الأقسام الرئيسية

«أبو جندل» الحارس الخاص لأسامة بن لادن فى أول حوار لصحيفة مصرية : أسامة بن لادن يملك مصانع كيماوية لتصنيع المتفجرات ( الحلقة الأخيرة )

. . ليست هناك تعليقات:


أجرى الحوار فى صنعاء شارل فؤاد المصرى ١٣/ ٤/ ٢٠١١
تصوير - شارل المصرى
ناصر البحرى

فى الحلقة الماضية أكد «أبوجندل» أن الدكتور أيمن الظواهرى قال له إنه نادم على ما فعله ضد مصر، وأن جماعة الجهاد المصرية كانت تدير القاعدة بعد انضمامها إليه مشيراً إلى أنه عندما قرر الخروج من القاعدة أرسل الشيخ أسامة له «أبوحفص» لإثنائه عن ذلك، وأنه عاد إلى اليمن عبر باكستان، وأن «القاعدة» كان يرفض خروجه كما كشف عن أن العملية التنظيمية فى القاعدة كانت توحى بالخطر، وأن التنظيم مقبل على مستقبل أسود .. وإلى الحلقة الأخيرة..

■ أين تم اعتقالك؟

- تم اعتقالى فى مطار صنعاء، وبعد أن ختمت جواز سفرى «خروج» جعلونى أمر بهدوء، وفجأة نادى على شخص: الأخ ناصر البحرى الجواز من فضلك.. فى هذه اللحظة عرفت أنهم تعرفوا علىّ وسيعتقلوننى.

■ فى الفترة التى قاموا فيها بفحص الجواز ماذا فعلت؟

- أول خطوة فى هذه الأحوال: قم بتنظيف جيوبك من أى أوراق، وكنت قد نسيت ثلاث بطاقات شخصية بأسماء مزورة لى فقمت بشراء ثلاثة كتب للكاتب رياض الريس، اسم الأول «رياح الشمال»، والثانى «رياح الجنوب» والثالث لا أذكر اسمه من السوق الحرة فى المطار، وأنا جالس أتصفحها وضعت فى كل كتاب بطاقة ثم ألقيتها فى سلة المهملات حتى لا أُحاكَم بتهمة التزوير، وإذا اعتقلونى فأنا ناصر البحرى فقط، خاصة أن الجواز الموجود بحوزتهم سليم وباسمى الحقيقى.

■ وبعد ذلك ماذا حدث؟

- جاء أحد الضباط وقال: «تفضل معنا»، وذهبت.

■ هل قاومت؟

- لا.. لأنه لنا ترتيبات أمنية فى تنظيم القاعدة، وعندما كان يعتقل أى أخ كنا نقول له «قاوم ٧٢ ساعة فقط ولا تعترف بأى شىء حتى لو عذبوك».

■ وبعد مرور ٧٢ ساعة ماذا كان يحدث؟

- كنا نقول لهم اعترفوا بكل ما تعرفونه.

■ لماذا؟

- لأن خلايا القاعدة مكونة من ٥ أشخاص، ولا تزيد على ذلك، وكل خلية منفصلة عن الأخرى، وإذا تم القبض على أخ من الإخوة يوجد لدينا نظام متابعة فى القاعدة، خاصة التى تقوم بعمليات، فنقوم بالاتصال بهم كل ٤ ساعات، ونعرف من خلال ذلك إذا تم القبض عليهم أو حدث لهم مكروه، وخلال تلك الـ٧٢ ساعة تكون الخلية ذابت كما يذوب الملح فى الماء ولا أثر لها كإجراء أمنى احتياطى.

■ هل قمت بتطبيق ذلك على نفسك فور القبض عليك؟

- نعم، وكانت تلك أول خطوة.

■ لماذا لم تشتبك مع الأمن اليمنى رغم أنك مدرب تدريباً قتالياً عالياً؟

- توجيهات الشيخ أسامة لنا «ما تعملوش مشاكل وأنا أعرف أنه لن تحدث لنا مشاكل لأن الإجراءات بسيطة».

■ أين ذهبت بعد أن عرفت أنه تم القبض عليك؟

- ركبت سيارة وجلس إلى جوارى ضابطان من الأمن السياسى اليمنى - المخابرات - يحملان الكلاشينكوف، أحدهما، كان نائماً وكنت قادراً على نزع سلاحه، لكننى لم أفعل.

■ لماذا؟

- لأنه لم يكن هدفنا الحكومات العربية حتى إن الشيخ أسامة كان يقول إذا اعتقلتم فى أى بلد لا تقاوموا.

■ هل شاركت فى عمليات ضد دول عربية مثل مصر والسعودية واليمن؟

- لا.. العمليات كانت ضد الأمريكان والروس والإسرائيليين، وقت ما كنت فى «القاعدة» وبعدها، إلى أن خرج الموضوع بعد أحداث ١١ سبتمبر.

■ أين أخذوك؟

- إلى مبنى المخابرات، وتم الاتصال بالمسؤول وكان اسمه العميد (.....)، وقالوا له «مسكنا البحرى». وجاء بسرعة وسألنى بصوت أقرب إلى الصياح: «ما اسمك؟».. قلت: ناصر البحرى. ما اسمك الكودى؟.. لم أفهم واعتقدت أنه يسألنى عن كُنيتى.. فقلت له «ما أنا فاهم» فقال: «ما تستهبل علىَّ».. فقلت له «اسمع أنت العميد فلان الفلانى».. فقال لهم انزعوا العصابة من على عينيه طالما أنه عرفنى، وسألنى «كيف عرفتنى؟» قلت: «من صوتك» وهو رجل شجاع.

■ كيف عرفت صوته وأنت تقابله لأول مرة؟

- الشباب حكوا لى عن نبرة صوته عندما يتكلم فعرفته، إضافة لوجود «حسنة» فى وجهه لدرجة أنه سألنى «ما أدراك أنه أنا» قلت له الحسنة التى فى وجهك قال لى «قاتلكم الله»، وبالمناسبة هو إنسان ذكى وليس من الضباط الذين يلجأون للعنف.

■ ماذا طلب منك؟

- قال لهم «أعطوه أربع ورقات» ووقال لى: «احك لى عن نفسك»، وأمسكت بالقلم وكتبت له ٤ ورقات عن سيرتى الذاتية من الحارة حتى لحظة الكتابة تلك، أما الجزء الخاص بأفغانستان فجاء فى ربع صفحة وعندما قرأها قال: «أحضروه» وقال لى: و«الله لاسلخ جلدك» قلت له: «ليش؟» قال: أفغانستان تكتب عنها أربع سطور، والباقى أربع صفحات، فسألته: ماذا تريد؟! قال: أريد أن تعطينى أسماء جميع الشباب فى القاعدة.. فقلت: أما عن الأسماء فمن الحين لا أعرف حتى لو تسلخ جلدى وإذا سألتنى عن كُنياتهم سأعطيك ألف كنية وكنية.

■ كم مكثت فى المعتقل؟

- ٢٢ شهراً.

■ ماذا كنت تفعل؟

- كنت أقرأ كتب التفاسير وفهمت آيات الجهاد فهماً صحيحاً.

■ هل حقق معك أحد بخلاف المخابرات اليمنية؟

- نعم حقق معى الـ«F.B.I» البوليس الفيدرالى الأمريكى بعد سجنى بـ٧ أشهر بعد ١١ سبتمبر.

■ لماذا لم تحقق معك المخابرات الأمريكية؟

- لأن قضية أحداث سبتمبر هى قضية داخل أمريكا هم الذين تولوها، وبالتالى يحققون فيها خارجها أيضاً، ولم تتعرض لى المخابرات الأمريكية.

■ كم عدد الضباط الأمريكيين الذين حققوا معك؟

- ثلاثة ضباط.. اثنان منهم من أصل لبنانى يتحدثان العربية، والثالث قال لى «أنا اسمى محمد بن وليام»، باعتبار أنه مسلم وأن أباه كان نصرانياً لكى يطمئننى.

فقلت له «أنت جون وليام، وكنت مسؤولاً عن السفارة الأمريكية فى صنعاء وخُطفت من قبل مع السفيرة باربارا إلى جيبوتى، وخلّصك الأمن اليمنى».. فقال لى: «برافو، يعنى إنت متابع» قلت له: «نعم».

■ هل قلت له ذلك بالإنجليزية؟

- لا، لأنه يتكلم اللغة العربية التى تعلمها فى سوريا والشىء الذى أذهله هو أننى متابع وقلت له «أنت لا تتكلم مع ولد صغير.. نتكلم على المكشوف حتى ندخل حبايب»، فقالوا لى «طالما هكذا نشتغل على المكشوف».. «قلت أوكى وأنا أعرف أن لديكم معلومات من أناس آخرين قبضتم عليهم وسأعطيكم ما عندى ولكن عندما أقول لكم إن هذه المعلومة ليست عندى فهى فعلاً ليست عندى دون لف أو دوران».

■ هل تذكر أى مواقف معينة لهم؟

- نعم أحدهم أراد أن يفهمنى أنه يفهم فى الدين الإسلامى فقلت له: «هناك سورة يتحدث فيها الله عن الآخرة وعدد آياتها ٦ آيات ما هى؟» قال وهو يضرب رأسه بيده: «نعم أنا فاكرها، هى السورة التى يتحدث فيها الله عن بنى إسرائيل.. قلت بدهشة: «بنى إسرائيل طبعاً» كنت أحدثه عن سورة الفيل، لدرجة أن ضباط المخابرات اليمنية كادوا يبولون على أنفسهم من الضحك، وقلت له: «لا تلعب معى وخليك دوغرى» وتسبب ذلك الأمر فى زعل الضابط الأمريكى جون وليام الذى قال لهم: قلت لكم لا تدخلوا معه فى أمور عقائدية.

■ فى أى شىء كانوا يتحدثون معك؟

- تحدثوا معى فى أن المسلمين فى أمريكا سيتضررون وكان كلامه معى غير مقنع، وقلت له لا يمكن أن أضحى بـ١٣٠٠ مليون مسلم مقابل «١٤ واحد» داخل أمريكا، وهذه مبادئ طبيعية أما مبادئكم فى الغرب، تلك المبادئ الميكافيلية، فالغاية تبرر الوسيلة.

■ أعتقد أن الفترة الأولى كانت تعارفاً بينك وبين الضباط حتى بدأت التحقيقات.. عن أى شىء حققوا معك؟

- أسئلتهم كانت تدور حول المعامل السرية والأسلحة البيولوجية لأسامة بن لادن.

■ هل كانوا يعتقدون أن أسامة بن لادن يمتلك أسلحة بيولوجية؟

- نعم.

■ وهل هو كان يمتلك تلك الأسلحة فعلاً؟

- حقيقة بن لادن لم يكن يمتلك تلك الأنواع من الأسلحة، ولكنه كان يمتلك مصانع كيماوية لتصنيع متفجرات على أرقى مستوى، الخبراء عند بن لادن خريجو كيمياء وفيزياء ورياضيات.

■ هل كانوا يصنعون مادة «تى.إن.تى» شديدة الانفجار؟

- لا.. ولكنهم كان يصنعون مواد متفجرة تعادل مادة «تى.إن.تى» عشرات المرات، ومثلاً إذا أفرغنا ١٠ أسطوانات غاز و١٠ أسطوانات نتروجين فى وعاء واحد وقمنا بالعملية فإن التفجير الناتج يساوى ٢ طن «تى.إن.تى».

■ وهل سألوك عن أسلحة دمار شامل يمتلكها بن لادن؟

- نعم سألونى عن أسلحة الدمار التى يمتلكها بن لادن وقلت لهم «هناك سلاح يمتلكه أعترف به لأول مرة»، وبدأو فى سحب الأوراق والأقلام والكل مستعد للكتابة، وسألونى: «السلاح ما هو»؟ قلت: «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً»، ووجدوا أنه لا فائدة من الحديث معى وبعد ذلك عادوا إلى الأسئلة العادية؟

■ كيف كانت الأسئلة العادية؟

- من عينة كيف يعمل التنظيم، وما هى قواعده، وغير ذلك من الأسئلة.

■ ولكن هذه الأسئلة ساذجة وأعتقد أنهم يعرفون الإجابة عنها؟

- نعم، هم يسألون حتى يتأكدوا ما إذا كان ناصر فعلاً حارساً لأسامة بن لادن أم لا، إضافة إلى أنهم يريدون معرفة الحركة اليومية للتنظيم وأسامة بن لادن، وكنت أتكلم معهم بأريحية، وأقول لهم كان يأكل ويشرب ويلعب كرة السلة وكان يقسم شباب التنظيم إلى فريقين، فريق من المصريين والآخر من شمال أفريقيا، وفريق من شبه الجزيرة العربية والفريق الثانى من العراقيين، إضافة إلى أنه توجد كل يوم مباراة فى الكرة الطائرة: أبوحفص معه فريق، والشيخ أسامة معه فريق آخر، بحكم أنهما من العمالقة فى الطول.

■ هل كنت تحظى بمعاملة خاصة أثناء التحقيق؟

- نعم كانوا يحضرون لى طبق فاكهة وسكيناً لكى أستخدمها فى الأكل فى الوقت الذى كان يأتى فيه زملائى مقيدين بالأغلال أثناء التحقيق معهم، لدرجة أن المتهمين كانوا يقولون: يا ناصر أنت الوحيد الذى يتم التحقيق معه بهذه الطريقة.

■ ما هى مدة التحقيق؟

- حققوا معى شهراً كاملاً من ٧ صباحاً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وكانت هناك ميزة، أنه كان هناك اتفاق بينهم وبين الحكومة اليمنية والأمريكان بألا يعذبوا أحداً أو يستخدموا العنف ولكن كانوا يستخدمون عقولهم، وأنا كنت بالنسبة لهم كنز معلومات، رغم أننى كنت متأكداً من أنهم لديهم معلومات كثيرة أكثر من التى حصلوا عليها منى.

■ إذن أين الأهمية؟

- الأهمية كانت تكمن فى كونى مسؤول دار الضيافة فى التنظيم والحارس الشخصى لأسامة بن لادن.

■ وماذا حدث بعد التحقيقات؟

- مكثت ٨ أشهر، ثم تم تحويلى إلى سجن جماعى من قبل المخابرات اليمنية، ويا ليتهم لم يحولونى لأن العقليات التى قابلتها فى السجن الجماعى كرّهتنى فى عيشتى، لدرجة أننى كنت أسأل نفسى هل هؤلاء سينصرون أمة؟ هل هؤلاء من ذكرهم الله فى «القرآن» أنه سيحل عليهم النصر.. بالتأكيد لا.. المهم أنه تم إطلاق سراحى بعد ذلك.

■ كيف خرجت؟

- خرجت عن طريق لجنة الحوار التى تم تشكيلها بقيادة القاضى حمود ومن بعض علماء الدين اليمنيين، والحقيقة أنه لم تكن هناك لجنة حوار، ولكن كانت هناك مساومة لأنهم كانوا يتخيلون أنهم سيتحاورون مع بعض التكفيريين والخوارج فوجدوا طلبة علم وقال لنا «يا أولادى جئت إليكم ونسبة الأمل عندى ٩٪، وعندما جلست معكم رفعتموها إلى ٩٠٪»، وطلبت منه أن يجيب عن سؤالين فى عمق الحبل الشوكى للإسلام، لأننا سنقف له على الصراط المستقيم يوم القيامة والإجابة: إما أبيض أو أسود.

قال «اسألوا» وعندما سألنا «حاس حوسة غرائب الإبل».. وقال لنا يا أولادى وقّعوا على الالتزام حتى تخرجوا.. قلنا: ماشى.

لأنه لا يمكن أن تحاور أناساً لهم فكر عقائدى فى ٣ جلسات، الجلسة الأولى ٤٥ دقيقة، والثانية نصف ساعة، والثالثة ربع ساعة.

■ هل كان الإفراج بالنسبة لك مفاجأة؟

- لا.

■ لماذا؟

- كان متوقعاً، لأنهم استدعونى قبل الإفراج بأسبوع إلى قصر الرئاسة وأخذونى مغمض العينين ومقيداً إلى هناك، وقالوا لى بالعربى: «هما كلمتين نحن سنطلق سراحك إذا لعبت بديلك سنضرب رأسك» فقلت لهم «مادمتم أناساً واضحين سأكون أوضح منكم.. والله لو كنت ناوى على المقاومة ما كنتم تستطيعون الإمساك بى فى مطار صنعاء لأننى مدرب على الاشتباك مع ٣٠ شخصاً باليد وكانت لدى القدرة أن أنتزع الكلاشينكوف وأقتل ٣٠ فرداً بثلاثين طلقة وأنزع سلاحاً آخر وكنت على الأقل سأقتل لكم مائة شخص فى هذا المكان حتى تقتلونى، ولم أفعل ذلك لأننى ملتزم بأننى لا أفعل أى مشكلات فى بلدى.. هل ستتركوننى أعيش».

■ هل هذه المعاملة كانت لك وحدك؟

- لا، ولكن لكل من ينتمون إلى مدرسة بن لادن.

■ لماذا؟

- لأن هناك مدارس أخرى مثل مدرسة الزرقاوى والظواهرى ومدرسة اليمن والصومال والجزائر وغيرها.

■ ما الفرق بين تلك المدارس؟

- مثلاً، مدرسة الجزائر.. الجزائر هى ثانى بلد عربى تنشأ فيه الجماعات المسلحة بعد مصر وفلسطين ولا تدخل «الحسبة»، لأن بها محتلاً.. الانحراف عند الجزائريين بدأ فى سنة ١٩٩٩ حيث نشأت كلمة «الجزأرة»، وهى أنهم قاموا بتصفية كل من جاءوا من أفغانستان رغم أنهم مجاهدون معهم، وكانوا يذبحونهم من أعناقهم وعندما تسألهم يقولون لك «هؤلاء خرجوا من أفغانستان».

واتضح بعد ذلك أن الجماعة الإسلامية المسلحة اتخذت عقيدة وفكر الخوارج، فاستباحوا دماء المسلمين لتطهير العالم الإسلامى!

■ وددت أن أسألك عن فكر الظواهرى؟

- الظواهرى شخصية كاريزمية أيضاً، ولكنه يرى أنه صاحب اجتهادات عكس بن لادن، الذى تربى تربية سلفية حجازية، فلا يسوق لك شيئاً إلا بدلائل شرعية، وهو فى الأساس من أسرة سياسية وشرعية وهو متأثر بفكر سيد قطب، وهناك قاعدة تعلمتها فى السعودية تقول «من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه»، وبالتالى إن لم تخرج من تحت عباءة عالم أو قائد فلن تكون عالماً أو قائداً.

الشيخ الظواهرى لم يترب على أيدى أحد، أما الشيخ أسامة فقد استفتى علماء الأمة الإسلامية حين قرر ضرب أمريكا، وأنا أعلم ذلك لأنه ينتمى إلى المدرسة التى قلت لك عليها.

■ أى علماء استفتى بن لادن عندما قرر ضرب أمريكا؟

- علماء مصر والسعودية ونجد وبنجلاديش والمغرب وكل الدول الإسلامية، وساق لهم مبرراته، وأفتوا له بأن ذلك جهاد، والرجل لم يضرب من رأسه رغم أنه صاحب فتوى إلا أنه استفتى الآخرين، أما أيمن الظوهرى فيتصرف حسبما يرى بخلاف أفراد الجماعة الإسلامية الذين لهم سمت - سمات خاصة - ويظهر ذلك على وجوههم وطريقة كلامهم، والذى كان متحمساً للشاب أيمن وقت انضمامه للقاعدة كان أسامة بن لادن، مما أوجد مكانة للظواهرى عند شباب الجزيرة العربية، وهذا الانضمام خلق مدرسة جديدة بانضمام القاعدة والجهاد، والآن هناك شباب مقتنعون أن الظواهرى شيخ علم لابد أن يفتى وأن يؤخذ بفتاواه رغم أنه ليس بشيخ علم، ومعروفة قصة ابن أبوفرج المصرى الذى أعدموه، يعنى هو يقول عن النظام الظلامى فى السودان، وهى حكومة تعدم وتقتل، وأنت تفعل مثلما يفعلون.. كيف؟ وهذه محسوبة عليه، وهذه مدرسة أيمن الظواهرى.

■ ماذا عن مدرسة الزرقاوى؟

- هو أحد شباب المجاهدين فى أفغانستان القدامى، وعندما عاد إلى مصر تم اعتقاله فى قضية جيش محمد، هو وأبوعاصم المقدسى، وفى السجن كان الزرقاوى شاباً صغيراً ورأى الصدامات الفكرية فى السجن ووجد أصحاب فكر معين وتبناه، وتبلور هذا الفكر فى العراق.

وعندما جاء إلى أفغانستان كان هناك صدام بينه وبين جماعته وبين القاعدة فى المرحلة الأولى فور وصوله، وعندما خرج من أفغانستان وتوجه إلى العراق أطلق على جماعته اسم «جماعة الجهاد والدعوة فى العراق».

■ ماذا حدث عندما ذهب إلى العراق؟

- دخل الزرقاوى معركة الفلوجة الأولى، وهذه المعلومة لا يعرفها الكثيرون وأصيب فيها، وكانت هذه المعركة يقودها تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين وانسحب إلى مدينة الرمادى وشعر الزرقاوى بعد معركة الفلوجة أن تنظيم القاعدة تنظيم قوى وأن أناساً كثيرين ينتمون له فأعلن انضمامه إلى القاعدة، ومن هنا جاء الانضمام إلى أسامة بن لادن بالبيعة والطاعة.

■ ماذا حدث بعد ذلك، هل وافق أسامة بن لادن؟

- نعم وافق بن لادن ونصّبه أميراً فى العراق، ولكن عدة جهات التفت عليه وأثرت على قراره، لأن القرار يصوغه اثنان: متخذ القرار والمؤثر فى القرار، ومن ينفذ القرار، والجماعة -يقصد القاعدة- لم يستطيعوا فعل شىء، لأن أبومصعب الزرقاوى كان ممسكاً بشدة بزمام الأمور وكما يقولون «هبشوا تهبيش فضيعوا الدنيا فى العراق».

ولا أخفيك سراً «أن القاعدة فى العراق» من أهم أسباب ضعف المقاومة العراقية هناك، وهى كانت مصيبة عليهم.

■ ولكنهم أعلنوا أن العراق إمارة إسلامية؟

- هذا الإعلان شكّل ضربة لهم.

■ كيف؟

- أولاً أنت جئت من خارج العراق -يقصد الزرقاوى- وتشكيلتك عبارة عن كوكتيل من العالم العربى، فكيف ونحن أبناء العراق موجودون وتقيم دولة داخل بلدى وأرضى، ومن الناحية العددية نحن متفوقون عليكم- وهنا يقصد المقاومة العراقية، ونحن أين -العراقيين- فقال لهم إما أن تنضموا إلينا أو أنتم خوارج؟

■ إذن هو يطبق نفس مقولة جورج بوش الآن «من ليس معنا فهو ضدنا».. يطبق المنطق الأمريكى نفسه.. إذن ماذا حدث؟

- بدأ الصدام بين الجيش الإسلامى فى العراق وبين تنظيم القاعدة، ثم صارت هدنة، وأرسل الشيخ أسامة رسالة من داخل أفغانستان تم بثها فى وسائل الإعلام والدنيا كلها انضبطت، وقام بتشكيل مجلس شورى مجاهدى القاعدة وحركة حماس العراق، وأصبح هنا كيانان، الأول طلبوا الانضمام لهم ومن لا ينضم لهم يتوجب قتاله، ويحلف بالله الإخوة الذين دخلوا العراق أن المعارك التى دارت بين الجيش الإسلامى فى بعقوبة والرمادى والقاعدة أشرس من التى كانت تدور بين المجاهدين والأمريكان، وأذكر أن أبوعبدالرحمن الشمرى الناطق باسم الجيش الإسلامى فى الجزيرة قال: والله لنحاججن القاعدة أمام الله فى دماء إخواننا الذين قتلوا وقال: قتلونا على غير قبلة وسفكوا دماء المجاهدين.

■ بعد كل ذلك ماذا نتج؟

- تشكل تيار ثالث هو «الصحوات» الموجودة فى العراق الآن وهم أصلاً المقاومة العراقية، وعندما شاهدوا الانشقاق والفتنة انسحبوا وقام الأمريكان بإمدادهم بالسلاح، وقاموا بتدريبهم، وأصبحوا بعد ذلك مصدر معلومات للأمريكان ضد المقاومة والقاعدة العراقية وأصبحت «الصحوات» خط دفاع الجيش الأمريكى.

■ ماذا عن اليمن؟

- الذى حدث فى اليمن الشىء نفسه، هناك ٢٠ شخصاً هربوا من الأمن السياسى - المخابرات - وانقسموا إلى قسمين كان فيهم ناس جهلاء وصغار السن فى الوقت الذى نتفاوض فيه مع الدولة جاءوا هم وقاموا بأعمال تخريب، وجاءت الدولة وقالت «إنتم ما لكم سيطرة على إخوانكم» وبالتالى لم يصبح لنا كلمة واتهمونا بالخيانة.

■ هل أنت اتهمت بهذه التهمة من إخوانك فى قاعدة اليمن؟

- نعم اتهمت بهذه التهمة، بل بأكثر من ذلك، وهو أننى عميل للمخابرات والحكومة اليمنية والبوليس الفيدرالى الأمريكى؟

■ لماذا؟

- لأننى أقوم بتأمين الشباب - يقصد شباب القاعدة - لكى يعيشوا حياة طبيعية فى صنعاء.. وأتساءل: يا إخوانى أنا لم أتصل بكم وأنتم الذين تتصلون بى حتى الآن وتقولون يا «أبوجندل» حل المشكلة مع الدولة وأنا أدخل على رئيس المخابرات وأقول يا جماعة الخير تعالوا نحل المشكلة، وكان هناك أخ دخلت به إلى رئيس المخابرات وكانوا يتكلمون معه فيقول لهم أنتم دخلتم مع البحرى.. إذن اخرجوا معه أنتم فى أمان وماذا كان جزائى؟. يقولون لى: الله المستعان أيها العميل.. فكنت أقول فى نفسى: الله يخرب بيتك اذهب إلى منزلك وبعد ذلك سبّنى، رغم أنه أصبح آمناً بسببى ومع ذلك يتهمنى بأننى العميل، ونظرت له وقلت: أنا عميل؟.. اذهب واجلس فى منزلك.. سلام عليكم.

■ وماذا جرى بعد ذلك؟

- بعد عام خرجت فتوى فى صحيفة «كل الناس» اليمنية بأن ناصر البحرى واثنين من الإخوة اليمنيين هؤلاء مخابرات، وأن هؤلاء مهدورو الدم والنفس.

■ ما هو رد فعلك؟

- ضحكت وقلت: كويس، وقلت لهم بقى بينى وبينكم خط الدفاع اللى يعرف فيكم إنه رجل يحاول الوصول إلىّ.. سأفعل فيكم ما تعلمته فى القاعدة.

■ إذن أين العلة؟

- العلة الآن فى الجيل الثانى وهو جيل «العراق»، ولا يعرف صاحباً أو صديقاً من القاعدة، لأن الجيل الذى أعيش معه يعرفنى وأعرفه.

■ هل تحاورت معهم؟

- نعم، ولدينا معهم مشكلة، إذا تركناهم فى السجون ومطاردين يقولون لم تفعلوا معنا شيئاً وإذا ساعدناهم قالوا عنا إننا عملاء وخونة.

■ هل توقفت عن موضوع الوساطة؟

- نعم.. توقفت وقلت للدولة إذا أردتم أن تقتلوهم اقتلوهم، وقلت لهم إذا أردتم أن تفجروا الدولة فجروها، وركزت فى عملى كمدرب إدارة أعمال وابتعدت عن ذلك منذ أربع سنوات وأعيش حياتى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer