذلك. لكن من المؤكد أن الثوار في ليبيا وعددا من الدول العربية يرفضون أي تدخل بري لقوات أجنبية خصوصا الغربية، وهذا ما دفع بالكثير من القادة الغربيين بمن فيهم قادة الولايات المتحدة إلى النفي المستمر لوجود أي نية بإرسال قوات برية إلى ليبيا. | |||||
|
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات