كتب أيمن حسونة ووكالات ٨/ ٣/ ٢٠١١
شنت قوات الزعيم الليبى معمر القذافى هجمات مضادة ضد بلدات واقعة تحت سيطرة «ثوار ١٧ فبراير» فى شرق البلاد مما يزيد المخاوف من أن ليبيا تتجه صوب حرب أهلية طويلة المدى بعد أن أظهرت قوات القذافى القدرة على استعادة نشاطها. وقصفت المقاتلات الليبية مدينة راس لانوف النفطية شرق مدينة سرت، وفيما أكد الثوار تراجعهم عن مدينة بن جواد متهمين القوات الحكومية باستخدام المدنيين دروعا بشرية، شددوا على تصديهم لهجوم على مدينتى مصراتة والزاوية شرق وغرب طرابلس مستخدمين أسلوب «حرب الشوارع». وقال شهود عيان إن مقاتلات ليبية شنت، أمس، غارتين جويتين على مدينة «راس لانوف» الاستراتيجية التى مازالت فى قبضة الثوار المناهضين لنظام الزعيم الليبى، صباح أمس، فى الوقت الذى سمع فيه دوى الدفاعات الجوية جنوبى المدينة بعد يوم من مواجهات شهدتها بين «الثوار» وكتائب القذافى. وتحت نيران القصف الجوى واصلت قوات القذافى طريقها صوب راس لانوف، فيما بدأ أهالى المدينة النزوح خوفا من القصف الجوى. وتعرضت راس لانوف لقصف جوى أمس الأول استهدف بعض المنشآت النفطية ومداخل المدينة التى تجمع عندها مئات الأشخاص المدججين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ولم يسفر القصف عن سقوط ضحايا. وفى المقابل، أكد الثوار انسحابهم من مدينة بن جواد إلى راس لانوف، بعد أن استخدمت كتائب القذافى والمرتزقة النساء والأطفال داخل البلدة كدروع بشرية. وأكد مراسل هيئة الإذاعة البريطانية أن قوات القذافى تستخدم بعضا من سكانها دروعا بشرية. وكانت مصادر طبية قالت إن ١٣ شخصا قتلوا وأصيب قرابة ٦٠ شخصا فى الاشتباكات التى دارت، أمس الأول، فى «بن جواد». وقالت مصادر فى المعارضة إن الثوار يتأهبون فى راس لانوف للزحف إلى مدينة سرت، التى لاتزال خاضعة لسيطرة القذافى، فيما قالت وكالة «رويترز» إنه ليست هناك مؤشرات تذكر على وجود الثوار على الطريق الرئيسى المتجه شرقا من راس لانوف إلى طرابلس بعد تقهقرهم من بن جواد وسط إطلاق نيران مدفعية كثيف من جانب قوات الحكومة. وقال أحد الثوار: «سمعنا أن نقاطنا ستقصف ومن ثم أبعدنا أسلحتنا»، وقال آخر: «أخذناها إلى الصحراء»، فيما أكد ثالث أن الثوار يعيدون الانتشار فى الصحراء للإعداد لمحاولة استعادة بن جواد. ولكن علامات التوتر بين المحتجين عند نقاط التفتيش حلت محل الشعور بالثقة الذى كان سائدا بينهم من قبل وقالوا إن العائلات تفر من راس لانوف وبن جواد للابتعاد عن أى ضرر محتمل. وفى مدينتى مصراتة شرق طرابلس، والزاوية فى الجنوب الغربى منها، أكد الثوار تصديهم لهجمات عنيفة شنتها كتائب القذافى جوا وبرا، مشيرين إلى أنهم أسروا عدداً من أفرادها وأنهم مازالوا يحكمون سيطرتهم على المدينتين. وذكرت مصادر ليبية معارضة أن الثوار فى الزاوية استخدموا أسلوب «حرب الشوارع» مما دفع كتائب القذافى للقيام بقصف بالمدفعية والدبابات بطريقة عشوائية على المدينة حتى الساعات الأولى من فجر أمس. وأكد شهود عيان تجمع قوات كتائب القذافى قرب جسر الزاوية عند مدخلها الشرقى وسط توقعات بمعاودة الهجوم، حيث إن المدينة تبعد ٥٠ كيلومتراً لاتزال مطوقة من عدة جهات. وأكدت مصادر طبية فى مصراتة أن ضحايا هجوم كتائب القذافى بلغوا ٤٢ قتيلاً و٨٥ جريحاً. جاء ذلك فيما أعلن التليفزيون الليبى الرسمى أن قوات الجيش تلقت أوامر بعدم دخول الأحياء السكنية فى المدن لأن «العصابات الإرهابية»، على حد وصف القناة، تحصنت فيها وأخذت المدنيين «دروعاً بشرية». وأورد التليفزيون الليبى، نقلاً عن مصدر لم يكشف اسمه، أن الأوامر صدرت «لقوات الجيش المسلح بعدم دخول المدن التى تحصنت العصابات الإرهابية فى أحيائها السكنية، واتخذت من المدنيين الأبرياء دروعاً بشرية ورهائن تهدد بذبحهم»، وأضافت تلك المصادر أن المدن «تحت سيطرة قوات الشعب المسلح بالكامل ما عدا الأحياء المذكورة». سياسيا، وفيما أعلن وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى أن الحكومة الإيطالية أجرت اتصالات «سرية» مع المجلس الوطنى الليبى الذى شكله الثوار فى بنغازى بهدف المساعدة فى التوصل إلى حل للأزمة فى ليبيا، قال «إبراهيم عبدالعزيز صهد»، أمين عام الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، إن لديه معلومات تشير إلى أن دولاً غربية كبرى ستعترف بالمجلس الوطنى الانتقالى خلال الساعات المقبلة، بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، كما ألمح إلى أن تطورات سياسية وعسكرية قد تظهر قريباً. وأكد عبدالفتاح يونس، وزير الداخلية الليبى السابق، فى تصريحات لقناة «العربية» أن المحتجين باتوا يسيطرون على ما يقرب من ٩٠% من إجمالى المناطق الليبية، وأضاف يونس أن القتال فى طرابلس بات على مشارف معسكر العزيزية، وأن النظام الليبى سيسقط خلال أيام معدودة. جاء ذلك فيما أطلق ثوار «١٧ فبراير» سراح فريق بريطانى احتجز بضعة أيام فى بنغازى، معقل المعارضة فى شرق ليبيا، لأن أفراده دخلوا البلاد بشكل غير شرعى، معلنين أنهم رفضوا التحدث معهم، وقالوا: «إننا نرحب بأى وفد من بريطانيا يأتى بطريقة رسمية قانونية وسنتحدث إليه ونرحب به والموضوع انتهى وأرسلنا أعضاء الوفد إلى بلادهم». من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن الحكومة الليبية وافقت على السماح لفريق منها بتقييم الأوضاع الإنسانية فى البلاد. وقرر الأمين العام للمنظمة الدولية بان كى مون تعيين وزير الخارجية الأردنى السابق عبد الإله الخطيب مبعوثا خاصا إلى ليبيا لإجراء مشاورات عاجلة فى ليبيا وبقية دول المنطقة تتركز على الوضع الإنسانى. وقال الأمين العام فى بيان رسمى إن المدنيين يتحملون العبء الأكبر من تبعات القتال والعنف فى ليبيا، وإن من واجب الحكومة الليبية حمايتهم. ودعا البيان الحكومة الليبية إلى تجنب الهجمات العشوائية ضد الأهداف المدنية وعدم الإفراط فى الاستخدام غير الملائم للقوة. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات