هذا أول عيد للربيع فى مصر بعد نجاح الثورة، كان من المفترض أن يمر أكثر روعة وأعمق مصرية، وأوضح تجسيدا للروح الجديدة التى تألقت فى أيام الثورة المباركة.
لكن المفترض شىء والواقع شىء آخر أكثر قتامة وبؤسا.. ذلك أن شم النسيم هذا العام جاء مفعما برائحة طائفية كريهة، كنا نظن أننا تطهرنا منها بعد ملحمة التحرير، وإذا كانت أيام الثورة قد أظهرت أجمل وأنبل ما فى الشخصية المصرية، فإن ما جرى طوال الأيام القليلة الماضية كان نوعا من الشخبطة على صفحة الثورة ناصعة البياض.
طوال الأسبوع الماضى نشطت أصوات ومنابر تكفر الاحتفال بقدوم الربيع، وامتلأت الأرصفة بصحف وإصدارات خرجت فى صمت تنشر الفزع والرعب، منها صحيفة تابلويد تكفى عناوين صفحتها الأولى لإشعال مائة حريق فى لحظة واحدة، حيث تقرع طبول الحرب بصيحات متوعدة من عينة «السلفيون قادمون» وتتحدث عن «النصارى» باعتبارهم ضيوفا يشكلون أقلية لا يحق لها أن تشارك فى صنع القرار، وتصف شم النسيم بأنه «يوم الفسق والفجور».
و لا تكتفى المطبوعة التى تسللت إلى الأسواق فى صمت بالنصارى، بل تطلق صيحة الحرب على باقى المختلفين من الليبراليين والمثقفين، بما يعكس نوعا من النشوة المخيفة لطائفة تصورت أنها انتصرت على الكل واختطفت البلد.
إن أخطر ما يمكن أن نواجهه فى الأيام المقبلة أن يسود نوع من «فوضى الإصدارات» و«الانفلات الإعلامى» استغلالا لحالة الانشغال بملفات محاكمات عصابة النظام السابق، والترتيبات الخاصة بما هو قادم من استحقاقات سياسية.
و لذا من المهم للغاية أن تنتبه الجهات المعنية بالإعلام المصرى إلى أن الأمر يمكن ن يتطور ويتفاقم حتى ينتهى بنا إلى ما يشبه «اللبننة الإعلامية» وهنا يكون مستصغر الشرر الذى ينذر بنيران لو اندلعت فإنها لن تبقى أو تذر.
وأزعم أن دورا مهما ينتظر القائمين على الإعلام فى الفترة المقبلة حتى لا تتحول الساحة إلى سوق عشوائية تنشأ على الأطراف، وتعج بكل ألوان السلع الفاسدة، و«تجارة السلاح الإعلامى» وفى هذه الحالة ربما لن تكفينا سنوات طويلة لمحاصرة الخطر والسيطرة عليه.
مطلوب من الآن النظر فى كل ما تسرب إلى السوق من مطبوعات جرى إصدارها بليل، حيث استثمر أصحابها تلك الفترة الضبابية التالية لنجاح الثورة فى تكريس أمر واقع، على نحو غير قانونى، تماما كما هجم الانتهازيون فى فترة الانفلات الأمنى وحظر التجول والتهموا مساحات هائلة من الرقعة الزراعية، وبنوا فوقها.
انتبهوا أيها السادة : الكلمة نور وأحيانا نار.
لكن المفترض شىء والواقع شىء آخر أكثر قتامة وبؤسا.. ذلك أن شم النسيم هذا العام جاء مفعما برائحة طائفية كريهة، كنا نظن أننا تطهرنا منها بعد ملحمة التحرير، وإذا كانت أيام الثورة قد أظهرت أجمل وأنبل ما فى الشخصية المصرية، فإن ما جرى طوال الأيام القليلة الماضية كان نوعا من الشخبطة على صفحة الثورة ناصعة البياض.
طوال الأسبوع الماضى نشطت أصوات ومنابر تكفر الاحتفال بقدوم الربيع، وامتلأت الأرصفة بصحف وإصدارات خرجت فى صمت تنشر الفزع والرعب، منها صحيفة تابلويد تكفى عناوين صفحتها الأولى لإشعال مائة حريق فى لحظة واحدة، حيث تقرع طبول الحرب بصيحات متوعدة من عينة «السلفيون قادمون» وتتحدث عن «النصارى» باعتبارهم ضيوفا يشكلون أقلية لا يحق لها أن تشارك فى صنع القرار، وتصف شم النسيم بأنه «يوم الفسق والفجور».
و لا تكتفى المطبوعة التى تسللت إلى الأسواق فى صمت بالنصارى، بل تطلق صيحة الحرب على باقى المختلفين من الليبراليين والمثقفين، بما يعكس نوعا من النشوة المخيفة لطائفة تصورت أنها انتصرت على الكل واختطفت البلد.
إن أخطر ما يمكن أن نواجهه فى الأيام المقبلة أن يسود نوع من «فوضى الإصدارات» و«الانفلات الإعلامى» استغلالا لحالة الانشغال بملفات محاكمات عصابة النظام السابق، والترتيبات الخاصة بما هو قادم من استحقاقات سياسية.
و لذا من المهم للغاية أن تنتبه الجهات المعنية بالإعلام المصرى إلى أن الأمر يمكن ن يتطور ويتفاقم حتى ينتهى بنا إلى ما يشبه «اللبننة الإعلامية» وهنا يكون مستصغر الشرر الذى ينذر بنيران لو اندلعت فإنها لن تبقى أو تذر.
وأزعم أن دورا مهما ينتظر القائمين على الإعلام فى الفترة المقبلة حتى لا تتحول الساحة إلى سوق عشوائية تنشأ على الأطراف، وتعج بكل ألوان السلع الفاسدة، و«تجارة السلاح الإعلامى» وفى هذه الحالة ربما لن تكفينا سنوات طويلة لمحاصرة الخطر والسيطرة عليه.
مطلوب من الآن النظر فى كل ما تسرب إلى السوق من مطبوعات جرى إصدارها بليل، حيث استثمر أصحابها تلك الفترة الضبابية التالية لنجاح الثورة فى تكريس أمر واقع، على نحو غير قانونى، تماما كما هجم الانتهازيون فى فترة الانفلات الأمنى وحظر التجول والتهموا مساحات هائلة من الرقعة الزراعية، وبنوا فوقها.
انتبهوا أيها السادة : الكلمة نور وأحيانا نار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات