والانتفاضة العربية تمتد إلى العراق ومخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة
الأحد، 6 مارس 2011 - 13:40
نيويورك تايمز
رؤية العادلى فى قفص الاتهام مشهد استثنائى
◄ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية، أن رؤية وزير الداخلية المقال، حبيب العادلى الذى اتسم فيما مضى بالقوة وإثارة الخوف خلف القضبان فى قفص الاتهام مرتديا الزى الأبيض الخاص بالسجناء كان مشهدا استثنائيا لم يعتاده المصريون الذين عانوا من استشراء الفساد فى شتى مناحى الخدمات الحكومية فى الآونة الأخيرة، لاسيما وأنه اعتاد كذلك على التحكم فى جهاز الشرطة بأكمله عندما استلم مقاليد الحكم كوزير للداخلية عام 1997.
وقالت الصحيفة إنه رغم نفى العادلى للاتهامات الموجهة إليه بشأن التربح غير المشروع وغسيل الأموال، بما يزيد عن 1.6 مليون دولار، إلا أن مئات المتظاهرين اجتاحوا مقرات أجهزة أمن الدولة، تلك المنظمة المكروهة من قبل الشعب، للتأكيد على التغير الذى حدث فى بلادهم، فضلا عن أنهم احتشدوا أمام كافة أجهزة أمن الدولة فى أماكن متفرقة من البلاد، وحرقوا أحد المراكز فى الإسكندرية مساء يوم الجمعة الماضية، وأشارت إلى أن حل جهاز أمن الدولة هو مطلب محورى للعامة.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن مصر عينت اللواء منصور العيسوى وزيرا جديدا للداخلية صباح اليوم، الأحد، ونسبت وكالة أنباء الشرق الأوسط إليه القول إن أولوياته تندرج تحت تعزيز الأمن، الذى تراخى بعد رحيل قوات الشرطة من الشوارع فى 28 يناير.
وقالت "نيويورك تايمز"، إن سلسلة الحرائق التى استهدفت مكاتب التحقيق الأمنية اقتنعت المصريين بأن مسئولين رفيعى المستوى يحاولون تدمير أدلة تدينهم.
إيران لن تملأ فراغ الشرق الأوسط وستزداد المنافسة بينها وبين مصر قريبا
◄ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى مقال لها نشرته تحت عنوان "العرب يقومون وطهران ترتعد"، أن رد فعل مسئولى طهران على حركات الصحوة التى اجتاحت العالم العربى عام 2011 يظهر أن قلب استراتيجية إيران المتعلقة بالشرق الأوسط يحمل بين طياته ازدراء مخفى لجهاز الاستخبارات العربى والحكم الذاتى والازدهار.
وقالت إن ما يراه الكثير من الشباب الإيرانى هو نضال مألوف بالنسبة لهم من أجل العدالة والكرامة الاقتصادية والحرية من الحكم الاستبدادى، غير أن المسئولين الإيرانيين حاولوا رسم هذا النضال كمحاولة عربية لتقليد الثورة الإسلامية والانضمام إلى طهران فى معركتها ضد أمريكا وإسرائيل.
وقالت الصحيفة إن الوضع العربى لطالما خدم المصالح الإيرانية حتى الآن، فالجموع المحبطة حكمتها أنظمة عاجزة غير قادرة على معاقبة إسرائيل، وينظر إليها كأنظمة تعتمد كليا على الأمريكيين، ورغم أن سقوط الحكومات الموالية للغرب يبدو للوهلة الأولى كصفعة لواشنطن وأمر إيجابى لطهران، إلا أن الأخيرة لن تملأ فراغ القوى فى الشرق الأوسط، مثلما يعتقد المحللون والنقاد الغربيون.
ومضت الصحيفة تقول إن العلاقة بين مصر وإيران، أقدم وأكبر دولتين من حيث عدد السكان فى المنطقة أغلب الظن ستتحسن، وستزداد المنافسة بينهما كذلك، فتعاظم النفوذ الإيرانى فى العالم العربى خلال العقد الماضى كان جزئيا بسبب تراجع الشأن المصرى، واحتمال عودة مصر تتسم بالفخر والحزم سيقوض بالتأكيد طموحات إيران الفارسية الشيعية لتكون فى طليعة الشرق الأوسط الذى تهيمن عليه الأغلبية السنية، وحقيقة الأمر إذا تمكنت مصر من خلق نموذج ديمقراطى يمزج بين التسامح السياسى، والرخاء الاقتصادى والبراعة الدبلوماسية، سيبهت أمامه النموذج الإيرانى القائم على التعصب وسوء الأوضاع الاقتصادية والمواجهة، بل وسيفقد أى جاذبية كان يتمتع بها فى العالم العربى.
ورأت الصحيفة أن تجدد النفوذ الإيرانى فى أماكن مثل البحرين واليمن أغلب الظن سيثبت أنه نفوذ محدود ذاتيا، فمثلما كان الوضع فى العراق، الألفة مع السلطات الإيرانية غالبا ما تولد الازدراء، وأظهرت استطلاعات الرأى أنه حتى الأغلبية من الشيعة العراقيين مستاءون من التدخل الإيرانى فى شئونهم، "فكلما ضغطت، كلما زادت مقاومتهم" على حد تعبير ريان كروكر، سفير أمريكى سابق إلى العراق.
واشنطن بوست
الانتفاضة العربية تمتد إلى العراق ومخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة
◄ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، الأحد، أن الانتفاضة العربية امتدت إلى العراق حيث نزل الآلاف من الشوارع أول أمس الجمعة، ولم يقابلهم سوى خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع وفى بعض الأحيان الذخيرة الحية.
وقالت الصحيفة إن عشرات قتلوا واتخذت الحكومة إجراءات صارمة لوقف التظاهرات بما فى ذلك احتجاز وضرب صحفيين ومفكرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن العراق مع ذلك تعتبر ديمقراطية بدائية، ومن ثم بعض ما يحدث يعد فريدا من نوعه فى المنطقة فالمحتجون لا يدعون إلى نظام سياسى جديد ويطلبون بدلا من ذلك أن يبدأ توفير خدمات أفضل وأمن أكبر.
وأوضحت أن لدى الولايات المتحدة سببا للقلق بشأن العراق، وأن الثورات التى تطيح بالفساد حتى تلك الحليفة للولايات المتحدة يمكن أن تكون مفيدة إذا ما قادت إلى أنظمة أكثر ليبرالية.
وأردفت أن "بعض البدائل مع ذلك للنظام السياسى الذى مازال هشا فى العراق قاتمة وتتمثل فى حرب أهلية طائفية مثل تلك التى اجتاحت البلاد فى 2006 أو تعزيز حاكم مستبد".
وأشارت الصحيفة إلى أن مرور ثمانية أعوام مازال يوحى بأن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى أو أى شخص آخر لا يميل إلى إحياء ديكتاتورية صدام حسين، وان المرجح أكثر أن تصل بعض الدول العربية لتشابه العراق فى ديمقراطيات انتخابية تتنافس فيها الأحزاب الإسلامية من أجل السلطة، ويتصارع الوزراء لتقديم خدمات، ويتوهج فيه الثقل الحكومى والإرهاب، وانه فى أفضل الأحوال فإن المطلب الشعبى لحكومة جيدة وديمقراطية أكبر سيدفع العراق وجيرانه ببطء صوب استقرار أفضل وليبرالية كما حدث فى إندونيسيا.
وذكرت أن النتائج الأكثر سوءا محتملة وتتمثل فى التساؤل لماذا يجب على الولايات المتحدة أن تظل مشاركة مع العراق حتى فى وقت تنسحب فيه قواتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات