ذكر ناشطون عراقيّون لـ"إيلاف" إنّ التظاهرات التي من المنتظر ان يشهدها العراق الجمعة، ستكون دعما لمتظاهري محافظتي الانبار ونينوى المستمرين في اعتصاماتهم منذ أيام. وذلك للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات الأساسية وإطلاق سراح المعتقلين ورفض التمديد لبقاء القوات الأميركية.
 |
| متظاهرون في ساحة التحرير بوسط بغداد. |
بغداد: شهدت العاصمة العراقية ومدن اخرى تظاهرات احتجاج اليوم اطلق عليها "جمعة الصمود" حيث ابلغ ناشطون "إيلاف" انها تأتي دعما لمتظاهري محافظتي الانبار ونينوى المستمرين في اعتصاماتهم منذ أيام وهي ترفع شعار "لا للمالكي.. نعم لاسقاط حكومة المحاصصة والفساد" للمطالبة بإصلاحات شاملة ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات الاساسية وأطلاق سراح المعتقلين ورفض التمديد لبقاء القوات الأميركية في البلاد.
وقد تجمع المئات في ساحة التحرير وسط بغداد برغم الحظر الذي فرضته السلطات على التظاهر في الساحات العامة وتخصيصها ثلاثة ملاعب لكرة القدم في العاصمة لهذا الغرض.
وقد احتشد المتظاهرون في الساحة وسط اجراءات أمنية مشددة لكن الطرقات حولها لم تغلق رافعين الاعلام العراقية وصور المعتقلين ولافتات تدعو لاطلاق سراحهم والى اصلاحات شاملة سياسية واقتصادية وأمنية وتطالب بإنصاف المواطنين الفقراء وتخصيص جزء من صادرات النفط العراقي لدعم الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية وارتدى معظم المتظاهرين قبعات كتب عليها الشباب الحر. معروف ان هناك حوالي 23 في المائة من سكان العراق الذين يناهز عددهم 32 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر بحسب إحصاءات وزارة التخطيط العراقية.
وهتف المتظاهرون ضد الفساد والمحاصصة الطائفية مشددين على وحدة العراق وضرورة خروج القوات الاميركية من البلاد بنهاية العام الحالي وعدم التمديد لبقائها. وقد انضم إلى المتظاهرين عدد من اصحاب المطابع والعاملين فيها للمطالبة بالحقوق العامة وطبع الكتب والمناهج المدرسية في المطابع العراقية بدلا من الخارج.
العد العكسي لجمعة الحسم
وفي وقت سابق اليوم قال الناطق بأسم حركة 15 شباط احدى الفصائل الشعبية المنظمة لتظاهرات الاحتجاح "اليوم الجمعة يدخل العد العكسي لجمعة الحسم في السابع من حزيران المقبل (أنتهاء مهلة المائة يوم التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي للاصلاحات) مرحلة خطرة من مراحل الانتفاضة المجيدة بعد أن تيقنت حكومة المالكي الفاسدة ان لا شيء يثني الجماهير عن مواصلة تظاهراتها واحتجاجاتها واعتصاماتها من اجل تحقيق اهدفها في إسقاط حكومة المحاصصة والفاسدين".
واضاف ناصر الياسري في اتصال هاتفي مع "أيلاف" من بغداد "ان الحكومة حاولت حصر تلك التظاهرات في الملاعب والساحات الرياضيه فخاب سعيها لتجد تلك الجماهير متحدية تلك الأوامر وقد غصت بهم ساحة التحرير وساحات وشوارع المحافظات الأخرى". وأشار إلى أنها "حاولت ايضا تارة بأخافة تلك الجماهير من ان القاعدة وبقايا البعث سيستهدفون تلك التظاهرات او هم من يحرضون على تلك الاحتجاجات فخرجت تلك الجماهير رافعة شعار من اجل وحدة العراق من شماله الى جنوبة و بكل طوائفه وأديانه".
وقال "قبل ايام اعلن المالكي افلاسة التام حينما صرح ان من يتظاهر ضد حكومته هم المليشيات المدعومة من جهات اجنبية او بعض الجهات الصحفية والاعلامية والتي لم يسمها وبذلك نقل السيد المالكي المعركة الى ساحة الاعلام والصحافة وهي السلطة الرابعة والتي لا ترحم احدا حتى لو حاول البعض من ادعياء الصحافة او من سقط المتاع من تلميع صورة هذا النظام الفاسد من خلال الهبات والرشى التي دفعها ويدفعها لهؤلاء الاقزام والذين اصبحوا بين ليلة واخرى ادلاء وجواسيس على أبناء جلدتهم".
ودعا الياسري " كل جماهيرنا ومناصرينا وكافة شباب الحركات والمنظمات العاملة في الساحة العراقية للتجمع غدا الجمعة في رحاب مزاراتنا في ساحة التحرير أو في شوارع وساحات مدن عراقنا الحبيب من شماله الى جنوبه وهو يرزح تحت سنابك هولاء الفاسدين الطائفيين رافعة شعار (لا للمالكي.. نعم من اجل إسقاط حكومة المحاصصة والفاسدين)".
دعم المحتجين في نينوى وألانبار
وتأتي تظاهرات اليوم الجمعة أيضا دعما لاخريات ممائلة تشهدها مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) منذ حوالي ثلاثة اسابيع ومدينة الرمادي (110 كم غرب بغداد) منذ عشرة ايام وهي تطالب لاطلاق سراح المعتقلين وتوفير الخدمات العامة ورفض التجديد لبقاء القوات الاميركية في البلاد بعد الموعد المحدد لانسحابها بنهاية العام الحالي.
وكان عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى قد عبروا عن استنكارهم الشديد لفرض حظر التجوال بالمحافظة من قبل قيادة عمليات نينوى مطالبين المالكي بالتدخل لرفع الإجراءات "التعسفية" المتكررة بحق أهالي نينوى. واشاروا في مؤتمر صحافي الى ان اعتصام المتظاهرين في ساحة الاحرار بوسط الموصل " هو اعتصام سلمي يعبر عن رأي المعتصمين و مطالبهم الشرعية مطالبين الحكومة المحلية و الحكومة الاتحادية بإنهاء الاحتلال عن أرض العراق وعدم التمديد لبقاء قوات الاحتلال وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء".
ومن جهته، قال محافظ نينوى أثيل النجيفي إن "القوات الأمنية استخدمت القوة لتفريق المتظاهرين واشتبكت معهم الأمر الذي خلف جرحى كما منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الساحة ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج" منتقداً بشدة "الانتشار الكثيف لقوات الجيش في شوارع الموصل هذه الأيام".
وتعد محافظة نينوى ومركزها الموصل من المناطق المتوترة أمنياً وسياسياً حيث تشهد خروقات امنية وهجمات تستهدف القوات الأمنية والمدنيين أيضا.
كما تقود عشائر وناشطين تظاهرات احتجاج في مدينة الرمادي حيث اشار النائب عن تحالف الوسط خالد سليمان الفهداوي إن خروج أهالي الانبار في غالبية مدنه ونواحي المحافظة للتظاهر تنطلق من الشعور باليأس والإحساس بالظلم والتمييز.
وأضاف الفهداوي أن شكاوى المواطنين تتركز على مستويين الوطني والمحلي.. واوضح انه على المستوى الوطني فأن المشاكل تدور حول "ضعف الخدمات من كهرباء وصحة وبلديات وتعليم وبطالة مستشرية في أوساط الشباب والخريجين وإهمال شريحة المتقاعدين وخاصة العسكريين منهم".. وأما على المستوى المحلي فأبرزها "سوء بعض المجالس المحلية واحتكارهم لفرص التعيينات والمقاولات والمشاريع الأخرى سوء أداء وفساد في بعض الأجهزة التنفيذية وتحولها إلى مافيات تستحوذ على الأموال وفرص التعيين وسوء وفساد في بعض الأجهزة الأمنية والثراء الفاحش الملفت للنظر لبعض الضباط الأمنيين".
وقال أن مطالب أهالي الانبار تتركز على التسريع بانتخابات المجالس المحلية للأقضية والنواحي ومجلس المحافظة وتقييم وإعادة النظر بمدراء الدوائر التنفيذية في المحافظة وضرورة استبدال الذين امضوا سنوات طويلة في مناصبهم وتقييم أداء الأجهزة الأمنية ومحاسبة المفسدين منهم وتشكيل لجنة برلمانية لمتابعة الإسراع لإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء ولاسيما الذين اعتقلوا أثناء المظاهرات الأخيرة اضافة الى إعادة المفصولين من أفراد الشرطة والجيش وبقية الأجهزة المنحلة.
وتشهد محافظات العراق منذ 25 شباط (فبراير) الماضي تظاهرات احتجاج تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة وتوفير الخدمات العامة ينظمها ناشطون وشباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات