الأقسام الرئيسية

المسلمون والأقباط إخوة فى مستشفى إمبابة العام

. . ليست هناك تعليقات:

آخر تحديث: الاثنين 9 مايو 2011 8:53 ص بتوقيت القاهرة

محمد عادل -

أهلي القتلى ينتحبون علي زوويهم

تصوير : روجيه أنيس

«لم نكن مشاركين فى أحداث الفتنة التى وقعت فى إمبابة.. نحن أهالى منطقة واحدة ونعيش إخوة منذ عشرات السنين».. كلمة تكررت من دون اتفاق مسبق بين المصابين فى مستشفى إمبابة العام الذى استقبل 48 مصابا، خرج منهم 38 بعد إجراء الإسعافات اللازمة، نتيجة إصابتهم بجروح وكدمات ناتجة عن إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة، فيما توفى منهم 3 حالات، ويرقد بالمستشفى 9 إصابات لمسلمين، و4 إصابات لشباب من الأقباط.

وعلى الرغم من أن إدارة المستشفى قد وضعت المصابين المسلمين فى مبنى ونظراءهم الأقباط فى مبنى آخر لضمان عدم حدوث اشتباكات بين أهالى المصابين ــ فإن «جولة الشروق» على المصابين أكدت أن تخوف المستشفى ــ على أهميته ــ ليس له وجود على أرض الواقع.

ففى مبنى ابن خلدون الذى يرقد فيه المصابون الأقباط وجدنا زوارا من مسلمين جاءوا لزيارة المصابين الأقباط، كان من بينهم سيدة منتقبة تدعى منى إمام، تجلس بجوار ريمون ناجى فاروق، ووجيه عادل بشاى المصابين فى أحداث الشغب التى وقعت مساء أمس الأول.

بعفوية شديدة قالت منى إمام لـ«الشروق» إن «ريمون ووجيه أبنائى.. أسرتى وأسرتهم جيران منذ سنوات طويلة.. ونعيش كأننا عائلة واحدة.. طول عمرنا نتبادل الزيارات، ما حدث ليلة أمس غريب على منطقتنا.. ربنا يشفى الجميع وتزول الغمة».

على الطرف الآخر، فى المبنى القديم بالمستشفى حيث يرقد المصابون المسلمون وجدنا بعض الشباب الأقباط قد جاءوا للاطمئنان على أصدقائهم المسلمين الذين أصيبوا فى الحادث، من بينهم ماجد مكرم، الذى ذهب لزيارة صديقه محمد عمر عبدالله، وكلاهما فى العقد الثالث من العمر.

يقول مكرم «إن من أشعلوا هذه الفتنة من خارج المنطقة.. حضروا حاملين الأسلحة والمولتوف وكأن الأمر مدبر.. المسلمون والأقباط فى المنطقة إخوة». وقال والد وجيه عادل بشاى، وهو مصاب بطلق نارى فى الصدر.

وأكد والد المصاب أن جميع السلفيين الذين تجمعوا أمام الكنيسة من خارج المنطقة «نعيش مسلمين وأقباطا بالمنطقة منذ مئات السنين ولم يحدث مثل هذا الأمر». وقال مصطفى شعبان عبدالمنعم مصاب بطلق نارى فى الذراع اليمنى، «سمعت عن تجمع مسلمين وأقباط أمام الكنيسة للمطالبة بالإفراج عن فتاة مسلمة تم احتجازها داخل الكنيسة، وتوجهت أنا وشقيقى لتفقد الأمر وفور وصولنا فوجئنا بطلقات نارية بشكل عشوائى يطلقها بعض الأشخاص من أعلى مبنى تابع للكنيسة بجوارها مباشرة، وعندما حاولنا الفرار أصبت بطلق نارى وتم نقلى للمستشفى.

وقال ريمون ناجى فاروق مصاب بطلق نارى بالساق اليمنى «لم نتحرك إلا عندما حرق بعض المسلمين الكنيسة وحاولوا اقتحامها، وفى أثناء محاولتنا منعهم، قاموا بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة والمولوتوف علينا، بعدها تبادل الطرفان إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة، ثم شاهدنا إطلاق نار بشكل كثيف وعشوائى دون أن نعلم من أى جهة يأتى، والجميع كان يحاول الهرب ونتج عنه فوضى عارمة وسقط عشرات المصابين والقتلى».

والتقت «الشروق» أسرة بنوب كرم عبدالسيد الذى توفى نتيجة طلق نارى بالبطن، وقال خاله سمير منير، «بنوب كان قادما من عمله فى محل ملابس وأصيب جراء إطلاق النار العشوائى.. ونقله الشباب إلى المستشفى ولقى حتفه فور وصوله».

وأضاف أن هذه الأحداث «لا أحد يعرف مصدرها، وما هو هدفها خصوصا أن شائعة حجز فتاة فى الكنيسة قديمة».

والتقينا بأسرة باسم محمد كامل الذى لقى حتفه بطلق نارى بمنطقة الصدر، وقال والده «ابنى خرج من منزله ليعرف سبب هتافات كنا نسمعها فى منزلنا ضد الإسلام وضد المسيحية، وأصيب بطلق نارى ولقى مصرعه فى الحال».

من جانبه، قال الدكتور محمد صلاح الدين وكيل المستشفى إن جميع الإصابات نتيجة طلق نارى «خرطوش» ورصاص حى وكدمات وجروح بمختلف أنحاء الجسم، كما يوجد بعض الحالات مصابة نزيف فى المخ والبطن وقطع بالأوعية الدموية تم تحويلها لمستشفيات أخرى، وأكد أن المستشفى فى حالة طوارئ لاستقبال أى إصابات أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer