بقلم مجدى الجلاد ٩/ ٥/ ٢٠١١
لا مسلمون ولا مسيحيون.. أولئك الذين أشعلوا «إمبابة».. جبناء كالخفافيش.. يخرجون من جحورهم فى ظلمة الليل لحرق أمة عاشت قروناً طويلة متسامحة.. لا تقولوا لى إنهم يعرفون الله عز وجل.. فمنذ متى كانت الذقن تعبيراً عن النوايا وتجسيداً لنقاء القلب وعلامة على الإيمان.. ومنذ متى كان «الصليب» البارز على اليد مؤشراً على محبة المسيح عليه الصلاة والسلام وتسامحه وصدق دعوته الربانية للإخاء والتعايش؟! لا تخدعوا أنفسكم.. فما حدث ويحدث ليس ثورة مضادة ولا مؤامرة من «فلول النظام السابق».. إنه من صنع أيدينا.. جنين طبيعى لتطرف يجرى فى عروقنا مجرى الدم.. وتعبير حقيقى عن خلل يسيطر على العقل الجمعى المصرى.. وثمرة فاسدة من أرض عفنة لم تنبت على مدى نصف قرن أو يزيد سوى التعصب والكراهية والجهل.. ليس مهماً البحث عن المسؤول الآن.. فسواء كان النظام السابق تعمد تخريب الإنسان المصرى، أم فعل ذلك جهلاً وفساداً، فإن الواقع الذى ينبغى الاعتراف به الآن هو أن «المنتج البشرى المصرى» ردىء للغاية.. لا تغضبوا، فالاعتراف بداية الطريق للحل.. ولن نستطيع بناء إنسان جديد سوى بالاتفاق العام على أن الخلل ينبع منا.. أنا وأنت مسؤولان عن هذه الكارثة.. أنا وأنت سنحرق البلد لأننا نشأنا فى مناخ فاسد، وتعلمنا فى مدارس جاهلة.. ورضعنا الكراهية والانغلاق من ضرع ملوثة! لا تغضب لأننى أقول لك فى وجهك «أنت ردىء».. فأنا أردأ منك.. وكلانا سوف يحرق وطناً يتمنى الملايين أن يعيشوا على أرضه.. ولكننا اعتدنا حرقه، ثم مصمصة الشفاه، وإلقاء المسؤولية على الآخر.. أى آخر.. المهم أننا أبرياء ومساكين.. شىء من الانفصام.. و التعصب الأعمى فى كل شىء: تعصب للدين الذى يحاسبنا الله عليه فرادى.. وتعصب للرأى الذى بات خيانة وعمالة فى نظر كل منا.. وتعصب للرياضة التى تحولت إلى ميدان معارك بدلاً من ساحات المتعة والأخلاق.. فأى شعب ذاك الذى سنبنى به مستقبلاً أفضل..؟! أذهلنى مشهد وقوف الآلاف فى إمبابة لـ«الفرجة» على حرب التطرف من الجانبين.. فالفرجة هى السلوك العام الذى حكمنا طوال العقود الأخيرة.. نحن نتفرج على البلد المنهوب.. ونتفرج على نار التطرف وهى تأكل الأخضر واليابس.. ونتفرج على الأمم وهى تعلو إلى السحاب.. ونتفرج على العلم والحضارة وكأننا قطيع يذهب إلى حيث تريده العصا.. لم يتحرك أحد لحماية بلده ووطنه من «حرب أهلية وشيكة» وكأن الشرطة والجيش يمتلكان عصا سحرية لسحب دماء الجهل من العروق.. لم يتحرك أحد رغم أننا جربنا التحرك الجماعى، فأسقطنا أعتى نظام استبدادى فى الشرق الأوسط.. لم يتحرك أحد لأننا عاجزون عن الفعل.. العاجز مفعول به دائماً.. ونحن كنا فاعلين فى ١٨ يوماً، ثم عدنا إلى مقاعد المتفرجين.. وعلينا رحمة الله..! .. لن يعز الله عز وجل الإسلام بكاميليا.. ولن يعز المسيحية بـ«عبير».. وإنما سيذل المصريين جميعاً بـ «فتنة الغباء» وسيتركنا نحرق أنفسنا بالتطرف والتعصب و«نظرية الفرجة»!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات