مساء الجمعة وصباح أمس السبت عايشت 3 مشاهد لافتة.. الأول أمام سفارة العدو الصهيونى على كوبرى الجامعة بالجيزة، والثانى والثالث فى ميدان التحرير بالقاهرة.
المشهد الأول مجموعة من الشباب يحملون الأعلام الفلسطينية وبعد أن هتفوا ضد إسرائيل ضمن مظاهرة حاصرت السفارة انخرطوا فى نقاش عميق.. عددهم لم يزد على خمسة أشخاص وأعمارهم لا تزيد على الخامسة والعشرين، هؤلاء الشباب كانوا يدركون أن نجاح الثورة سوف ينعكس تدريجيا على دور مصر فى المنطقة.. أحدهم قال «عندما تكون حكومة مصر قوية فإن المصريين العاملين بالبلدان العربية والعالم سوف تتحسن أوضاعهم آليا».. شاب آخر قال «عندما يكون لنا دور فعال فى حل القضية الفلسطينية، فنحن ندافع عن أمننا القومى أولا قبل أن ندافع عن حقوق الفلسطينيين».
تركت المكان وسرت مشيا الي ميدان التحرير وتذكرت خطأ الذين اعتقدوا أن الثورة المصرية ركزت فقط على القضايا الداخلية.
وصلت ميدان التحرير لأشم فيه رائحة الأيام والليالى الجميلة للثورة، كل شىء على عهده الأول.. نقاء ثورى، إصرار على التغيير الحقيقى، نقد واضح للبطء فى الانطلاق للأمام.
عادت الإذاعات تصدح فى الميدان.. وكل يغنى على ليلاه من «الجبان جبان والجدع جدع»، مرورا بـ«باسمك يا بلدى جيشك وشعبك»، نهاية بـ«الله أكبر بسم الله»، ومع الأغنيات خطب وأحاديث على كل لون.. وفى قلب كل ذلك حلقات نقاشية حيوية، تدور حول سؤال جوهرى: ما هى الخطوة التالية.. هل يستمر الاعتصام أم لا وكيف يكون التعامل مع المجلس العسكرى؟!.
المشهد الرئيسى الذى أصابنى بالإحباط هو مجموعة من الشباب يتوزعون على أكثر من حلقة نقاشية يحاولون اقناع الباقين بضرورة الثورة على المجلس الأعلى والجيش.. يتحدثون بلغة لا تنتمى لميدان التحرير.. ناقشت بعضهم حول «فقه الأولويات»، لكنه كاد يتهمنى بالعمالة وطالبنى بإبراز هويتى.
أناس بسطاء كانوا يردون على هؤلاء الشباب بسؤال برىء: إذا خسرنا الجيش.. فمن يحمينا، ألسنا سنسلم أنفسنا للمجهول.. أليس ذلك ما يتمناه أنصار النظام السابق.
حاولت أن أقنع نفسى بأن معظم هؤلاء الشباب الثائرين والمندفعين أبرياء وتلك هى رؤيتهم، لكن إصرار بعضهم على التصعيد والتهييج بكل الطرق وعدم الاستعداد حتى للمناقشة الموضوعية، جعلنى أشك فى إمكانية دس بعض الأشخاص يكون كل دورهم هو زرع الفتنة بين الشعب والجيش.. غادرت الميدان حزينا فى العاشرة مساء.. وقلبى شبه منقبض.
عندما مررت فى الصباح بالميدان فى طريق العمل كانت كل الهواجس والظنون قد تحققت. وذلك هو المشهد الثالث: متاريس، سيارات مهشمة، دماء ومصابون، لغة تخوين، وأشياء كثيرة جدا صادمة تقول إن قوى الثورة المضادة قد سجلت هدفا فى مرمى أنصار الثورة.
كيف نتصرف فى الساعات المقبلة:
أتصور أن الثوار مطالبون بفرز المهيجين والغوغائيين، وأن تكون الرسالة واضحة: لننتقد المجلس الأعلى كما نشاء، نتظاهر كما نحب وعلى المجلس العسكرى أن يستوعب الدرس الرئيسى وهو أن التأخير فى اتخاذ القرارات هو الذى سمح لإبراهيم كامل وأمثاله أن يتحركوا على حريتهم.. نسألهم سؤالا واحدا.. لماذا تأخرتم كل هذا الوقت فى إصدار قرار اعتقاله؟!ولماذا تتركون أمثاله طلقاء؟!
وأخيرا نقول للثوار وللمجلس العسكرى: أى شقاق أو صدام بينكما لن يستفيد منه سوى الحزب الوطنى وذيوله فى الداخل والعدو الصهيونى وأنصاره فى الخارج.
المشهد الأول مجموعة من الشباب يحملون الأعلام الفلسطينية وبعد أن هتفوا ضد إسرائيل ضمن مظاهرة حاصرت السفارة انخرطوا فى نقاش عميق.. عددهم لم يزد على خمسة أشخاص وأعمارهم لا تزيد على الخامسة والعشرين، هؤلاء الشباب كانوا يدركون أن نجاح الثورة سوف ينعكس تدريجيا على دور مصر فى المنطقة.. أحدهم قال «عندما تكون حكومة مصر قوية فإن المصريين العاملين بالبلدان العربية والعالم سوف تتحسن أوضاعهم آليا».. شاب آخر قال «عندما يكون لنا دور فعال فى حل القضية الفلسطينية، فنحن ندافع عن أمننا القومى أولا قبل أن ندافع عن حقوق الفلسطينيين».
تركت المكان وسرت مشيا الي ميدان التحرير وتذكرت خطأ الذين اعتقدوا أن الثورة المصرية ركزت فقط على القضايا الداخلية.
وصلت ميدان التحرير لأشم فيه رائحة الأيام والليالى الجميلة للثورة، كل شىء على عهده الأول.. نقاء ثورى، إصرار على التغيير الحقيقى، نقد واضح للبطء فى الانطلاق للأمام.
عادت الإذاعات تصدح فى الميدان.. وكل يغنى على ليلاه من «الجبان جبان والجدع جدع»، مرورا بـ«باسمك يا بلدى جيشك وشعبك»، نهاية بـ«الله أكبر بسم الله»، ومع الأغنيات خطب وأحاديث على كل لون.. وفى قلب كل ذلك حلقات نقاشية حيوية، تدور حول سؤال جوهرى: ما هى الخطوة التالية.. هل يستمر الاعتصام أم لا وكيف يكون التعامل مع المجلس العسكرى؟!.
المشهد الرئيسى الذى أصابنى بالإحباط هو مجموعة من الشباب يتوزعون على أكثر من حلقة نقاشية يحاولون اقناع الباقين بضرورة الثورة على المجلس الأعلى والجيش.. يتحدثون بلغة لا تنتمى لميدان التحرير.. ناقشت بعضهم حول «فقه الأولويات»، لكنه كاد يتهمنى بالعمالة وطالبنى بإبراز هويتى.
أناس بسطاء كانوا يردون على هؤلاء الشباب بسؤال برىء: إذا خسرنا الجيش.. فمن يحمينا، ألسنا سنسلم أنفسنا للمجهول.. أليس ذلك ما يتمناه أنصار النظام السابق.
حاولت أن أقنع نفسى بأن معظم هؤلاء الشباب الثائرين والمندفعين أبرياء وتلك هى رؤيتهم، لكن إصرار بعضهم على التصعيد والتهييج بكل الطرق وعدم الاستعداد حتى للمناقشة الموضوعية، جعلنى أشك فى إمكانية دس بعض الأشخاص يكون كل دورهم هو زرع الفتنة بين الشعب والجيش.. غادرت الميدان حزينا فى العاشرة مساء.. وقلبى شبه منقبض.
عندما مررت فى الصباح بالميدان فى طريق العمل كانت كل الهواجس والظنون قد تحققت. وذلك هو المشهد الثالث: متاريس، سيارات مهشمة، دماء ومصابون، لغة تخوين، وأشياء كثيرة جدا صادمة تقول إن قوى الثورة المضادة قد سجلت هدفا فى مرمى أنصار الثورة.
كيف نتصرف فى الساعات المقبلة:
أتصور أن الثوار مطالبون بفرز المهيجين والغوغائيين، وأن تكون الرسالة واضحة: لننتقد المجلس الأعلى كما نشاء، نتظاهر كما نحب وعلى المجلس العسكرى أن يستوعب الدرس الرئيسى وهو أن التأخير فى اتخاذ القرارات هو الذى سمح لإبراهيم كامل وأمثاله أن يتحركوا على حريتهم.. نسألهم سؤالا واحدا.. لماذا تأخرتم كل هذا الوقت فى إصدار قرار اعتقاله؟!ولماذا تتركون أمثاله طلقاء؟!
وأخيرا نقول للثوار وللمجلس العسكرى: أى شقاق أو صدام بينكما لن يستفيد منه سوى الحزب الوطنى وذيوله فى الداخل والعدو الصهيونى وأنصاره فى الخارج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات