آخر تحديث: الخميس 21 ابريل 2011 4:31 م بتوقيت القاهرة
هل عادت السياسية إلى الجامعات المصرية؟.. تساؤل فرض نفسه الفترة الماضية بعد ثورة 25 يناير، فقد شهدت العديد من الجامعات موجة من المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات المطالبة بتغيرر قيادات الجامعة، وإعادة انتخاب اتحاد الطلاب، إلى جانب ضرورة انتخاب رؤساء الجامعات وعمداء ووكلاء الكليات.
فقد استطاعت الثورة إحداث تغيير ملموس داخل المجتمع الجامعي، بالقدر الذي دفعت العديد من المراقبين بل والطلاب إلى القول بعودة السياسة مرة أخرى إلى الحرم الجامعي، خاصة مع كسر القيود التي كانت مفروضة على الأنشطة داخل الجامعة، وهو ما يوضحه تسابق الجامعات المصرية لاستضافة شخصيات كانت فيما مضى من المحرمات، مثل: عصام العريان، وعبد الرحمن يوسف، وبلال فضل، وأبو إسحاق الحويني، وفهمي هويدي.
"الشروق".. استطلعت آراء عدد من المراقبين والسياسيين والطلاب حول مستقبل الأنشطة السياسية داخل الجامعات في المرحلة المقبلة..
في البداية، أكد الدكتور عبد الحي عبيد، رئيس جامعة حلوان الأسبق، أن السياسة لم تكن ممنوعة في الجامعة قبل الثورة، مدللا على ذلك بقوله: "كنا نتحدث عن موضوعات سياسية، ومنها العلاقات المصرية الخارجية"، مشيرا إلى أن الممنوع داخل الجامعة كان النشاط الحزبي، ويرى ضرورة استمرار هذا الحظر، وإلا "سنجد الجامعة تحولت إلى أكشاك (بحسب وصفه)، كشك لحزب الوفد مثلاً، وآخر للإخوان، وثالث للوطني، وغيرها من الأحزاب، وسينضم بعض الطلاب والأساتذة والعمال إلى حزب، والبعض إلى حزب آخر، وسندخل في خلافات حزبية.
من ناحيته، عبر الدكتور عصام العريان المسئول عن المكتب السياسي بجماعة الإخوان المسلمين، عن سعادته بعودة ممارسة الحياة السياسية إلى الحرم الجامعي، وقال: "أهلا بعودة السياسة لجامعات مصر"، وأضاف، "النظام السابق حاول أن يمنع ممارسة السياسة في جامعات مصر، ولكن الله أوجد الفيس بوك، فتلاقي الشباب ونشروا أفكارهم من خلاله"، وطالب بضرورة مشاركة في الحياة السياسية داخل الجامعة.
أما الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، قال: "إن ممارسة الحياة السياسية داخل الجامعة تكسب الطالب فهما خاصا بالواقع المحيط به، وتعمل على تكوين قادة سياسيين في المجتمع"، مضيفا، "قبل الثورة كان النظام السابق يمنع الحديث في السياسة بأي شكل من الأشكال، سواء حديث عن موضوعات تخص الرئيس السابق، أو موضوعات داخليه، وبالتالي فإن الطالب بعد انتهائه من دراسته لا يفقه كثيرا عن السياسة".
وألمح ربيع إلى أن الأيام القادمة ستكون أفضل، فيما يتعلق بحرية النشاط السياسي داخل الجامعة، لكنه أبدى تخوفه من توجهات الرئيس الجديد، قائلا: "لا نعلم الرئيس القادم كيف سيدير الأمر، هل سيسمح أم لا؟".
الطالب معتز سيد بكلية هندسة المطرية، رحب بممارسة السياسة داخل الجامعة، مطالبا بأن تكون من خلال الأنشطة والأسر الطلابية، وأكد دور اتحاد الطلاب، ويجب أن يكون منتخبا بشكل نزيه وحر، واعتبره البداية الحقيقية لممارسة السياسة في الجامعة، وقال: إنه لا يجب اقتصار ممارسة السياسة على المنتمين للأحزاب، فأبرز المعارضين لا ينتمون لأحزاب سياسية، ولكن يعبرون عن آرائهم بحرية.
ويقول ربيع فهمي، طالب بالفرقة الثانية كلية الإعلام جامعة القاهرة: إنه يفضل ممارسة السياسة داخل الجامعة، لتمكين الشباب في التعبير عن آرائهم، ويضيف، أنه قبل الثورة كانت هناك قيود في ممارسة السياسة داخل الجامعة، وكانت تعتبرها القيادات من المحرمات التي يجب منعها، وتمنى في الفترة القادمة أن تتاح لهم المشاركة في بناء مستقبل أفضل لمصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات