الأقسام الرئيسية

صوملة مصر

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: عماد الدين حسين

emad eldin hussein new

11 ابريل 2011 09:29:57 ص بتوقيت القاهرة

من بين المروجين والدافعين إلى صدام بين الشعب وقواته المسلحة الكثير من الأبرياء وذوى النوايا السيئة.. ولكن هناك بينهم أيضا الحالمين بعودة الأمور إلى ما قبل 25 يناير.

الكلمات التالية ليست موجهة للفريق الثانى الذى يخشى من يوم الحساب من الشعب، لكنها موجهة بالأساس إلى الفريق الأول.

لن أتلو درسا من الوعظ والكلام الإنشائى، لكن أناشد كل شخص يعتقد أن مشكلته الجوهرية مع الجيش أن يتذكر أولا: أن الجيش حسم أمره منذ اليوم الأول لنزوله إلى الشارع مساء الجمعة 28 يناير وانحاز إلى الشعب، وكان يمكنه أن يماطل أو يكون محايدا أو ينحاز إلى الرئيس المخلوع، مثلما فعل وتفعل جيوش عربية كثيرة لم تحسم أمرها لمصلحة شعوبها حتى هذه اللحظة.

ثانيا: هل فكر هؤلاء المطالبون بالصدام فى النهايات المتوقعة لهذا السيناريو الكابوسى؟.

سنحاول أن نذكر هؤلاء الأبرياء بالنماذج التى اختفى فيها الجيش فاختفت الدولة تقريبا.

ولسوء الحظ لدينا ثلاثة نماذج قريبة منا: النموذج الصومالى منذ سقوط محمد سياد برى بداية التسعينيات، والنموذج اللبنانى منذ تفجر الحرب الأهلية عام 1975 وحتى سنوات قليلة مضت، ثم النموذج العراقى منذ العدوان والغزو الأمريكى عام 2003 وحتى الآن.

فى لبنان والعراق صارت الطائفية هى الأساس وانقسم البلدان للأسف مذهبيا، انحل الجيش فى العراق وتم إضعافه فى لبنان فتضخم دور الميليشيات، ويحتاج البلدان إلى عشرات السنوات حتى يعودا بلدين عاديين.

فى النموذج الصومالى الصورة أكثر سوءا.. كل شارع أو منطقة تحتاج إلى فتوة أو عصابة لحمايتها من هجمات البلطجية والميليشيات الأخرى.

هل نريد إضعاف الجيش حتى نرى ميليشيات وفتوات يحكمون كل حى أو منطقة فى مصر ويتم تقسيم البلد ليعود صورة من حرافيش نجيب محفوظ مثلا أو عصر المماليك؟!.

هل تصبح الجيزة مثلا تحت حماية محمد أبوالعينين والدقى تحت حماية إبراهيم كامل والمنوفية تحت حماية أحمد عز، وشرق القاهرة تحت حماية أسرة مبارك؟!.

يعلم الكثيرون أنه قبل بدء العودة التدريجية للأمن وتشديد القوات المسلحة للعقوبات بحق البلطجية شهدنا عصابات منظمة تقوم بإجبار السكان خصوصا فى المحافظات على دفع إتاوات وإلا تعرضوا للنهب وربما القتل!.

لو اختفى الأمن، ويئس الجيش أو ضعف فسوف نشهد أياما سوداء ووقتها قد نترحم فعلا على أيام حسنى مبارك وعصابته.. والسؤال: من سوف يستفيد من ذلك؟!.

وحتى لا يتم اتهامى بالرومانسية أو الانحياز للمجلس العسكرى ظالما أو مظلوما أسأل.. ما المانع أن نختلف مع المجلس الأعلى وننتقده ونتظاهر ضده ونعتصم ونفعل كل شىء دون أن يقود ذلك إلى الصدام مع الجيش، ودون أن يؤدى ذلك إلى ضياع وغياب الرؤية وعدم التفريق بين الأهداف الاستراتيجية الكبرى والأهداف التكتيكية المتغيرة والصغيرة.

استمرار التلاحم بين الشعب والجيش هدف استراتيجى، والخلاف مع المجلس العسكرى أمر وارد وانتقاده ليس جريمة، لكن الذين يدفعون فى اتجاه الصدام بين الجيش والشعب ينفذون أجندة أعداء الثورة. تلك هى النتيجة ولا نتيجة غيرها.. حتى لو كانوا لا يقصدون ذلك.

الانتحار ليس بطولة.. وأخيرا نسأل كل من يعتقد أن خصمه هو الجيش: ما قيمة تضحياتكم وشجاعتكم وأخلاقكم إذا كانت النتيجة هى خدمة مخططات عصابة حسنى مبارك؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer