بقلم سليمان جودة ٤/ ٤/ ٢٠١١
الذين يقطعون كورنيش النيل ذهاباً وإياباً، فى منطقة التحرير، لابد أنهم قد لاحظوا أن فندق النيل مغلق منذ أغسطس الماضى، وأنه خاضع للتجديد والإصلاح، ولابد أنهم لاحظوا أيضاً أن مبنى الحزب الوطنى، على الكورنيش، ملاصق تماماً للفندق، فليس بينهما سوى حائط صغير! وقد احترق مبنى الحزب، فى أحداث ثورة ٢٥ يناير، ولاتزال آثار الحريق بادية عليه، ولايزال مقر الحزب مهدماً من أثر الحريق، ينعى الذين كانوا فيه ذات يوم! ولاتزال الاجتهادات تتواصل، يوماً بعد يوم، حول الطريقة الأمثل التى يمكن بها الاستفادة من هذا المبنى.. فهناك من يرى تحويله إلى فندق، وهناك من يتخيله حديقة عامة، وهناك من يتصوره جامعة.. وهناك.. وهناك.. وأياً كان الأسلوب الذى سوف يجرى استخدام هذا المقر الفخم به، مستقبلاً، فإننا منذ البداية يجب أن نضمه إلى خطة إصلاح الفندق المجاور، بحيث يتم إصلاحهما معاً، وفى وقت واحد، وسوف يكون من السهل وقتها، التعامل معه، وسوف يكون أيضاً من المناسب تحويله فى المستقبل، إلى جزء من هيلتون النيل، حتى يمكن له أن يدر عائداً علينا، فيما بعد، من شغل السياحة، بعد أن كان فيما قبل مصدراً لانعدام العائد، وسوء التقدير والتدبير والنظر والاختيار. كتبنا كثيراً جداً من قبل، والكتابات موجودة ومنشورة، عن أن هذا الموقع الفريد، لم يكن له أبداً أن يكون مقراً للحزب الحاكم، خصوصاً أن الحزب كان قد حصل عليه، دون وجه حق، إذا ما قورن بباقى الأحزاب، وحقها فى التعامل العادل من جانب الدولة. وكان الرأى، منذ وقت مبكر، ومنذ سنين، أن مقار الأحزاب تنشأ لتخدم الناس، لا ليستمتع المقيمون فيها بمنظر النيل الخلاب، وكنا نقول إن الحزب الوطنى كان أمامه مائة موقع آخر، ومائة مبنى مختلف، إلا هذا المبنى، وإلا هذا الموقع، ولكن أحداً لم يكن يسمع، ولم يكن ينصت أو يرد! وفى كل الأحوال، فقد حصل ما حصل، ولم يعد أمامنا اختيار فى الاستفادة القصوى من مبنى يقع فى هذا المكان، ولم يعد أمامنا كذلك مفر، من أن يجرى إصلاحه بسرعة، وتحويله إلى عدة غرف وأجنحة ملحقة بالفندق، وسوف يكون من الممكن لو أخذنا بهذه المشورة، أن يتم افتتاحهما فى توقيت واحد، وألا نترك المبنى بمنظره الكئيب حالياً، يبعث الانقباض فى أعماق كل من يتطلع إليه، أو تقع عليه عيناه بمحض الصدفة، إذا مر على يساره أو يمينه مثلاً من فوق كوبرى أكتوبر! فقط نريد شيئاً وحيداً، إذا ما أخذنا بهذا الرأى، وهو أن نحافظ على ركن صغير محترق فى المبنى، ونتركه محترقاً كما هو، بالضبط كما فعل الألمان على سبيل المثال، حين تركوا حتى الآن أجزاءً من المبانى التى احترقت وتهدمت فى الحرب العالمية الثانية، كما هى، لكى لا ينسوا هم، ولا ينسى غيرهم ما جرى.. نريد فيما بعد ألا ننسى! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات