الأقسام الرئيسية

ناصر البحرى «أبوجندل» الحارس الخاص لأسامة بن لادن فى أول حوار لصحيفة مصرية: من قام بتجهيزى للجهاد امرأة.. وطلبت أن أدعو لها بالزواج(٣)

. . ليست هناك تعليقات:


أجرى الحوار فى صنعاء شارل فؤاد المصرى ٩/ ٤/ ٢٠١١

ناصر البحرى يتحدث إلى «المصرى اليوم»

فى الحلقة الثانية أكد ناصر البحرى «أبوجندل» أن خلافه مع المجاهدين فى الصومال كان بسبب تربحهم من الجهاد وقال إن من أطلق عليه لقب أبوجندل كان عيسى المصرى مسؤول كتيبة المجاهدين فى أفغانستان وفى هذه الحلقة يكشف أبوجندل عن خلفيات الخلاف مع المجاهدين فى الصومال وإلى الحلقة الثالثة من الحوار:

■ هل هناك خلفيات بينك وبينهم أدت إلى هذا الوضع؟

- نعم.. أعتقد أنهم كانوا يفتقدون الثقة، خاصة عندما وصلنا إليهم فسألونا عن علاقتنا بتنظيم القاعدة فقلت لهم نحن لا علاقة لنا بالقاعدة، وهم هنا كانوا يقصدون أحداث ٩٣ مع الأمريكيين حيث اتهمت العناصر التى جلسنا معها فى الصومال فى بداية الأمر تنظيم القاعدة بأنه هرب فى أثناء المعركة.

■ أحداث ٩٣.. ماذا تقصد بها؟

- ما حدث للأمريكان فى الصومال.

■ وماذا حدث بعد ذلك؟

- جاءوا لى بشخص قالوا لى إنه وزير الدفاع فى الاتحاد الإسلامى قبل ظهور المحاكم الإسلامية، وقال لى: أنا جنرال ودرست فى روسيا وأمريكا، فقلت أهلاً وسهلاً وقال لى أريد أن أسألك سؤالاً؟ فقلت اتفضل.. وتوقعت أن يكون السؤال لماذا جئتم وما أهدافكم كفرع من التنسيق بيننا، خاصة أننى والأخوين الاثنين اللذين جاءا معى جئنا كمندوبين لـ٣٥٠ مقاتلاً سيلحقون بنا من كل أنحاء العالم العربى ونحن ما إلّا بوابة لهم.

فسألنى: إذا كان لدى عدوك دبابة ماذا تصنع له؟ وأنا بحكم خبرتى العسكرية البسيطة قلت له عندى خيارات كثيرة إذا كنت أنوى تدميرها، فهناك اللغم والآر بى جى وفيه كذا وكذا، وهناك عدة أساليب وإذا كنت أنوى أسرها فهناك كذا وكذا، فقال لى الرجل: لقد فاجأتنى.. قلت له: لماذا؟.. قال: كنت أظنك تفهم فى الجهاد شيئاً. فقلت له: وأنت ماذا عندك.. قال: إذا كان عند عدو دبابة فلا تقاتله حتى يكون عندك دبابة مثله!!

فقلت له: قال ربى: (وأعدوا لهم ما استطعتم) ولم يقل وأعدوا لهم مثل ما عندهم.. ومن أين أتيت بهذا؟

قال لى نحن خبراء.. ونحن.. فقلت له: خير إن شاء الله وأنهيت المقابلة.

وأخذونى فى اليوم الثانى إلى مقر وزارة الدفاع عندهم ودخلت فى هنجر طويل به ٢ مدفع هاون و٣ ألغام فقط وقالوا لى.. هذه مخازن السلاح، ولاحظت أن أحدهما مشروخ من فوق إلى أسفل، ويقول لى: هذه مخازن السلاح فقلت له تقولون فى نشرة الفجر التى تصدرونها إنكم غنمتم ١٥٠٠ قذيفة آر بى جى.. فأين هى؟ وتقولون إن لديكم ١٠ قاطرات أين هى؟ وأردفت قائلاً: أنتم تضحكون على هؤلاء الشباب، فأنا أستطيع أن أنزع السلاح من عدوى لأننى مدرب على ذلك ولكن هؤلاء الشباب ماذا يفعلون؟ ومن هنا بدأ الصدام.

■ لماذا؟

- خافوا منى.. لأنهم فوجئوا بأننى إنسان لديه خبرة عسكرية ومدرب وفاهم فى هذه الأمور.

■ وماذا حدث بعد ذلك؟

- عدنا إلى المعسكر. وكانت المفاجأة بعد المغرب فى ذلك اليوم، حيث اجتمع شباب المجاهدين حولى، وجميعهم يتكلمون اللغة العربية وبدأوا فى سؤالى أسئلة فى الصميم وأنا أرد عليهم بأريحية من الصميم أيضاً.

بدأ قادتهم فى القلق وقد لاحظت ذلك، وسألنى أحدهم: إيش تريد تدريبنا.. قلت: على الكلاشنكوف.. وأدربكم عدة تدريبات.

وتساءلت: هؤلاء المدربون الموجودون فى المعسكر الذين لا يطعموننا سوى شوربة القمح فقط فى الفطار والغداء والعشاء لماذا لا يطعمون المجاهدين «لحمة»، خاصة أن التيس البربرى الضخم لا يساوى أكثر من ١٠ دولارات وقمت بشراء ١٠ تيوس بـ٢٠٠ دولار، وذبحتها وأطعمت الشباب لأنه لابد من بنية جسمانية حتى يستطيع المقاتل القتال، وبعد هذا فوجئت بأن قياداتهم يكسبون المال باسم هؤلاء الشباب فيقومون بتصوير الشباب فى المعسكر وإرسال المواد المصورة إلى جهات معينة تدعم المجاهدين وكانوا يرسلون لهم الأموال فعلاً.

وفعلاً قررت الخروج من الصومال، فقال لى قادة المجاهدين: ما نقدر نتدخل فى «الأوجادين»- إقليم متنازع عليه فى الصومال-، فقلت لهم: سأترككم لأننى أريد أن أعود إلى بلادى ولكن أود أن أسألكم سؤالاً عسكرياً. إذا ما قتل المجاهد فى ساحة القتال ماذا تفعلون؟

قالوا: نتركه للأهالى يدفنونه؟

قلت بينى وبين نفسى: ما ضر الشاة سلخها بعد ذبحها.. والله يرحمه.. ولكن ماذا تفعلون مع الجريح؟

فقالوا: نتركه للأهالى ينقذونه؟

قلت بغضب: أى أهالى يا أبو أهالى.. الذى ضربنى أول شخص سيصل إلىّ وأنا جريح وبالتالى سيقوم بأسرى وأنا حى.

فردوا: هذه تكتيكاتنا بهذه الطريقة.

قلت: لديكم مدينة اسمها «لوق» بها ١٠ آلاف مواطن صومالى وهذه هى الحدود الإثيوبية وإذا زحف عليكم الأعداء ماذا تفعلون.

قالوا: ننسحب ونترك المقاومة للأهالى.

قلت ساخراً: ما شاء الله والجهاد، وعرفت فى هذه اللحظة أن الموضوع لعب وضحك على الذقون وقررت الرجوع وكما تعلم نحن على حدود إقليم «أوجادين».

■ قبل أن أسألك عن كيفية الرجوع.. هل أخبرت عبدالعزيز المقرن وزميلك اليمنى بأنك عازم على الرجوع؟

- نعم.. أخبرت «المقرن» بأننى سوف أعود إلى اليمن وكذلك أخبرت أحمد الخضر البيضانى، وهو اليمنى الذى جاء بعدى إلى الصومال بعدة أيام.

■ كيف كانت العودة من الصومال، خاصة أنك اختلفت مع قادة الاتحاد الإسلامى.. واكتشفت خداعهم؟

- خرجت عن طريق الصومال إلى مدينة «بولحاق» و«مانديرا»، وبولحاق هى آخر مدينة على الحدود الصومالية الكينية، ومانديرا مدينة كينية وأخذت الطائرة إلى نيروبى، وخلال ٤٨ ساعة فى نيروبى جهزت نفسى إلى السفر.

■ هل حاولوا إثناءك قبل السفر؟

- جاءنى من يقول «استر ما واجهت».. أى لا تتكلم عن الذى عرفته.. فقلت لهم «أستر» نعم، أما «أكذب» فلا وفاجأتهم قبل رحيلى بأننى أعرف اللغة الصومالية تحدثاً وكتابة بلهجتيها، وقرأت لهم «استيكر» كان ملصوقاً على الحائط وكان وقع ذلك عليهم بأن «ذهلوا» ورأيت ذلك بنفسى وساعتها اكتشفوا أننى أتقن اللغة الصومالية.

■ عندما حدثت المواجهات بينكم وبين قادة الاتحاد الإسلامى هل كنت قلقاً من أنهم قد يحاولون قتلك لأنك كشفتهم؟

- نعم، كنت قلقاً من أنهم قد يحاولون قتلى ولكن كنت أتعامل معهم بحكمة، بحيث لا أشعرهم بأى توتر وكنت أطبق المثل القائل ليس الغبى بسيد فى قومه، ولكن سيد القوم هو متغابٍ حتى أسلم منهم.

■ ماذا كان تعليقهم على قراءة الملصق المكتوب باللغة الصومالية؟!

- جاء إلىّ القادة الموجودون فى كينيا وسألونى: هل تقرأ الصومالية.. قلت أقرؤها بلهجتيها، لأن أبى من مواليد الصومال، وجدتى لأبى صومالية من أصل عربى.

■ هل واجهت أى مصاعب فى نيروبى؟

- لا.. وسافرت إلى صنعاء مباشرة.

■ هل سافرت بأوراق رسمية؟

- نعم.. لأننى عندما دخلت الصومال جئت عبر نيروبى وبالتالى الخروج منها كان سهلا، خاصة أن أوراقى سليمة وغير مزورة.

■ عدت إلى اليمن.. ماذا فعلت؟

- التقيت ببعض الإخوة هنا فى صنعاء وكانت لقاءات طبيعية، ومن ضمن الذين التقيتهم حسام بن عتش الذى توفى فى أفغانستان بعد ذلك وكنا أصدقاء وأيضاً من منطقة واحدة فى محافظة «شبوة».

■ هل قمت بأى أنشطة جهادية فى المدة التى مكثتها فى اليمن بعد رجوعك إلى الصومال؟

- لا.

■ إذن ماذا فعلت؟

- مكثت فترة بسيطة فى اليمن ثم توجهت إلى طاجيكستان فوراً وكنت أسافر بمفردى وليس فى مجموعات حتى لا أورط أحداً معى أو كما يقولون «لحالى».

■ على أى طيران سافرت؟

- سافرت على الخطوط الخليجية على الدرجة الأولى، ومن يرنى يقل إن هذا الولد لا علاقة له بعالم الجهاد أو أى شىء، فكنت أتكلم مع المضيفات بأريحية ونضحك معاً، ومن الضرورى أن أفعل ذلك؟

■ لماذا فعلت ذلك؟

- لأن معظم شباب الجهاد شباب منغلق وأذكر فى إحدى المرات كان معى شاب فى تركيا من شباب المجاهدين وهو شاب يمنى بدوى من الحجاز وكنا نطلق عليه باللغة الفارسية «كوتشى» أى بدوى وكانت كنيته «طه» وأناديه بـ«طه الكوتشى».. وكنت دائماً أطلب منه أن يجلس فى الفندق وأنا أنزل أشترى العشاء والمواد اللازمة للإعاشة وكنت أقول له لا تخرج.

■ لماذا؟

- لأنه فى يوم من الأيام خرج ليتمشى على كورنيش البسفور فى إسطنبول ووجد فتى وفتاة فى حالة حب متعانقين فما كان منه إلا أن أطبق على رقبته يريد أن يدرأ المنكر وأخذت أتأسف للرجل حتى لا تأتى الشرطة.

■ ووصلنا إلى الفندق وسألته: لماذا فعلت ذلك؟

- قال: هذا منكر، قلت له: أين درست الدين؟

■ هل هذا الموقف هو الذى جعلك لا تسافر إلّا منفرداً؟

- نعم.. وما حدث منكر أو غير منكر فأنا ذاهب إلى مسألة أكبر.. ووصلت إلى طاجيكستان عبر باكستان.

■ هل كان السفر عادياً دون مفاجآت؟

- نعم.. كان سفراً عادياً حيث حصلت على تأشيرة من السفارة الباكستانية فى صنعاء.

■ ولكن جواز سفرك به تأشيرات كينيا والبوسنة وغيرهما من الدول التى سافرت إليها؟

- فى كل مرة أسافر فيها يكون جواز السفر جديداً ليس به أى تأشيرات فنقوم بتمزيق الجواز القديم حتى لا يروا التأشيرات السابقة وتشكل لنا أى إعاقة لأن الأختام تفضحك، خاصة أن العربى الذى يسافر إلى باكستان يشكون فيه فهو إما ذاهب إلى «الإرهاب» أو «المخدرات»، المهم سافرت ووصلت إلى «كراتشى»، واسترحت يوماً ثم توجهت إلى مدينة «بيشاور».

■ من الذى يقوم بدفع كل هذه المصروفات؟

- نموّل بعضنا البعض وإذا تحدثت فى التليفون مثلاً إلى أى شخص فى السعودية وأقول له «جهّزنى» ففوراً يتم إرسال من ألفين إلى ٣ آلاف دولار كمصاريف.

■ إذن كان هناك جهاز للإمداد؟!

- لا.. لم يكن هناك جهاز للإمداد، ولكن الدعم كان مفتوحاً فى السعودية وقت الشيشان والغزو السوفيتى والبوسنة وغيرها، فمثلاً نذهب إلى مدرس ثانوى وهم رواتبهم «حلوة» وتقول له يا أخى معنا مجاهد ونجهزه كغاز.. فقد غزا.. وفى التو واللحظة يقومون بتجهيزك.

■ من قام بتجهيزك فى أول مرة؟

- من قام بتجهيزى فى أول مرة امرأة وكان كل طلبها أن أدعو لها بالزواج.. قلت «أتزوجك وأتزوج أهلك كمان وأرسلت لى ٢٠٠٠ دولار ثم نفد المبلغ فقامت بتحويل ألفى دولار أخرى».

■ هل الموضوع بهذه السهولة؟

- نعم.. سهل جداً لأن المسألة عندهم مسألة «آخرة» وهذه حساباتهم.

■ ماذا فعلت عند وصولك إلى «بيشاور» فى باكستان؟

- نزلت فى فندق بيشاور اسمه «جرين أوتيل» وجاءنى الشباب بعد أن اتصلت بهم وقلت لهم أنا موجود فى الفندق وأخذونى إلى «مضيفة» وأود أن أقول لك إن المجاهدين لديهم أماكن استضافة سرية يستقبلون فيها الشباب ويعددونهم ويرسولنهم إلى جبهة القتال.

■ ما المدة التى مكثتها فى بيشاور؟

- أسبوع.

■ وبعد ذلك؟

- تم ترتيب السفر عبر هؤلاء الشباب وجاءوا إلى بمهرب تونسى يعيش على الحدود الباكستانية ومتخصص فقط فى تهريب المجاهدين.

■ هل يقوم بتهريبهم بمقابل مادى؟

- بالتأكيد، يقوم بالتهريب بمقابل مادى، وأخذنى الرجل فى رحلة أنا أطلق عليها رحلة «السندباد»، حيث مشيت فى وديان وجبال، لدرجة أننى أصبت بالتسلخات من كثرة المشى، وعندما وصلنا إلى قمة أحد الجبال قال لى المهرب: يا أخ «أبوجندل» أنت الآن لا فى باكستان ولا أفغانستان.. أنت الآن على الحدود وبدأنا فى النزول ويحكى لى عن هذه الأماكن وما دار فيها، خاصة أن هناك جماعة ظهرت بعد انتهاء الجهاد الأفغانى كان اسمها «جماعة الخلافة».. وهم عملياً انتهوا، وهم جماعة «ملوّشين» أى لا يدرون من أمرهم شيئاً وهم تيار فكرى معين.

■ أضرب لنا مثلاً؟

- ذات مرة وجدت أحدهم يستحم عشر مرات فى اليوم وكنت أقول لنفسى ربما يكون لديه مرض جلدى أو حساسية وكان ذلك فى مدينة «جلال أباد» وأفاجأ بالرجل يأتى إلىّ ويقول: ادع لى بالهداية، فكنت أرد عليه، وأقول له ربنا يهديك.

وأنا أدعو له بحسن نية فأنا أدعو للكل ثم سألته: لماذا؟ قال: يا أخى أنا كفرت بالله.. وعرفت بعد ذلك ماذا يفعل.. فالرجل يقوم بتكفير نفسه ثم يستحم وينطق الشهادتين ويدخل فى الإسلام ويكرر ذلك كل ساعتين.

■ لماذا يفعل ذلك؟

- هذا هو فكرهم.

■ نعود إلى طريق السفر من بيشاور إلى أفغانستان؟

- وصلت إلى مدينة جلال أباد ووصل بعض الإخوة العرب الذين كانوا فى انتظارى بعد أن اتصل بهم المهرب التونسى، وقال لهم: صاحبكم موجود وجاءوا وتسلمونى وذهبت معهم.

■ ماذا فعلت بعد ذلك؟

- بعدها بأسبوع بدأنا فى التوجه إلى «كابول».. وكل ذلك ولم تكن حركة طالبان قد ظهرت، وكان وقت وجود الأحزاب الأفغانية ووصلنا إلى كابول.

■ كم مكثت فى كابول؟

- شهراً.

■ وبعد ذلك؟

- توجهنا إلى الحدود الطاجيكية وسألت: كيف يا جماعة حزب إسلامى به شيوعيون، المهم كان كل همنا هو القتال فى سبيل الله والشهادة حتى لو كانت برجل حمار أى إذا رفسك حمار ومت فأنت شهيد، وكان وقتها عمرنا صغيراً ٢٤ سنة تقريباً والتجارب قليلة.. المهم وصلنا إلى المكان، وبدأت مرحلة أخرى من حياتى.

■ إلى من انضممتم فى طاجيكستان؟

- كنا نحارب إلى جانب حزب النهضة الإسلامى الطاجيكى وهو حزب شبه محظور هناك ضد السوفيت.

■ هل حاربتم إلى جوارهم؟

- لا..

طالع المزيد
أسامة بن لادن.. «الأب الروحى»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer