الأقسام الرئيسية

موازنة حكومة الثورة

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: عماد الغزالي

emad-el-ghazaly-2010

11 ابريل 2011 09:33:54 ص بتوقيت القاهرة

خلال هذا الأسبوع، تضع الحكومة الملامح العامة للموازنة الجديدة، وهى مناسبة جيدة لاكتشاف رؤيتها للمستقبل، خصوصا أن وزراءها كما جاء على لسان بعضهم، يتعاملون مع الأمر باعتبارهم حكومة دائمة لا حكومة تسيير أعمال، فما الذى نتوقعه أو نتمناه فى الموازنة الجديدة؟

أن يتضاعف المخصص فيها للتعليم والصحة، بطريقة تعكس أولويات المرحلة الجديدة، ونحن نعرف أن الإنفاق على الأمن (أمن النظام) والإعلام (إعلام النظام) استحوذا لسنوات طويلة على أغلب الموارد، وجاوز الإنفاق عليهما عشرة أضعاف ما ينفق على التعليم والصحة معا، فضلا عن مليارات مهدورة أخفتها أصابع يوسف غالى الشيطانية، بطريقة، جعلت محاولة فهم الميزانية أشبه بتفسير معادلة كيميائية معقدة، عجز عن فك شفراتها متخصصون عتاة، مما يلزم أن تكون بنود الموازنة الجديدة واضحة وشفافة، كى يعرف الناس على وجه التفصيل، من أين تأتى موارد الدولة، وفى أى الوجوه تنفق؟.

الموازنة الأولى لحكومة الثورة، تواجه تحديات فرضها الظرف الدقيق الذى تمر به البلاد، منها رفع الحد الأدنى لأجور العاملين بالدولة، وصرف إعانة بطالة عاجلة فى حدود 300 جنيه لنحو خمسة ملايين عاطل، بما يعنى توفير ما بين 20 و25 مليار جنيه لهذين البندين، اللذين لايجوز تأجيلهما كى لا تنقلب الثورة ــ لاقدر الله ــ إلى انتفاضة جياع تأكل فى طريقها الأخضر واليابس، وأتمنى أن يعود رئيس الحكومة الدكتور عصام شرف ووزير ماليته الدكتور سمير رضوان، إلى ما كتبه الأستاذان أحمد السيد النجار وحسن هيكل فى الموضوع، فقد قدما رؤية متكاملة للكيفية التى يمكن بها رفع الحد الأدنى للأجور وصرف إعانة البطالة، من دون تحميل موازنة الدولة أعباء إضافية، بالاعتماد فقط على حسن توزيع الموارد، وتعديل البنود المجحفة لأسعار بيع الغاز المصرى، وتقليص مخصصات رئاسة الجمهورية والإنفاق الحكومى الباذخ.

أتمنى أن أرى فى الموازنة الجديدة اهتماما بالقطاع الزراعى، الذى أٌهمل لفترة طويلة، حتى صرنا نستورد معظم احتياجاتنا من الغذاء، وأن نبدأ فورا فى تخصيص مساحات كبيرة لزراعة القمح، وأن نعاود الاهتمام بزراعة القطن، ونعيد النظر فى سياسات التركيب المحصولى، فنشجع الفلاح على زراعة هذه النوعية من المحاصيل ذات الطبيعة الاستراتيجية.

أتمنى أن تمتلك الحكومة من الشجاعة ما يجعلها تقلص دعم الغاز والبنزين إلى أدنى حد، فهذا البند يبتلع النسبة الأكبر من المبالغ المخصصة للدعم، وقد كان معظمه يذهب إلى مصانع عز ورفاقه، يديرون به آلاتهم، كى يطحنوا باحتكاراتهم عظام الناس ويزيدونهم فقرا وبؤسا.

أتمنى أن تعكس بنود الموازنة الجديدة انحيازا «حقيقيا» للطبقات الدنيا، فى السكن والتعليم والصحة والعمل.

أعرف أن آمالنا لن تتحقق بين يوم وليلة، وأن ثمار ثورتنا العظيمة لن نجنيها قبل عدة أعوام،لكننى أعرف أيضا، أن أعظم الأشياء تولد احتمالا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer