تتسارع الأحداث على الساحة البحرينيّة التي تشهد أسوأ اضطرابات منذ التسعينات. وفي ظل هذه الأحداث يتوقع إعلان حالة الطوارئ في البلاد خلال ساعات في وقت إكتمل عقد القوات الخليجية في البحرين وعلى رأسها القوات السعودية من اجل مساعدة المنامة على إخماد الاضطرابات.
وكانت مصادر أكدت لـ "إيلاف" أمس أن قوات حفظ نظام خليجيّة تتقدمها السعودية بطريقها إلى البحرين.
آخر تحديث: الثلاثاء 15 مارس / آذار - الساعة: 8.00 غرينتش |
المنامة: اعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية الثلاثاء ان دخول قوات تابعة لدول مجلس التعاون الخليجي الى البحرين "غير مقبول" ولن يؤدي الا الى "جعل المسألة اكثر تعقيدا".
وقال رامين مهمانبرست خلال اللقاء الصحافي الاسبوعي ان "وجود قوات اجنبية (في البحرين) غير مقبول وسيجعل المسألة اكثر تعقيدا وصعوبة".
واضاف المتحدث "لا نعتقد انه من الصائب ان تكون قوات من بلدان اخرى، خصوصا من بلدان الخليج الفارسي، موجودة او ان تتدخل في قضية البحرين".
وجدد مهمانبرست التأكيد على ان "الشعب البحريني لديه مطالب مشروعة يعبر عنها سلميا. يجب تجنب الرد عبر العنف على هذه المطالب المشروعة".
واعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين عن "قلقها العميق ازاء الوضع الخطير" في البحرين خلال مباحثاتها مع وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في باريس.
وقال مسؤول اميركي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه للصحافيين "لقد اعربت الوزيرة عن عميق قلقها ازاء الوضع الخطير في البحرين".
واضاف انها كانت تشير الى الاحداث الجارية هناك "في سياقها العام"، بما فيها "تنامي (الافعال) الاستفزازية" التي يقوم بها المتظاهرون المعارضون للنظام والموالون للحكومة، وكذلك ارسال قوات خليجية الى البحرين.
واوضح ان كلينتون دعت دول الخليج الى "ضبط النفس" في البحرين.
واعلن وزير الخارجية الاماراتي قبل لقائه كلينتون على هامش اجتماع مجموعة الثماني ان بلاده ارسلت حوالي 500 شرطي الى البحرين، الى جانب ارسال السعودية نحو الف من عناصر قوات درع الجزيرة، بهدف "احلال الامن".
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية قال الاثنين ان الوزارة لم تبلغ بنشر قوات سعودية "او من مجلس التعاون الخليجي في البحرين".
وقال الكولونيل ديفيد لابان في بيان "لا وزير الدفاع روبرت غيتس ولا رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن كانا على علم بان السعوديين او قوات اخرى من مجلس التعاون الخليجي ستنتشر في البحرين".
وكان الاميرال مولن قد زار المنامة نهاية شباط/فبراير وروبرت غيتس زارها السبت.
وقال غيتس اثر لقاء مع عاهل البحرين وولي عهده "في الظروف الراهنة (...) الخطوات الصغيرة ليست على الارجح كافية (...) من الضروري تبني اصلاح حقيقي".
كدت البحرين عبر بيان رسمي أن هناك مجموعات تخريبية هدفها وأد الحوار وإفشال الحوار الوطني.
وكان مصدر بحريني وصف بالمسؤول، أكد ان ما شهدته البحرين من احداث مؤسفة يوم امس كان سببه الرئيسي قيام مجموعات تخريبية تتبع جمعيات غير مرخصة بأعمال فوضى وتخريب بهدف عرقلة مسيرة الحوار الوطني الذي باركه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، واوكل مهمته إل الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الاعلى..
وقال المصدر لوكالة انباء البحرين ان تلك الجماعات التخريبية علمت بأن جميع القوى الفاعلة في المجتمع البحريني قد اتفقت ومن اجل مصلحة الوطن والمواطنين على محاور الحوار والبدء فيه، حيث كان من المفترض حسب الاتفاق ان يتم التوقيع صباح يوم امس على بدء الحوار رسميا، إلا ان تلك الجماعات التخريبية خططت لذلك مسبقا وقررت تعطيل حياة المواطنين والمقيمين وترويع الامنين عبر اغلاق طريق الملك فيصل في خطوة لم يكن لها سوى هدف واحد هو تعطيل الحوار.
واوضح بان الداخلية عملت على ازالة الحواجز التي اقامها المتظاهرين امام المرفأ المالي وعلى جسر مجلس التعاون حفاظا على الحق العام للناس المارة وتعاملت مع الموقف باسلوب حضاري مع ضبط النفس إلا ان المتظاهرين كانوا تعمدوا افتعال الصدام والتعدي على رجال الامن والضباط وتعريض حياتهم للخطر الامر الذي استدعى من الشرطة التعامل معهم وحفظ النظام.
واعرب المصدر المسؤول عن اسفه من تحول المطالب السلمية والشعارات إلى اعمال ارهابية استهدفت أمن واستقرار مملكة البحرين ووحدتها الوطنية، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين ، مشددا على أن الحق في الأمن والسلامة سيظل فوق كل إعتبار وان على الجميع ان يعي ان مشروعية المطالبة يجب أن لا تتم على حساب الأمن و الاستقرار.
كما عبر عن اسفه لقيام ذات المجموعة بنقل اعمال العنف والشغب إلى المباني التعليمية وانتهاك حرمة الحرم الجامعي بجامعة البحرين بالصخير والمدارس، والاعتداء على الطلبة والابرياء في صورة مؤسفة لا تعكس خصال المجتمع البحريني وتؤكد عدم سلمية المطالب وماآلت إليه الأمور بين المواطنين من تأزيم وتأجيج , موضحا أن شرارة أعمال العنف هذه بالحرم الجامعي بدأت بحادثة فردية عندما تعرضت إحدى الطالبات للمضايقة والإعتداء عليها من قبل أحد الطلبة، وسرعان ما تفاقمت الحادثة فور وصول أهل المعتدى عليها للجامعة وتدخل أطراف اخرى في النزاع من داخل وكذلك خارج الحرم الجامعي.
واكد المصدر ان ما شهدته المملكة من احداث مؤسفة تتطلب تكاتف الجميع لمواجهة أعمال الارهاب وجرائم ترويع الآمنين الأبرياء، وتفويت الفرصة على كل من يريد بالبحرين سوءا، ويريد المساس بمصالح الآخرين و حقوقهم و مستقبلهم، مؤكدا ان أمن البحرين و سلامة كل من عليها ليس محلاً للمساومة من قبل أي طرف او جهة.
كما دعا ابناء البحرين بمختلف طوائفهم إلى ضرورة التمسك بالمنجزات والمكتسبات الوطنية التي أتاحها المشروع الوطني لعاهل البلاد والحفاظ على ثماره، محذراً بأن من يعبث بأمن البلاد واستقرارها سيجد دائما أمامه حائطاً مجتمعياً صلبا يرفض الممارسات الخارجة عن النظام قبل أن يردعه القانون.
دعم خليجي وزيارات رسمية لعاهل البحري
واستقبل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصافرية الأثنين بحضور الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية حيث نقلا تحيات وتقدير قادة بلديهما.
وبحسب وكالة الأنباء البحرينية التي بثت الخبر فقد أشاد العاهل البحريني بالمواقف "المشرفة للمملكة العربية السعودية بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين ومساندتها لمملكة البحرين بما يعزز امن واستقرار مملكة البحرين ويؤكد عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية الوطيدة والصلات المتميزة القائمة على المحبة والإخاء بين القيادتين والشعبين الشقيقين. وعن خالص شكره وتقديره لأخيه أمير دولة قطر على الوقفة المشرفة له ولدولة قطر الشقيقة قيادةً وشعباً تجاه مملكة البحرين، مؤكدا جلالته بان وقفة دول مجلس التعاون مع مملكة البحرين في هذه الظروف أكدت قوة هذا الترابط الأخوي والمصير المشترك".
وقد أشاد الملك حمد بقرار السعودية إرسال قوات درع الجزيرة المشتركة إلى مملكة البحرين، كما أعرب عن شكره لجميع إخوانه قادة دول المجلس بالالتزام بإرسال هذه القوة "حيث أن ذلك أكبر دليل على تفعيل اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة بين دول مجلس التعاون، وهو دليل على عمق روابط الإخاء والمصير المشترك والحرص على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة أي مخاطر تتعرض لها أي دولة من دول المجلس، وإن أمن واستقرار أي بلد منها هو أمن واستقرار جميع دول المجلس.
كما أضاف: "إننا في البحرين نرحب برجال قوات درع الجزيرة إخوةً أعزاء في بلدهم البحرين ، فهي قوة أسسناها للعمل الخليجي المشترك وكان لها الدور الهام والتاريخي في تحرير دولة الكويت الشقيقة وكان ولا يزال للبحرين مساهمات كبيرة ومشاركات عديدة في المهام التي توكل لهذه القوة" .
من جانبه أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وقوف بلاده إلى جانب مملكة البحرين في مواجهة أي خطر يهدد أمنها واستقرارها.
كما أكد الأمير سعود الفيصل وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب مملكة البحرين في هذه الظروف التي تمر بها مشيرا إلى ان امن البحرين هو امن المملكة العربية السعودية وان دول مجلس التعاون جميعا حريصة على استقرار البحرين وأمنها.
ويشار الى انه حضر المقابلة وزير الخارجية والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وسفيري المملكة العربية السعودية ودولة قطر لدى البحرين.
دعوات الى التعاون مع القوات الخليجية
ودعت السلطات البحرينية مساء الاثنين الشعب إلى "التعاون التام" مع القوات الخليجية التي دخلت المملكة لمساعدة السلطات على مواجهة تمدد التحركات الاحتجاجية.
وجاء في بيان رسمي بحريني "بدأت طلائع قوات درع الجزيرة المشتركة بالوصول الى مملكة البحرين انطلاقا من مبدأ وحدة المصير وترابط امن دول مجلس التعاون على ضوء المسؤولية المشتركة لدول مجلس التعاون في المحافظة على الأمن والإستقرار".
وذكر البيان باعتبار وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الاخير ان "امن واستقرار دول المجلس كلّ لا يتجزأ بمقتضى اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة بين دول مجلس التعاون" من اجل "ردع كل من تسوّل له نفسه الاخلال بأمنها وزعزعة استقرارها وبثّ الفرقة بين مواطنيها".
وناشدت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين المواطنين والمقيمين في المملكة "بالتعاون التام والترحيب بإخوانهم من قوات درع الجزيرة المشتركة" بدول مجلس التعاون الخليجي.
وكان مصدر سعودي مسؤول أكد الاثنين دخول قوة سعودية إلى البحرين، حيث تستمر الاضطرابات والتوتر الطائفي، فيما اعتبرت المعارضة أن تدخل أي قوات أجنبية في البلاد هو "احتلال"، وناشدت الأمم المتحدة للتحرك لحماية المدنيين.
وحذّرت المعارضة البحرينية في وقت سابق من "حرب" ضد المدنيين. كما دعت المعارضة التي تنضوي تحت لوائها سبع جمعيات سياسية، أهمها جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الأكبر في البلاد، المجتمع الدولي ومجلس الامن الى "حماية المدنيين" في البحرين من "خطر التدخل العسكري الخارجي".
ووجهت الجمعيات السبع نداء للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان مشترك اعتبرت فيه ان "شعب البحرين في خطر حقيقي يتهدده بشنّ حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين دون اعلان حالة الحرب"، في اشارة الى القوات الخليجية.
واضافت الجمعيات "نعتبر دخول اي مجند او الية عسكرية الى اقليم مملكة البحرين البري والجوي والبحري احتلالا سافرا لمملكة البحرين وتآمرًا على شعب البحرين الأعزل، ويخالف الاتفاقيات والاعراف الدولية في السلم والحرب".
ودعت الجمعيات "الاسرة الدولية لتحمل مسؤولية السلام والامن الدوليين وذلك بصورة سريعة لحماية شعب البحرين من خطر التدخل العسكري الخارجي واتخاذ ما يلزم لحماية المدنيين بدعوة مجلس الامن للانعقاد لهذا الموضوع بصورة عاجلة".
وفي وقت إكتمل عقد القوات الخليجية في البحرين وعلى رأسها القوات السعودية من اجل مساعدة المنامة على إخماد الاضطرابات، يتوقع إعلان حالة الطوارئ في البلاد خلال ساعات. وقد بث تلفزيون البحرين الرسمي مشاهد لدخول "طلائع" من قوات درع الجزيرة الخليجية الى المملكة عابرة الحدود من السعودية المجاورة.
ومساء الاثنين، أكد مجلس الوزراء السعودي انه تجاوب مع "طلب البحرين الدعم" في مواجهة تهديد امنها. وفي أعقاب جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اعلن وزير الاعلام عبدالعزيز خوجة ان المجلس اكد مجددا على ان دول مجلس التعاون الخليجي "ستواجه بحزم واصرار كل من تسول له نفسه القيام باثارة النعرات الطائفية او بث الفرقة بين ابناء المجلس ودوله او تهديد امنه ومصالحه".
واعتبر مجلس الوزراء ان "اي اضرار بأمن دولة من دول مجلس التعاون يعد اضرارا بامن جميع دوله .. وفي هذا الاطار أكد مجلس الوزراء تجاوبه مع طلب البحرين الدعم في هذا الشأن".
بدورها أعلنت الامارات العربية المتحدة انها قررت ارسال قوات الى البحرين للمساهمة في ارساء الامن، وقال أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ان الامارات قررت ارسال قوة امنية الى البحرين "للمساهمة في حفظ الامن والنظام" في المملكة.
وقال قرقاش كما نقلت عنه وكالة الانباء الاماراتية الرسمية "استجابة منها لطلب مملكة البحرين الشقيقة المساعدة والمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار الداخلي، قررت الامارات ارسال قوة أمنية للمساهمة في حفظ الأمن والنظام بمملكة البحرين الشقيقة".
واضاف ان "دولة الإمارات تؤكد أن خطوتها هذه تمثل تجسيدا حيا لالتزاماتها تجاه أشقائها ضمن منظومة دول مجلس التعاون، وتعبر بصورة ملموسة عن أن أمن واستقرار المنطقة في هذه المرحلة يتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا حماية للمكتسبات ودرءا للفتن".
واكد قرقاش ان هذا القرار ياتي "تأكيدا على حرص دول المجلس على الوقوف صفا واحداً في مواجهة أي خطر تتعرض له واعتبار أمن واستقرار دول المجلس كلاً لا يتجزأ والتزاما بالعهود والاتفاقيات الامنية والدفاعية المشتركة".
إدارة الشؤون الإسلامية تناشد البحرينيين الوقوف معاً
ناشدت ادارة الشؤون الاسلامية في وزارة العدل والشؤون الاسلامية في البحرين جميع البحرينيين الوقوف معا لمواجهة الاخطار والتحديات، داعية رجال الدين لدفع الشارع الى طاولة الحوار لحقن الدماء وحفظ الامن. ودعت الادارة في بيان "اهل البحرين الشرفاء والاوفياء للمطالبة بكل ما نريد بلا افراط او تفريط"، و"ان تكون الكلمة واحدة لتجتمع القلوب ولا تتشتت الجهود وتضيع المكاسب".
وقالت "ان شعب البحرين لطالما عاش آمنا متراحما متعاطفا" و"ان كلا منا بات مسؤولا عما آلت اليه الاوضاع وعن كل قطرة دم سالت وعن كل طفل بكى فزعا وعن كل ام تفطر قلبها وعن كل فتاة صرخت خائفة".
ودعت ايضا "اهل العلم من الخطباء والائمة والفقهاء والدعاة ان يكونوا دعاة للخير وللصلاح والاصلاح" و"ان يتصدوا لآفات التفرقة والشحناء والطائفية والفئوية والحقد من خلال دورهم الرئيسي في الوعظ والارشاد والنصح".
وكان مصدر سعودي أكد في وقت سابق اليوم أن اكثر من الف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة دخلوا الى البحرين، وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه انه بموجب الاتفاقيات ضمن مجلس التعاون الخليجي، فان "اي قوة خليجية تدخل الى دولة من المجلس تنتقل قيادتها الى الدولة نفسها". واشار المصدر الى انه "تمت الدعوة مرارا للحوار من قبل الحكومة البحرينية ولم تتم الاستجابة للدعوة".
واشنطن تدعو إلى ضبط النفس ولا تطالب بسحب القوات
ودعا البيت الابيض الاثنين دول الخليج الى ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين، لكنه لم يطالب بسحب القوات السعودية والاماراتية من هذه المملكة التي تشهد معارضة تقودها الأكثرية الشيعية.
وقامت السعودية والإمارات العربية المتحدة العضوان في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم أيضًا سلطنة عُمان وقطر والكويت والبحرين، بإرسال قوات الى البحرين ردًا على "طلب دعم" تقدمت به السلطات البحرينية بحسب ما أعلنت الرياض.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية تومي فيتور "نحضّ شركاءنا في مجلس التعاون الخليجي على ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين، والتحرك في شكل يدعم الحوار بدل تعطيله".
بدوره، قال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما "ندعو دول المنطقة الى ضبط النفس"، آملاً أن "تحترم (دول مجلس التعاون الخليجي) المتظاهرين المسالمين عبر عدم استخدام القوة ضدهم". لكن البيت الأبيض لم يدع الى انسحاب القوات الخليجية من البحرين، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة والسعودية، وحيث يتمركز الاسطول الاميركي الخامس.
وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اعتبر السبت في ختام زيارة للبحرين ان على المنامة ان تتبنى سريعًا إصلاحات مهمة لتفادي اي تدخل إيراني. وأعلن مسؤول سعودي الاثنين رافضًا كشف هويته أن أكثر من ألف جندي سعودي وصلوا إلى البحرين.
ورغم ان السلطات البحرينية لم تؤكد هذا الامر رسميا، بث التلفزيون الرسمي مشاهد لدخول "طلائع" من قوات درع الجزيرة الخليجية الى المملكة الاثنين عابرة الحدود من السعودية المجاورة.
وبدت الحياة شبه متوقفة الاثنين في البحرين حيث اغلقت المدارس والشركات والمصانع تلبية لدعوة الاضراب العام، فيما يسود توتر امني وطائفي في المملكة غداة مواجهات قوية بين المتظاهرين والسلطات في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة وبالقرب من مرفأ البحرين المالي.
واسفرت المواجهات عن مقتل سبعة اشخاص واصابة العشرات في بداية التحرك. واصيب المئات بسبب القاء الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. واعرب فيتور عن "قلق الولايات المتحدة الكبير من اعمال العنف امس (الاحد) في المنامة، وخصوصا من المعلومات عن تحريض بعض المتظاهرين على العنف ما ادى الى اصابات خطرة".
واشنطن تدعو دول الخليج إلى احترام حقوق البحرينيين
في المقابل، دعا البيت الابيض الاثنين الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي الى "احترام حقوق" سكان البحرين بعد ارسال قوات سعودية الى هذه المملكة التي تشهد اضطرابات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية تومي فيتور لوكالة فرانس برس "نحضّ شركاءنا في مجلس التعاون الخليجي على ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين، والتحرك في شكل يدعم الحوار بدلاً من تعطيله".
وبثّ تلفزيون البحرين الرسمي في وقت سابق الاثنين مشاهد لدخول "طلائع" من قوات درع الجزيرة الخليجية الى المملكة الاثنين عابرة الحدود من السعودية المجاورة. من جهته، اعلن أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي ان الامارات قررت ارسال قوة امنية الى البحرين "للمساهمة في حفظ الامن والنظام" في المملكة.
وقال قرقاش كما نقلت عنه وكالة الانباء الاماراتية الرسمية "استجابة منها لطلب مملكة البحرين الشقيقة المساعدة والمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار الداخلي، قررت (الامارات) ارسال قوة أمنية للمساهمة في حفظ الأمن والنظام بمملكة البحرين الشقيقة".
واعتبرت المعارضة البحرينية ان تدخل اي قوات اجنبية في البلاد هو "احتلال" وناشدت الامم المتحدة التحرك لحماية المدنيين.
وشلّت الحياة في العاصمة البحرينية بشكل شبه تام الاثنين مع التزام واسع بالاضراب العام، الذي دعت اليه النقابات، فيما قام ناشطون معارضون للحكومة بإغلاق معظم الطرق المؤدية الى وسط المنامة بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
إدارة الشؤون الإسلامية تناشد البحرينيين الوقوف معاً
ناشدت ادارة الشؤون الاسلامية في وزارة العدل والشؤون الاسلامية في البحرين جميع البحرينيين الوقوف معا لمواجهة الاخطار والتحديات، داعية رجال الدين لدفع الشارع الى طاولة الحوار لحقن الدماء وحفظ الامن. ودعت الادارة في بيان "اهل البحرين الشرفاء والاوفياء للمطالبة بكل ما نريد بلا افراط او تفريط"، و"ان تكون الكلمة واحدة لتجتمع القلوب ولا تتشتت الجهود وتضيع المكاسب".
وقالت "ان شعب البحرين لطالما عاش آمنا متراحما متعاطفا" و"ان كلا منا بات مسؤولا عما آلت اليه الاوضاع وعن كل قطرة دم سالت وعن كل طفل بكى فزعا وعن كل ام تفطر قلبها وعن كل فتاة صرخت خائفة".
ودعت ايضا "اهل العلم من الخطباء والائمة والفقهاء والدعاة ان يكونوا دعاة للخير وللصلاح والاصلاح" و"ان يتصدوا لآفات التفرقة والشحناء والطائفية والفئوية والحقد من خلال دورهم الرئيسي في الوعظ والارشاد والنصح".
وكان مصدر سعودي أكد في وقت سابق اليوم أن اكثر من الف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة دخلوا الى البحرين، وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه انه بموجب الاتفاقيات ضمن مجلس التعاون الخليجي، فان "اي قوة خليجية تدخل الى دولة من المجلس تنتقل قيادتها الى الدولة نفسها". واشار المصدر الى انه "تمت الدعوة مرارا للحوار من قبل الحكومة البحرينية ولم تتم الاستجابة للدعوة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات