بقلم أحمد الصاوى ٤/ ٤/ ٢٠١١
لن تعرف تفاصيل ما جرى فى استاد القاهرة، مساء أمس الأول، قبل أن تعرف تفاصيل ما جرى فى ميدان التحرير فى الأربعاء الدامى، لن تنجح فى الوصول إلى المحرك الرئيسى لموقعة «الجلابية» التى اقتحم فيها «مشجعون» يقودهم شخص يرتدى الجلباب ملعب استاد القاهرة، قبل أن تعرف بوضوح من الذين وقفوا خلف عملية اقتحام ميدان التحرير فى موقعة «الجمل». هذه تؤدى لتلك لو تعرف، فكما ثارت فى الأولى أسئلة حول التحريض والحشد، ودفع عناصر للدخول وسط الثوار المعتصمين فى ميدان التحرير، ومن فتح لهم الطرق والمنافذ المؤدية للميدان، من مول تحركهم الجماعى، فهناك أسئلة أخرى على ما حدث أمس الأول، سواء فى شكل التواجد الأمنى، أو فى البوابات التى جرى فتحها فجأة وفى توقيت يبدو محدداً، سمح للجماهير بتجاوز الأسوار واكتساح الملعب كطوفان. لاحظ كذلك أنه كما تعطلت الكاميرا الرئيسية للتليفزيون المصرى فى موقعة الجمل لمدة ٩٠ دقيقة - حسب تأكيد الإعلامى عبد اللطيف المناوى نفسه - حتى لا تنقل طبيعة المجازر التى حدثت فى الميدان، تحركت الجماهير التى اكتسحت الملعب مستهدفة فى البدء الكاميرات والصحفيين فى تحرك لا تستطيع أن تدعى أنه عفوى أو تلقائى، لكن الأرجح أنه مخطط ومنظم وموجه لتحقيق أهداف محددة. كذلك قارن بين خطاب إعلامى فى ظل موقعة الجمل، كان يقول إن اشتباكات جرت بين مؤيدين ومعارضين فى الميدان، ويكيل على المعارضين الاتهامات من كل حدب وصوب، وبين خطاب إعلامى فى بعض «القنوات الخاصة» التى يملكها رجال أعمال معروفون بولائهم للحزب الوطنى وعضويتهم فيه، كان يحاول أن يصدر للمشاهد إحساساً بأن هؤلاء الذين اكتسحوا الملعب واعتدوا على الحكم واللاعبين وخربوا الاستاد ومقدراته هم شباب الثورة. أدعوك لأن تعود إلى «يوتيوب» أو «فيس بوك»، لتشاهد، على سبيل المثال، فيديو من المباراة منقولاً عن قناة «مودرن سبورت» يبدو فيه صوت هامس لمخرج يوجه مذيع المباراة ويقول له: «مش همه دول شباب الثورة يا أيمن قول بقين بقى» ولم يكذب المذيع خبراً وانهال بعد ثوان على شباب الثورة هجوماً بقصد توجيه رسالة محددة للمشاهدين بأن هؤلاء «الهمج» هم شباب الثورة. ومثلما كان لموقعة الميدان رمز هو ذلك الشخص الذى يركب الجمل ويعتدى على المتظاهرين ويحاول الإفلات منهم بعد فشل مهمته، كان فى الاستاد شخص يرتدى «الجلابية» ويتحرك فى اتجاهات منتظمة كأنه قائد هذه المجموعات، ويظهر فى بعض الصور الصحفية وهو يتحدث فى هاتفه المحمول من داخل الملعب، فإذا لم يكن يتلقى توجيهاً إضافياً، أو يؤدى «تمام» أمام من يحرك كل هذه المهزلة، فهل تعتقد أنه مشجع متحمس تحرك بعشوائية غاضباً من خروج فريقه من المنافسة، فنزل الملعب وتشاجر واشتبك، ثم سمع تليفونه يرن فتوقف ليعرف من الهاتف الداعى؟! تلك ليست نظرية مؤامرة، ولا مبالغة، والربط بين الميدان والملعب واضح، لأن الجمل والجلابية خرجا من منطقة تفكير وولاء ومصالح واحدة، مازالت تعربد فى البلد بلا رادع عبر ممثلين لها فى كل مؤسسة وكل شاشة وكل صحيفة وكل فريق كرة، لذلك فأنا أطالب بضم تحقيقات الملعب لتحقيقات موقعة الجمل، وعندما يسقط الفاعل فى واحدة سنعرف بالضرورة الفاعل فى الثانية..! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات