قبل نحو ثلاثة أسابيع فوجئت بأحد الأصدقاء يتصل سائلا: هل لديك سلاح فى منزلك؟ فأجبت بالنفى، فعاد يسأل: وهل تريد سلاحا؟ فقلت له ترخيص السلاح يحتاج إلى صبر أيوب الذى لا أملكه، علق ساخرا: «ترخيص إيه يا حاج.. الجميع يشترى الآن السلاح غير المرخص».
نسيت هذه الحكاية حتى فوجئت بصديق آخر يقول لى إنه يسعى لشراء سلاح بأى طريقة لأن الوضع لم يعد يحتمل ثم بدأ يسرد قصته.
هو يسكن فى شارع متفرع من شارع فيصل، فوجئ هو وسكان عمارته بمجموعة من البلطجية يحاولون فرض إتاوة على العمارة.
صديقى هدد العصابة بأنه سيسجنهم، فرد عليه أحدهم: «يا باشا أنا مسجل خطر».. احتدم النقاش فلم يجد سكان العمارة سوى الإمساك بكل ما تيسر من عصى أو طوب ومهاجمة العصابة الصغيرة، التى قررت الانسحاب التكتيكى. صديقى لم يعد يشعر بالأمان، ويخشى أكثر على سيارته التى أنفق على شرائها كل مدخراته.
الصديق وقبل أن ينزل لمواجهة البلطجية فعل الشىء المنطقى وهو الاتصال بالنجدة، لكن أحدا لم يرد.
فى اليوم التالى ذهب إلى القسم، وقابله أمين شرطة وقال له بهدوء: «شفت يا باشا نتيجة ثورتكم.. اشربوا بقه»!.
قال له الصديق وما هو دوركم؟! فرد الشرطى: سأطبق لك القانون: وسنذهب لإحضار البواب ونحوله إلى النيابة وينام فى الحبس أربعة أيام حتى يتعرف على العصابة، ولا نملك أكثر من هذا.
أمين الشرطة قال لهذا الصديق بصورة ودية خارج القسم: «قبل ثورتكم كنا نعرف كل هؤلاء المسجلين خطر، ولو فعلوا أى شىء نحضرهم فورا، وبعد علقة وتشبيحة، يعترفون بأى شىء نريده. الآن يضيف أمين الشرطة فإن المسجل خطر يقف على الناصية ممسكا بالمطواة وكأنها ميدالية كى يحاول أن يثبت لى أنه يكسر عينى».
انتهى كلام أمين الشرطة، الذى أصاب صديقى بصدمة، فكر بعدها فى شراء أى سلاح غير مرخص. لكن الذى لم ينته هو أن هذه النغمة التى يرددها أمين الشرطة ومعظم رجال الشرطة، خاطئة ومغلوطة، والأخطر أن بعضهم يبدو وكأنه سعيد بهذه الفوضى تأديبا لهذا الشعب الذى قام بالثورة. وللأسف فإن بعض رجال الشرطة ـ وليس كلهم ـ يريد منا «أن نعتذر له عن قيامنا بالثورة ونبوس ايده، حتى يعود للعمل كى يضربنا على قفانا ويهين كرامتنا كثمن للقضاء على البلطجية».
كل الخارجين على القانون وصلت لهم رسالة من الشرطة مفادها: أننا لسنا هنا، وحتى إذا كنا موجودين فلن نتدخل مثلما حدث فى مباراة الزمالك والأفريقى التونسى.
ما حدث لصديقى أسمع مثله عشرات القصص يوميا، عمليات خطف بعضها لفتيات طلبا لفدية أو للاغتصاب، كل شخص يطبق القانون بطريقته فى كل مكان من وسط البلد إلى الأماكن النائية. ووصلت عمليات البلطجة إلى اقتحام المستشفيات وخطف الأدوية والممرضات بل وقتل المرضى «تخليصا لثأر».
الشرطة غائبة والجيش يقول إنه غير مهيأ للانتشار فى الشوارع والحوارى بل والتعامل مع المجرمين..
والمواطنون يشعرون بعدم الأمان. لا نريد من الشرطة أن تنتهك حقوق الإنسان حتى مع البلطجية بل تطبق القانون فقط.. لا نريد تواجدها الشكلى بل عدالتها وهيبتها للجميع.
الشعب يسأل منصور العيسوى وعصام شرف والمشير حسين طنطاوى: متى نشعر بالأمن والأمان.. ومتى تعود الشرطة لأداء عملها؟!.
نسيت هذه الحكاية حتى فوجئت بصديق آخر يقول لى إنه يسعى لشراء سلاح بأى طريقة لأن الوضع لم يعد يحتمل ثم بدأ يسرد قصته.
هو يسكن فى شارع متفرع من شارع فيصل، فوجئ هو وسكان عمارته بمجموعة من البلطجية يحاولون فرض إتاوة على العمارة.
صديقى هدد العصابة بأنه سيسجنهم، فرد عليه أحدهم: «يا باشا أنا مسجل خطر».. احتدم النقاش فلم يجد سكان العمارة سوى الإمساك بكل ما تيسر من عصى أو طوب ومهاجمة العصابة الصغيرة، التى قررت الانسحاب التكتيكى. صديقى لم يعد يشعر بالأمان، ويخشى أكثر على سيارته التى أنفق على شرائها كل مدخراته.
الصديق وقبل أن ينزل لمواجهة البلطجية فعل الشىء المنطقى وهو الاتصال بالنجدة، لكن أحدا لم يرد.
فى اليوم التالى ذهب إلى القسم، وقابله أمين شرطة وقال له بهدوء: «شفت يا باشا نتيجة ثورتكم.. اشربوا بقه»!.
قال له الصديق وما هو دوركم؟! فرد الشرطى: سأطبق لك القانون: وسنذهب لإحضار البواب ونحوله إلى النيابة وينام فى الحبس أربعة أيام حتى يتعرف على العصابة، ولا نملك أكثر من هذا.
أمين الشرطة قال لهذا الصديق بصورة ودية خارج القسم: «قبل ثورتكم كنا نعرف كل هؤلاء المسجلين خطر، ولو فعلوا أى شىء نحضرهم فورا، وبعد علقة وتشبيحة، يعترفون بأى شىء نريده. الآن يضيف أمين الشرطة فإن المسجل خطر يقف على الناصية ممسكا بالمطواة وكأنها ميدالية كى يحاول أن يثبت لى أنه يكسر عينى».
انتهى كلام أمين الشرطة، الذى أصاب صديقى بصدمة، فكر بعدها فى شراء أى سلاح غير مرخص. لكن الذى لم ينته هو أن هذه النغمة التى يرددها أمين الشرطة ومعظم رجال الشرطة، خاطئة ومغلوطة، والأخطر أن بعضهم يبدو وكأنه سعيد بهذه الفوضى تأديبا لهذا الشعب الذى قام بالثورة. وللأسف فإن بعض رجال الشرطة ـ وليس كلهم ـ يريد منا «أن نعتذر له عن قيامنا بالثورة ونبوس ايده، حتى يعود للعمل كى يضربنا على قفانا ويهين كرامتنا كثمن للقضاء على البلطجية».
كل الخارجين على القانون وصلت لهم رسالة من الشرطة مفادها: أننا لسنا هنا، وحتى إذا كنا موجودين فلن نتدخل مثلما حدث فى مباراة الزمالك والأفريقى التونسى.
ما حدث لصديقى أسمع مثله عشرات القصص يوميا، عمليات خطف بعضها لفتيات طلبا لفدية أو للاغتصاب، كل شخص يطبق القانون بطريقته فى كل مكان من وسط البلد إلى الأماكن النائية. ووصلت عمليات البلطجة إلى اقتحام المستشفيات وخطف الأدوية والممرضات بل وقتل المرضى «تخليصا لثأر».
الشرطة غائبة والجيش يقول إنه غير مهيأ للانتشار فى الشوارع والحوارى بل والتعامل مع المجرمين..
والمواطنون يشعرون بعدم الأمان. لا نريد من الشرطة أن تنتهك حقوق الإنسان حتى مع البلطجية بل تطبق القانون فقط.. لا نريد تواجدها الشكلى بل عدالتها وهيبتها للجميع.
الشعب يسأل منصور العيسوى وعصام شرف والمشير حسين طنطاوى: متى نشعر بالأمن والأمان.. ومتى تعود الشرطة لأداء عملها؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات