تحولت ساحة سول في العاصمة الإسبانية إلى مسرح تظاهرات لجاليات مغربية وسورية، رفع المشاركون فيها شعارات تطالب بإسقاط النظام، وتطبيق إصلاحات ديمقراطية. وهتف المتظاهرون باللغتين العربية والأمازيغية مطالبين بحلّ البرلمان وبتعديل الدستور المغربي وتغيير نظام بشار الأسد.
مدريد: شهدت اليوم العاصمة الإسبانية مدريد مظاهرات ووقفات إحتجاجية عربية نظمها أبناء الجاليتين المغربية والسورية للمطالبة بإسقاط الفساد والنظام وبإصلاحات ديمقراطية عاجلة، حيث شارك المئات من أبناء الجالية المغربية في مظاهرة إحتجاجية في ساحة" سول" في وسط العاصمة مدريد، رفعوا فيها شعارات كتب عليها "نطالب بإسقاط الفساد في المغرب"، و"بكفينا من الحقرة والرشوة". كما طغى على هذا التجمع الطابع السياسي المتضمن مطالب حلّ البرلمان وتعديل الدستور المغربي وإعلان الأمازيغية لغة رسمية.
ليس بعيدًا عن ساحة "سول"، تجمع العشرات من أبناء الجالية السورية والعربية أمام مقر السفارة السورية القريبة من معبر" البرادو"، حاملين شعارات كتب عليها "ليسقط نظام الأسد، لا للديكتاتورية...كلنا مع درعا" إلى غير ذلك من الشعارات المنددة بالعنف الذي يواجهه إخوانهم في سوريا، كما طالب المتظاهرون بإستقالة السفير السوري.
وتحولت ساحة "سول" في قلب العاصمة مدريد إلى مسرح إحتجاج تجمع فيه العشرات من المهاجرين المغاربة، صباح اليوم، حاملين شعارات كتب عليها "ليسقط نظام المخزن ونظام الفساد، كلنا مغاربة ولنا الحق في مغرب اليوم"، كما أعرب المتظاهرون عن دعمهم المسيرات التي انطلقت في العديد من المدن المغربية، حاملين صور لضحايا مسيرات حركة 20 فبراير، ومطالبين بإطلاق صراح السجناء.
طغى على هذا التجمع الذي نظمته مختلف فئات المجتمع المدني المغربي في إسبانيا مطالب سياسية، تمخضت عنها الدعوة إلى حلّ البرلمان، والمطالبة بتعديل الدستور المغربي. كما صاح المتظاهرون بشعارات باللغتين العربية والأمازيغية، طالبوا فيها بالدمقراطية وإنهاء حلقة الفساد في المغرب، ودعوا إلى حلّ الحكومة وإجراء إنتخابات حرة ومستقلة، وإنشاء "هيئة تأسيسية شعبية" لصياغة دستور جديد للمملكة، يمثل الإرادة الشعبية، وإقرار اللغة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد، وكذا ضمان سبل العيش الكريم لكل المواطنين.
وفي تصريحات خاصة لـ "إيلاف"، أجمع معظم المتظاهرين على مطلبين أساسيين، الاول يتعلق بتعديل الدستور، والثاني إنهاء الفساد، الذي يعيشه أبناء المغرب في الداخل والخارج.
وقال لنا مصطفى مهاجر مغربي مشارك في التجمع إنه موجود هنا في ساحة "سول" للتضامن مع إخوانه في المغرب والمطالبة بتعديل الدستور وتغيير الحكومة. واضاف قائلاً "رغم أنني على يقين بأن حركة التغيير تحتاج وقتًا وتنظيمًا، ولا أريدها عشوائية، لكننا سئمنا من الظلم والتعسف البوليسي، الذي نعيشه في المغرب، وكجالية في إسبانيا نطالب بحريات أكثر، وتعديل الدستور، ومحاكمة كل المتورطين في العنف ضد الأبرياء الذين خرجوا في مظاهرات سلمية يوم 20 فبراير..فالشعب المغربي سئم حكامًا جبناء، ولسنا ضد الملك محمد السادس".
من جهتها قالت لـ "إيلاف" المغربية فوزية "نريد ديمقراطية وإحترام الحقوق الفردية للمغاربة وفق دستور لكل المغاربة، كما نطالب بحلّ البرلمان، وإستخلافه ببرلمان حر ونزيه لخدمة الشعب. تقول هذه المتظاهرة إن الشعب المغربي وأبناءه في المهجر يريد إسقاط النظام لإصلاح البلاد ووحدتها لا غير، وليس لزرع البلبلة، ولهذا قالت أشارك في هذه الوقفة.
وأكد لنا منظم المظاهرة عبد الحميد غومبوعضو جمعية فضاء التضامن "أن هذه الوقفة الإحتجاجية والتضامنية ليست وقفة للمهاجرين الأمازيغ المقيمين في إسبانيا، بل هي وقفة لكل المهاجرين المغاربة في مدريد، نظمتها جمعيات وإطارات جمعوية ونقابية مغربية، ولا تحمل أي لون سياسي معين أو أي إيديولوجية... بل لونها الوحيد هو لون المغرب، ويقول محدثنا إنه خرج لمساندة إخوانه في المغرب وحركة 20 فبراير التي تطالب بالعدالة والكرامة لكل المغاربة، وقال ليس لنا توجه أمازيغي، بل نطالب بدسترة اللغة الامازيغية، وكأمازيغ نطالب بهذا الحق، وهو ضمن مطالب حركة 20 فبراير.
أما عبد السلام البخاري عضو جمعية "شباب المغرب الحامل للشهدات" فيقول لنا إنه كشاب مغربي حامل شهادة عليا يعاني التهميش والبطالة، وعلى الحكومة المغربية أن تجد حلولاً عاجلة لشبابها المثقف الذي يحمل شهادات عليا، ويعاني قساوة البطالة في الخارج والداخل. ويوضح لـ "إيلاف" أن المحنة التي يعيشها الشعب المغربي إستدعت الخروج إلى الشارع للمطالبة بحركة إسقاط الفساد والرشوة وتوسيع الحريات والدمقراطية من إصلاحات عامة، ويرى كباقي ابناء وطنه أن النظام الحالي في المغرب عاجز عن فكّ ازمات الشعب وإيجاد حلول واقعية.
ليس بعيدًا عن ساحة "سول"، توجّهنا إلى مقر السفارة السورية في العاصمة مدريد، حيث إحتشد العشرات من أبناء الجالية السورية، رافعين شعارات كتب عليها "ليسقط نظام الأسد، ليسقط الدكتاتور الذي أباد شعبه"، وردد المتظاهرون أمام باب السفارة شعارات طالبوا فيها سفير بلدهم بالإستقالة، والإنضمام إلى حركة الشارع السوري، كما عبّروا عن تضامنهم مع إخوانهم في سوريا.
وقال مهند أحد المشاركين في هذا التجمع الشعبي إن النظام السوري لا يمكنه اليوم إخفاء جرائمه أمام العالم، وأدان محدثنا بالعنف والمجازر التي واجهت بها قوات الأمن السورية المتظاهرين الذين خرجوا سلميًا للمطالبة بإصلاحات، وقال "كجالية سورية مقيمة في مدريد، نرضخ اليوم لمطلب الشارع السوري بإسقاط نظام بشار الأسد، الذي نعتبره نظامًا طاغيًا، ولا أساس له من الشرعية، بعد سقوط مئات الضحايا". وأضاف قائلاً إن حال النظام السوري كحال نظام القذافي المستبد منذ منذ 40 سنة، وهو يقمع ويبيد شعبه. كما نطالب من سفير سوريا أن يستقيل، وينضم إلى حركة الثورة السورية، كما فعل نواب في البرلمان السوري نصرة للشعب.
من جهته، قال محمد غدام العقاد أحد المتظاهرين السوريين إن الجالية السورية تطالب بإقالة الحكومة وحلّ البرلمان، وعبّر عن رفضه، كأي سوري، إصلاحات شكلية، هدفها إخماد غليان الشارع السوري وإخماد ناره. وقال "اليوم نحن موجودون أمام السفارة السورية للمطالبة بإستقالة السفير، وإسماع صوتنا في العالم، كما يفعل إخواننا عبر مختلف العواصم الاوروبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات