كتب الكويت - خاص بـ«المصرى اليوم» ٨/ ٦/ ٢٠١١
«لماذا لم تقم ثورة فى الكويت مثل بقية الدول العربية؟».. سؤال عفوى وجهه الطفل لمدرسته فى مارس الماضى، دون أن يعلم أنه - أى السؤال - قد يقضى على مستقبله، ويحول الطفل ابن السنوات العشر طالب الصف الخامس الابتدائى إلى قضية رأى عام شغلت المصريين والكويتيين على السواء، بعد قرار فصله من مدرسته وحرمانه من الالتحاق بجميع المدارس الكويتية، الحكومية والخاصة. «الخوض فى الأمور السياسية».. بهذه التهمة قررت وزارة التربية والتعليم الكويتية حرمان الطفل باسم محمد فتحى من الدراسة فى مدارسها، ورغم كل الوساطات التى حاولها والد الطفل، أستاذ هندسة الهواء والبيئة فى جامعة الكويت، فإنه لا شىء تغير فى القرار، وهو ما اعتبره د. محمد فتحى صمتا وتخاذلا من قبل الحكومة المصرية، حيث لم تتدخل من خلال الخارجية لحماية أحد رعاياها فى دولة عربية. «المصرى اليوم» التقت الاثنين، الطفل والأب، ورويا لها تفاصيل الأزمة منذ اندلاعها الاثنين الماضى، وهى كما يرويها الأب: اتصلت بى مديرة المدرسة تبلغنى بالقرار قبل يوم واحد من اختبارات نهاية العام، وبرروا موقفهم بأنه «قرار سياسى» وعن طريق أحد تلامذتى فى الجامعة عرفت أن السبب هو السؤال الذى وجهه «باسم» لمدرسته. فشل الأب الذى كان يعمل مستشارا سابقا لوزير البيئة فى مصر فى الوصول إلى وزير التربية والتعليم فى الكويت دفعه إلى اللجوء للسفارة المصرية، خاصة مع معرفته المسبقة بالسفير طاهر فرحات، الذى اتصل بوكيل الوزارة ثم طلب منه كتابة التماس أرسله هو للوزير عبر الفاكس وانتهى دوره عند هذا الحد، متعللا بأن مقابلة الوزير تحتاج لأسبوعين حتى تتم، وهو ما دفع الأب إلى إقامة دعوى قضائية مستعجلة وحصل على حكم الخميس الماضى بتمكين الطفل من أداء الاختبارات،. ودون أن يدرك أنها تهمة أعاد «باسم» رواية الحوار الذى دار بينه وبين مدرسته: سألتها «ليه ما بتعملوش ثورة؟».. فردت «وإنتم ليه عملتوا ثورة؟»، فقلت «عشان التغيير»، فردت «احنا مش عايزين تغيير بالكويت». الرواية التى بررت بها الوزارة قرار الفصل مختلفة إلى حد كبير عن رواية الطفل ووالده، حيث تتضمن تهم «سب الكويت والتلفظ بكلمات خارجة تجاه زملائه»، وهو ما نفاه الأب، مؤكدا أن ابنه الثانى على المدرسة طوال سنوات دراسته بها، وروى الأب تفاصيل تهمة الألفاظ الخارجية تجاه زملائه: كل اللى حصل إن الولد اتخانق مع زملائه الكويتيين فى مباراة كرة قدم، الولد قال لهم إن مصر أحسن من الكويت دايما فى كرة القدم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات