الأقسام الرئيسية

الخطر الحقيقى على الثورة..!

. . ليست هناك تعليقات:


بقلم مجدى الجلاد ٣/ ٤/ ٢٠١١

من الإسكندرية إلى أسوان.. ثمة سؤال واحد يطرح نفسه على الجميع: هل تواجه الثورة خطراً حقيقياً؟!.. الخطر إحساس والخوف شعور.. وسواء كنت مع مظاهرة «الجمعة» الماضية لإنقاذ الثورة أو كنت لا تراها ضرورية، فأنت - قطعاً - يسكنك قلق ما من المستقبل.. وإذا كان الخوف يسكن كل النفوس، فإن التحرك لإنقاذ البلد يبدأ من الإجابة عن سؤال مختلف: أين يكمن الخطر الحقيقى؟!

الإجابة بحاجة إلى تحليل يستند إلى الشفافية ومصارحة الذات.. فالواقع الراهن يؤكد أن مصر لم تكن مستعدة سياسياً لهذه الثورة.. وقبل أن تتعجب.. دعنا نفسر الأمر.. فالتحولات الكبرى فى أوضاع الشعوب لابد أن ترتكز على نخبة مهيأة لقيادة التحول دون هزات أو فوضى أو فقدان الاتجاه.. الشعب هنا يلعب دور التفجير الثورى والضغط الجماعى لحماية التغيير، ولكنه لا يحدد معالم الطريق.. الشعب دائماً هو الطوفان الهادر الذى يتحرك بقوة، فيكتسح الفساد ويزيل العقبات، ولكنه وهو فى غمرة هذا الفعل العظيم قد يفقد الرؤية الواضحة، لأنه بحاجة إلى من يحدد له الطريق، فلا تهدر طاقته، ولا يهدم الطوفان أعمدة الدولة مع جدران الاستبداد والقمع والفساد.

أى ثورة بحاجة إلى جهاز لتنظيم الحركة.. ومصر تفتقد هذا الجهاز.. والسبب أن الكيانات والقوى السياسية التى تلعب الآن هى من مخلفات النظام السابق.. أو هى موروث مشوه لنظام سياسى فاشل.. أو هى مولود قسرى من رحم عفن.. فكيف لها أن تقود حركة ثورية طازجة وشديدة النقاء؟!.. أين هى النخبة السياسية والفكرية القادرة على صياغة مطالب الثوار فى سياق حضارى يرتفع فوق المصالح الشخصية والأهواء السياسية والصفقات المشبوهة؟!

شخصياً.. لا أخشى من اصطدام الثورة بالقوات المسلحة، رغم أننى ممن يؤمنون بأن حركة «المؤسسة العسكرية» أبطأ من مقتضيات المرحلة الراهنة.. ولكننى أخشى على مصر والثورة من غياب القيادة وعجز النخبة وفقر الرموز أكثر من بطء الحركة.. كما أننى لا أخشى «الثورة المضادة»، لأن ثقتى فى الشعب الذى أسقط أقوى نظام حاكم فى المنطقة يوم ٢٨ يناير أكبر من خوفى من فلول النظام.. وفى ظل المشهد الراهن، أرى أن تركيز الجهد فى البحث عن نخبة جديدة هو الأولى، وهو الضمان الحقيقى لنجاح الثورة.

كيف أطمئن أنا وأنت على مصر بينما الأحزاب السياسية القائمة أضعف من صبى صغير يهز الدنيا بلافتة فى «ميدان التحرير»؟.. كيف نطمئن على مستقبلنا السياسى، بينما الصراعات والمعارك على المصالح الشخصية والمقاعد تمزق الأحزاب الكسيحة.. كيف سنخرج إلى صناديق الاقتراع فى سبتمبر المقبل وأحزابنا لا تقوى على ترويج نفسها فى مقارها الرئيسية.. وكيف نطمئن بينما التيار الإسلامى يؤمن بأن الثورة أتاحت له فرصة تاريخية للانقضاض على السلطة.. وكيف نتحرك إلى المستقبل فى حين يحاول البعض جرنا إلى الوراء، وكأن «الثورة» التى دفعنا ثمنها من دماء شهدائنا فريسة يسعى كل طرف لالتهام كبدها..؟

هذا هو الخطر الحقيقى على الثورة.. الخطر يكمن فى أن الشعب سبق السياسيين والنخبة بمليون فدان.. فكيف لـ«ثورة لامست السحاب» أن تقودها كيانات اعتادت العيش فى الجحور.. إذن فما العمل؟!.. دعونا نفكر سوياً.. وللحديث بقية..!

melgalad@almasry-alyoum.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer