مواقف متباينة تتخذها كل من الدعوة السلفية وجماعة الإخوان من المشاركة في المظاهرات المليونية ورغم مواقف تلك القوة قبل بداية ثورة 25 يناير إلا أن المشهد ذاته يتكرر مع ما يسمي بالثورة الثانية حيث أعلنت الدعوة السلفية بالاسكندرية عن رفضها المشاركة في مظاهرات الجمعة القادمة يوم 27 مايو أو ما تعرف بالثورة الثانية ، واتبعتها جماعة الإخوان التي أعلنت رفضها صراحة وتساءلت في بيان لها-يوم الأربعاء- لمن يوجه الغضب الآن ؟ومن يتم تثوير الشعب ضده الآن؟
وقالت الجماعة في بيان لها:غضب الشعب بكل مكوناته ضد نظام استبدادى فاسد عمل على توريث الحكم والاستئثار بالثروة على مدار ثلاثين عاما أفقر فيها البلاد وأهلك الحرث والنسل ، إلا أن للمجلس العسكري-بحسب البيان- الدور البارز فى الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة وحماية الثورة ، وكذلك النزول على إرادة الشعب وإعلان الالتزام بموعد محدد لتسليم السلطات للشعب عبر انتخابات حرة نزيهة.
وتابع البيان بأن الشعب قال كلمته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وحيث أنه لا يوجد أى خلاف حقيقى حول المبادئ الدستورية الواضحة والقواعد الحاكمة التى هى محل توافق كبير بين الشعب المصرى الذى يجب أن تكون له الكلمة العليا فى إعداد الدستور ثم منحه لنفسه فى استفتاء حر نزيه، فإن الدعوة إلى فعالية جديدة باسم ثورة الغضب أو الثورة الثانية لا تعنى إلا أحد أمرين أم أنها ثورة ضد الشعب أو أغلبيته الواضحة أم أنها وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وقيادتها الممثلة فى المجلس الأعلى .
ودعت الجماعة القوى الحية والشعب المصرى إلى العمل بكل قوة على وأد أى وقيعة أو فتنة سواء بين صفوفه أو بينه وبين قواته المسلحة ، وعدم المشاركة فى هذه الفعالية .
وأن تكون مشاركة الشعب فى فعاليات واضحة الهدف من أجل حماية مطالبه واستكمال تحقيق أهداف ثورة 25 يناير المباركة .
في السياق ذاته أرجع الشيخ ياسر البرهامي القيادي بالدعوة السلفية عدم مشاركة الجماعة أن هناك العديد من المطالب المشروعة التي لم تتحقق بعد ولكن لا يعني ذلك السرعة في تنفيذها ،وذكر مجموعة من الموضوعات ومنها بتطهير جهاز الشرطة وتطهير الإعلام وكذا المطالبة بتطهير المحليات والمحافظين والنيابة والقضاء كلها مطالب مشروعة عادلة. واعتبر برهامي أن محاسبة النظام السابق وعلي رأسه مبارك لن يكون بالمظاهرات الشعبية والهتافات الحماسية علي حد قوله.
وانتقد برهامي ما اسماه بمطالب العلمانيين حول تشكيل هيئة لكتابة دستور جديد وقال اعتبر أن هذا المطلب يعد التفاف حول إرادة الأمة التي ظهرت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ومحاولة القفز على هذه الإرادة
وأضاف هذه أحدي المحاولات المستميتة التي يقوم بها العلمانيون إحدى محاولات مستميتة -على رأسها محاولات د/ يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء والتي تهدف لتولية طائفة محدودة مسئوليات ومهام مصيرية لم يفوِّض الشعب أحدًا في الكلام نيابة عنه فيها.
كما رفض المطالبة بتنحي "المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقال أن تنحية المجلس العسكري حاليا يدفع البلاد للاحتقان الطائفي والسياسي، والاضطراب الاقتصادي إلى الهاوية، ووجود بعض السلبيات في أداء المجلس العسكري لا يعني أنه يلزم تنحيته حتى تحصل الفوضى التي خطط لها الأعداء، وهذه النقطة بمفردها كافية؛ لرفض المشاركة في هذه المظاهرة.
وكان الإخوان والدعوة السلفية قد نظموا مظاهرة يوم الثلاثاء بالأسكندرية تحت عنوان الحائط البشري في محاولة استباقية لاجهاض مظاهرات الجمعة القادمة حيث استعرض خلالها التياران قوتهما العددية والتنظيمة، كما وزع الإخوان بيانا يقارنون فيه بين موقف "الشعب" الذي صوت لصالح الاستفتاء على التعديلات الدستورية و"العلمانيين" الذين يطالبون بمجلس رئاسي وتأجيل انتخابات الشعب والشورى ويشكون في نتيجة الاستفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات