ا ف ب - دمشق (ا ف ب) - قتل اكثر من ستين مدنيا الجمعة، اغلبهم في محافظة درعا جنوب سوريا وكذلك في مدينة الرستن في الشمال، في يوم جديد من التظاهرات الاحتجاجية التي نظمت في انحاء البلاد، في حين اكدت السلطات من جانبها مقتل ثمانية جنود وضابط في الشرطة برصاص مجموعات مسلحة.
واعلن البيت الابيض الجمعة ان الرئيس باراك اوباما فرض عقوبات اقتصادية على العديد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري، بسبب "انتهاكات حقوق الانسان في سوريا".
وتستهدف العقوبات ماهر الاسد، شقيق الرئيس بشار الاسد والمسؤول في الجيش السوري اضافة الى رئيس جهاز الاستخبارات علي مملوك وعاطف نجيب رئيس الاستخبارات السابق في محافظة درعا، مهد الحركة الاعتراضية على النظام، واجهزة الاستخبارات السورية.
كما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الجمعة ان الاتحاد الاوروبي سيفرض حظرا على الاسلحة وسيعد عقوبات اخرى ضد النظام السوري ردا على القمع الدموي للمتظاهرين.
وصوت مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف لصالح قرار يطلب ارسال بعثة بصورة عاجلة الى سوريا للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان.
وهذه الجمعة هي الجمعة السابعة من الاحتجاجات التي دعا اليها "شباب الثورة السورية" الذين وجهوا عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دعوة الى التظاهر في يوم "جمعة الغضب" ضد النظام وللتضامن مع درعا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن لفرانس برس ان 62 مدنيا تحقق من اسمائهم قتلوا الجمعة، 33 منهم في مدينة درعا وقرى مجاورة لها، و25 في مدينة الرستن في محافظة حمص.
وسقط بحسب المصدر، قتيلان في حمص نفسها التي تبعد 160 كلم شمال دمشق، وقتيل في اللاذقية على الساحل الشمالي الغربي، وآخر في معرة النعمان قرب ادلب، شمال سوريا.
وكان ناشطون افادوا في وقت سابق عن مقتل 44 متظاهرا على الاقل الجمعة، 35 منهم في درعا.
وتظاهر عشرات الالاف من السوريين في انحاء عدة من البلاد تلبية للدعوة الى تنظيم "جمعة غضب"، رغم تحذير السلطات.
وقال ناشطون ان العشرات اصيبوا بجروح عندما اطلقت قوات الامن النار على المتظاهرين في مدينة درعا التي انطلقت منها حركة الاحتجاج منتصف اذار/مارس.
وقال ناشط حقوقي متواجد في المنطقة "لقد قتل 35 شخصا على الاقل على المدخلين الغربي والشرقي للمدينة، واصيب العشرات".
واكد ناشطون حقوقيون لوكالة فرانس برس ان قوات الامن اطلقت النار لتفريق "الاف الاشخاص" الذين قدموا من قرى واقعة غرب درعا "لتقديم المساعدات والطعام" لسكان المدينة المحاصرة منذ يوم الاثنين.
وقتل العشرات في درعا، مهد الحركة الاحتجاجية في سوريا، منذ ان اجتاحتها قوات الامن السورية الاثنين.
وكان اكثر من ثمانين شخصا قتلوا في المدينة يوم الجمعة الماضي.
في موازاة ذلك، نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري ان خمسة جنود قتلوا وجرح اثنان في محافظة درعا "خلال التصدي لمجموعات إرهابية مسلحة اعتدت على مساكن عائلات العسكريين في صيدا وطفس بريف درعا.
واكد المصدر عودة جنديين خطفا فجر الجمعة الى وحدتهما.
ومن جهة ثانية، اكد المصدر مقتل ثلاثة جنود في مواجهات مع "مجموعة إرهابية" حاولت قطع طريق عام حمص حماة قرب بلدتي تلبيسة والرستن.
واكد "سقوط عدد من الجرحى والقتلى في صفوف المجموعات الارهابية المهاجمة".
ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر في وزارة الداخلية ان ضابطا في الشرطة قتل واصيب اثنان بجروح برصاص "مجموعات ارهابية متطرفة" في مدينة حمص بوسط سوريا. وكانت ذكرت في حصيلة سابقة مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة.
واكد ناشط حقوقي ان تسعة اشخاص، بينهم طفل في الحادية عشرة من عمره، قتلوا الجمعة بنيران قوات الامن السورية في حمص وقرى مجاورة لها.
وتظاهر نحو الفي شخص في حي الميدان في دمشق، والاف اخرون في سقبة، بالقرب من العاصمة.
وفي بانياس، تظاهر عشرة الاف شخص للمطالبة بالحرية واعلان تضامنهم مع مدينة درعا، كما اكد ناشطون حقوقيون.
وفي حماة، قال المعارض السوري عمر الهبال ان الالاف خرجوا الى الشوارع وقام بعضهم بازالة صور للرئيس الاسد عن مبان حكومية.
وفي دير الزور (460 كلم شمال شرق دمشق) قال الناشط في حقوق الانسان نواف البشير لفرانس برس ان تظاهرتين قمعتا "بالهراوات وكابلات الكهرباء". وخرجت التظاهرتان من مسجدي الفاروق والعثمان قبل ان تفرقهما قوات الامن.
وفي الرقة (540 كلم شمال شرق العاصمة) تظاهر بين 300 و400 شخص وهم يرددون "ارفعوا الحصار عن درعا" كما قال لوكالة فرانس برس عبد الله الخليل العضو في جمعية للدفاع عن حقوق الانسان.
اما في المنطقة التي يشكل الاكراد غالبية سكانها شمال سوريا، فقد تظاهر حوالى 15 الف شخص في القامشلي وثلاث بلدات مجاورة.
وقد رددوا هتافات "وحدة وطنية" و"بالروح بالدم نفديك يا درعا"، على قول رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان والناشط الاخر حسن برو.
واهابت وزارة الداخلية السورية في بيان "بالاخوة المواطنين في الظروف الراهنة الامتناع عن القيام باي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان، الا بعد أخذ موافقة رسمية على التظاهر".
واكدت الوزارة ان "القوانين المرعية في سوريا ستطبق خدمة لأمن المواطنين واستقرار الوطن".
واعلن الاسد في 19 نيسان/ابريل انهاء العمل بحالة الطوارىء التي كانت مطبقة منذ 1963 والغى محكمة امن الدولة العليا.
لكنه اصدر كذلك مرسوما ينظم حق التظاهر السلمي وينص على ضرورة الحصول على اذن مسبق لتنظيم اي تظاهرة.
واتهمت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا نظام الاسد بارتكاب "حرب ابادة" ودعت الشعب السوري الى عدم السماح "لاي طاغية باستعباده".
وعلى الحدود مع تركيا، تمكن 200 قروي من عبور الاراضي التركية الجمعة حيث تكفلت السلطات المحلية الاهتمام بهم.
ووصل القرويون وبينهم نساء واطفال واجتازوا الاسلاك الشائكة وهم يهتفون "ديموقراطية"، ويلوحون باعلام تركية.
وفي هذه الاثناء عبر نحو الف سوري الى شمال لبنان خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية.
وقبل احداث الجمعة، قالت "لجنة شهداء 15 اذار" ان اكثر من 500 شخص قتلوا منذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا منتصف اذار/مارس.
ونفى متحدث عسكري سوري هذه الارقام مؤكدا ان "عدد الشهداء من الجيش وقوى الامن والشرطة بلغ منذ بدء الاحداث حتى الآن 78 شهيدا مقابل 70 مدنيا سقطوا جميعا ضحية العنف المأجور الذي استهدف امن الوطن وسلامة المواطنين". وهذا يعني سقوط 148 قتيلا كحصيلة اجمالية، بحسب المتحدث العسكري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات