الأقسام الرئيسية

اختطاف البلد

. . ليست هناك تعليقات:
الكاتب
Tue, 08/03/2011 - 08:00
الاستفتاء على التعديلات التى جرت على بعض مواد الدستور، يوم 19 مارس الحالى، لا يعنى بالضرورة أن يؤدى ذلك إلى إجراء انتخابات البرلمان أولاً.. فلاتزال هناك آراء وجيهة، وهى كثيرة، وترى أن إجراء انتخابات مجلس الشعب، قبل انتخابات الرئاسة، سوف يؤدى إلى تسليم السلطة إلى بقايا الحزب الوطنى، ثم إلى جماعة الإخوان، وليس إلى رئيس مدنى منتخب، كما يريد المجلس الأعلى للقوات المسلحة!

فالأولويات التى نعمل وفقاً لها، الآن، تعانى خللاً كبيراً، ولابد من تدارك هذا الخلل بسرعة، ودون إبطاء، وإلا، فسوف ندفع الثمن!

إننا، فى الوقت الحالى، مشغولون طول الوقت برئيس الوزراء الذى ذهب، ورئيس الوزراء الذى جاء، ومشغولون بتفاصيل تخص الماضى، أكثر مما تتعلق بالحاضر، أو تتصل بالمستقبل، ولايزال أغلب وقتنا مهدراً فى الكلام عن هوامش لا علاقة لها بالمستقبل، الذى يجب أن نتطلع نحوه، وأن نصل إليه، ولايزال الماضى يشدنا، بأكثر مما يجذبنا المستقبل، ولانزال نستغرق أنفسنا فيما يجب أن نلقيه وراء ظهورنا.. ولانزال.. ولانزال.. إلى آخر ما تراه فى أى اتجاه حولك!

الطبيعى، ومنطق الأمور يقول إن علينا أن ننظم انتخابات رئاسية أولاً، وأن يأخذ هذا التنظيم وقته، حتى لا يجرى «سلق» الانتخابات، فإذا انتهينا من انتخابات الرئاسة، وإذا جاء رئيس مدنى يليق بهذا البلد، ويليق البلد به، كان علينا، عندئذ، أن ندعو، من خلال الرئيس الجديد، إلى وضع دستور جديد، تقوم به جمعية تأسيسية منتخبة، لا يرقى إليها الشك، ولا إلى أحد من أعضائها، فإذا قامت جمعية من هذا النوع، وعلى هذا المستوى، بوضع مثل هذا الدستور، كان على الرئيس الجديد، وعلينا معه، أن نذهب إلى انتخابات برلمان، ونحن مطمئنون إلى أن القوى السياسية المختلفة، والأحزاب الحقيقية، لديها استعداد لخوض انتخابات، وإحراز نجاح فيها!

هذا هو التسلسل العاقل للخطوات الثلاث، بدءاً من الانتخابات الرئاسية، مروراً بالدستور العصرى، وانتهاءً بانتخابات البرلمان التى يمكن - وقتها فقط - أن تأتى معبِّرة عن حقيقة أوزان الأحزاب السياسية المختلفة فى الشارع.

أما قبل ذلك، فنحن سوف نساعد على اختطاف البلد، دون أن ندرى، أو نقصد، ولابد أن نكون على وعى كامل بمخاطر إجراء انتخابات برلمان فى هذه الظروف، وأن نكون على وعى كاملن أيضاً، بأن الانشغال أو الانهماك فى هذه التفاصيل التى تستغرقنا، فى هذه اللحظة، قد يكون مقصوداً، وقد نفيق منه، لنجد أنفسنا أمام دولة «كتاتنية» «بديعية» 24 قيراط!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer