كشفت نتيجة الاستفتاء العجول عن وجود شريحة من أولئك الذين كانوا يزعمون انحيازهم للثورة بألسنتهم، بينما قلوبهم محشوة ببارود الكراهية والحنق على الثوار، ويحملون ضغينة غير مبررة لميدان التحرير.
من هؤلاء من عاد إلى تلك النغمة السخيفة التى كنا نظن أنها انتهت إلى غير رجعة فى 25 يناير التى تعزف على ثنائية الشباب المتهور المنفلت، والشيوخ الناضجين العقلاء محتكرى الحكمة والوعى والفهم.
بعضهم كان ينظر بابتسامة صفراء ساخرة لدعوة الشباب للتظاهر يوم 25 يناير، ويعتبرها واحدة من تلك التقاليع الشبابية العابرة التى سرعان ما تتبخر مع أول ضربة عصا من جندى أمن مركزى.
آخرون كانوا فى ذلك الوقت يشدون الرحال إلى موائد التنظير والتفلسف فى العواصم العربية للحديث بكل تقعر عن العولمة والكوكبية، وحين باغتتهم لحظة الثورة بقوا أياما فاغرى الأفواه، دون أن تمتد أياديهم «الشريفة» لتناول ما اعتبروه «لعب عيال» إلا فى اليوم الخامس للثورة.
ومن أسف أن هؤلاء الآن يتحدثون باعتبارهم آباء الثورة ومعلمى الثوار، وينهالون نقدا وتوبيخا لصناع المعجزة طالبين منهم إخلاء الساحة لهم والاكتفاء بهذا القدر، ليفسحوا المجال لحكمة الشيوخ وأفكارهم العظيمة.
لقد سكت الحكماء واختبأوا بينما كان الشباب الثائر يتسلق النخلات العاليات غير آبه بلسع الزنابير ورصاص الهجانة واحتمالات السقوط من أعلى، وحين تأكدوا من أن الشباب اجترح المعجزة وحصد البلح، خرج الشيوخ من مخابئهم وانتشروا أسفل النخيل باسطين حجرهم كى يتلقفوا الثمار فيه، ثم يعودون إلى خيلائهم.
بل إن الأمر وصل بالبعض إلى حد أن يستكثر على الشباب أن يكون لهم صوت ورؤية لما ينبغى أن تكون عليه أوضاع مصر بعد الثورة، حتى أن عبارات من عينة «العيال نسيوا نفسهم» سمع دويها فى الفضاء السياسى المصرى على خلفية السجال حول التعديلات الدستورية.
لقد تعاملت بعض شرائح المجتمع مع الثوار بمنتهى الجحود و«الندالة» والانتهازية، فقد اعتبروا ــ إلى حين ــ أن شباب الثورة هم مفخرة مصر وجمالها الأخاذ، وحين جاء وقت توزيع الغنائم سمعنا من ينهر الشباب ويعنفهم ويقول لهم «كفى لا تنسوا أنفسكم» بل ويحاول ترويج صورة ظالمة عنهم بأنهم «أعداء الاستقرار».
ومشكلة هذه الثورة الناصعة أنها «ثورة رومانسية ومثالية» والوصف مستعار مع حفظ الحقوق لرئيس مجلس الشعب ووزير الثقافة والإعلام السابق منصور حسن، فالحاصل أن مثالية هؤلاء الشباب ونقاءهم الثورى الرائع لم تسعفهم من أولئك الصيادين المحترفين، الذين ربتوا على أكتافهم وأخذوهم بالأحضان فى البداية، ثم انقضوا على ما معهم لحظة الجد.
من هؤلاء من عاد إلى تلك النغمة السخيفة التى كنا نظن أنها انتهت إلى غير رجعة فى 25 يناير التى تعزف على ثنائية الشباب المتهور المنفلت، والشيوخ الناضجين العقلاء محتكرى الحكمة والوعى والفهم.
بعضهم كان ينظر بابتسامة صفراء ساخرة لدعوة الشباب للتظاهر يوم 25 يناير، ويعتبرها واحدة من تلك التقاليع الشبابية العابرة التى سرعان ما تتبخر مع أول ضربة عصا من جندى أمن مركزى.
آخرون كانوا فى ذلك الوقت يشدون الرحال إلى موائد التنظير والتفلسف فى العواصم العربية للحديث بكل تقعر عن العولمة والكوكبية، وحين باغتتهم لحظة الثورة بقوا أياما فاغرى الأفواه، دون أن تمتد أياديهم «الشريفة» لتناول ما اعتبروه «لعب عيال» إلا فى اليوم الخامس للثورة.
ومن أسف أن هؤلاء الآن يتحدثون باعتبارهم آباء الثورة ومعلمى الثوار، وينهالون نقدا وتوبيخا لصناع المعجزة طالبين منهم إخلاء الساحة لهم والاكتفاء بهذا القدر، ليفسحوا المجال لحكمة الشيوخ وأفكارهم العظيمة.
لقد سكت الحكماء واختبأوا بينما كان الشباب الثائر يتسلق النخلات العاليات غير آبه بلسع الزنابير ورصاص الهجانة واحتمالات السقوط من أعلى، وحين تأكدوا من أن الشباب اجترح المعجزة وحصد البلح، خرج الشيوخ من مخابئهم وانتشروا أسفل النخيل باسطين حجرهم كى يتلقفوا الثمار فيه، ثم يعودون إلى خيلائهم.
بل إن الأمر وصل بالبعض إلى حد أن يستكثر على الشباب أن يكون لهم صوت ورؤية لما ينبغى أن تكون عليه أوضاع مصر بعد الثورة، حتى أن عبارات من عينة «العيال نسيوا نفسهم» سمع دويها فى الفضاء السياسى المصرى على خلفية السجال حول التعديلات الدستورية.
لقد تعاملت بعض شرائح المجتمع مع الثوار بمنتهى الجحود و«الندالة» والانتهازية، فقد اعتبروا ــ إلى حين ــ أن شباب الثورة هم مفخرة مصر وجمالها الأخاذ، وحين جاء وقت توزيع الغنائم سمعنا من ينهر الشباب ويعنفهم ويقول لهم «كفى لا تنسوا أنفسكم» بل ويحاول ترويج صورة ظالمة عنهم بأنهم «أعداء الاستقرار».
ومشكلة هذه الثورة الناصعة أنها «ثورة رومانسية ومثالية» والوصف مستعار مع حفظ الحقوق لرئيس مجلس الشعب ووزير الثقافة والإعلام السابق منصور حسن، فالحاصل أن مثالية هؤلاء الشباب ونقاءهم الثورى الرائع لم تسعفهم من أولئك الصيادين المحترفين، الذين ربتوا على أكتافهم وأخذوهم بالأحضان فى البداية، ثم انقضوا على ما معهم لحظة الجد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات