بعد الإنتفاضات التي بدأت تشهدها أخيرًا منطقة الشرق الأوسط، أصبح السياسيون أكثر إهتمامًا من ذي قبل بمستقبل النفط في ظل حكم مجموعة صغيرة من الحكام المستبدين.
القاهرة: في وقت تعرض فيه وزير الطاقة البريطاني كريس هيون للهجوم في بعض الأوساط في مطلع الشهر الجاري، بعدما وُصِفَت تصريحاته التي أكد من خلالها أن احتمالية حدوث صدمة نفطية احتمال حقيقي، وأن بلاده في حاجة إلى تقليل اعتمادها على الوقود في أقرب وقت ممكن، بأنها تصريحات تثير المخاوف بلا داع، جاءت الانتفاضات التي بدأت تشهدها أخيرًا منطقة الشرق الأوسط لتجعل السياسيين أكثر اهتمامًا من ذي قبل بمستقبل النفط في ظل حكم مجموعة صغيرة من الحكام المستبدين.
ويمكن تخيل مدى السرعة التي سيتغير من خلالها المشهد السياسي والجغرافي، إذا ما تم اختراع بديل صالح للنفط كوقود تعتمد عليه وسائل النقل. ولن تعود الدول الديمقراطية في حاجة إلى عقد صفقات مع قادة من أمثال العقيد معمّر القذافي؛ ولن تضطر شركة بريتش بتروليوم إلى أن تتعامل بدفء مع فرقة مكونة من أربعة أثرياء روس، وكذلك الكريملن من أجل الوصول إلى احتياطات نفط خام أعمق وأكثر قتامة.
وبالطبع، لن يجمع المسؤولون عن الضرائب في المملكة المتحدة 26 مليار إسترليني سنويًا من وراء رسوم البنزين، إضافة إلى الضريبة على مبيعات الشركات من النفط الخام في بحر الشمال، على حسب ما ذكرت اليوم صحيفة التلغراف البريطانية.
ومن غير المتصور إلى حد بعيد كيف ستتغير الثروات الوطنية والعلاقات بين الدول إذا أصبح النفط نفايات لا طائل منها، وذات رائحة كريهة، وقابلة للاشتعال بشكل خطر. لكن الصحيفة نوهت إلى أن أمرًا كهذا يعتبر مبالغة مبسطة - بالنظر إلى الاستخدامات المتعددة للمنتجات البترولية في المواد الكيميائية واللدائن وغيرها من الصناعات، وإن أشارت إلى أن اختراع بديل للنفط خاص بوسائل النقل ليس أمرًا مستبعدًا في أي وقت. وعلى مدار التاريخ، ظلت مصادر الطاقة مؤقتة بصورة تقليدية.
ما هي أفضل الحلول التي يمكن للعالم أن يتخلص بوساطتها من إدمانه للبنزين؟ فمع وجود اختلاف كبير بين الخبراء الذين يحاولون التنبؤ بشكل الوقود الذي يمكنه أن يكون بديلًا، إلا أن الصحيفة أوضحت أن الحكومة البريطانية الحالية تُفضِّل أن تجعل الحافلات ونظم القطار كهربية، وتحثّ المستهلكين على شراء سيارات قابلة لإعادة الشحن.
على الرّغم من ذلك، يوجد خيار آخر، وهو المتعلق بالهيدروجين. فتلك الشركة التي تقف وراء ادعاءات طموحة في هذا الصدد ويطلق عليها " Cella Energy" تحظى بالدعم من جانب جامعة أكسفورد ودافعي الضرائب البريطانيين. وقال الخبراء العاملون لديها إنه يمكن البدء باستبدال البنزين عند المضخة بوقود هيدروجيني جديد وأرخص في الثمن، في غضون ثلاثة أعوام من الآن.
وزعم الباحثون أن مصدر طاقتهم النظيف الجديد هذا قد يكون رخيصًا، بحيث يقدر بـ 90 بنسًا للتر الواحد بعد خصم الضرائب – أي أقل من السعر الحالي بحوالي 130 بنسًا للتر الواحد.
وعلى الرغم من المشاكل التي تحدق بتلك الخطوة، وتحول دون تنفيذها على أرض الواقع، إلا أن التلغراف نقلت في تلك الجزئية عن ستيفن فولر، الرئيس التنفيذي للشركة، قوله "كان هناك الكثير من الضجيج حول وقود الهيدروجين، لكننا نجحنا في تحقيق إنجاز".
وتأمل الشركة الآن أن تبدأ في بيع وقود الهيدروجين لخلطه مع البنزين بحلول العام 2013، ثم تعمل تدريجيًا بعد ذلك على توسيع نطاق استخدامه. وأوردت الصحيفة هنا عن البروفيسور ستيفن بينينغتون، الباحث الرئيس في المشروع، قوله "يرى بعضهم أن الهيدروجين هو الوقود المثالي. فهو يحتوي على ثلاثة أضعاف الطاقة التي يحتويها البنزين لكل وحدة وزن، كما إنه لا ينتج أي شيء سوى الماء عند احتراقه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات