الأقسام الرئيسية

لا دور للتنظيم في انتفاضات الشعوب ضدّ حكامهم: القاعدة تجد نفسها في مفترق طرق بعد ثورات العرب الأخيرة

. . ليست هناك تعليقات:
ل
أشرف أبو جلالة من القاهرة

GMT 2:30:00 2011 الثلائاء 1 مارس

يطرح المتابعون تساؤلات عدة بخصوص ضعف دور القاعدة في الحراك الذي تشهده البلدان العربية المنتفضة ضدّ زعمائها. من بين تلك التساؤلات: هل تَضعَف الشبكة الإرهابية ببطء، وتتحول إلى جهة لا علاقة لها بما يدور حولها من أحداث؟ أم إنها ستجد وسيلة لاستغلال الفوضى الناجمة من الاضطرابات السياسية؟.


واشنطن: بعدما ظلّ زعماء تنظيم القاعدة يشجبون قادة العالم العربي على مدار ما يقرب من عقدين، ويصفونهم بأنهم "دمى" في يد الغرب، ويواصلون المطالبة بإسقاطهم، كانت كلمة الفصل في نهاية الأمر بيد الشعوب المنتفضة الواحد تلو الآخر خلال الأسابيع الماضية، للإطاحة برؤسائها، وهو ما حدث في تونس ومصر، وربما ليبيا عما قريب، لكن اللافت بعد هذا كله هو أن القاعدة لم تلعب مطلقاً أي دور في تلك الأحداث.

قد نجحت حركات المعارضة التي تتألف من عناصر مختلفة، وظهرت فجأةً، وأثبتت قوتها في تجنب مبدأين رئيسين للعقيدة الخاصة بالقاعدة، وهما: العنف القاتل والتعصب الديني. واستعان المتظاهرون بالقوة للدفاع عن أنفسهم، وتعاملوا مع الإسلام كفكرة طارئة، وتبنّوا النهج الديمقراطي، الذي يعتبر لعنة لأسامة بن لادن وأتباعه.

لذا، فإنه بالنسبة إلى القاعدة – وربما للسياسات الأميركية التي بُنِيت حول التهديد الذي تشكله – فإن الثورات الديمقراطية التي جذبت انتباه العالم تمثل مفترق طرق.

وهو ما جعل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تتساءل في مقال لها اليوم حول هذا السياق، بقولها "هل تَضعَف الشبكة الإرهابية ببطء، وتتحول إلى جهة لا علاقة لها بما يدور حولها من أحداث؟، أم إنها ستجد وسيلة لاستغلال الفوضى الناجمة من الاضطرابات السياسية وخيبة الأمل التي ستلي حتماً تلك الآمال التي بلغت ذروتها الآن؟".

ويرى كثير من المتخصصين بشؤون الإرهاب ومنطقة الشرق الأوسط أن الأسابيع القليلة الماضية حظيت بتحضيرات لكارثة تاريخية بالنسبة إلى تنظيم القاعدة.

وأوردت الصحيفة هنا عن بول بيلار، الذي درس الإرهاب والشرق الأوسط على مدار ما يقرب من ثلاثة عقود في المخابرات الأميركية، ويعمل الآن في جامعة جورج تاون، قوله "حتى الآن، يمكنني أن أؤكد أن بطاقة النتائج تبدو رهيبة للغاية بالنسبة إلى تنظيم القاعدة".

فالديمقراطية تعتبر أنباءً سيئةً بالنسبة إلى الإرهابيين. وكلما زادت الطرق السلمية التي يمكن أن يستعين بها الأشخاص للتعبير عن مظالمهم وتحقيق أهدافهم، كلما قلت احتمالية توجههم إلى ممارسة العنف بغية إنجاز المطالب نفسها. وإذا كان يأمل زعماء تنظيم القاعدة في أن يغتنموا تلك اللحظة، فإن تحركاتهم وردود أفعالهم كانت بطيئة.

حيث التزم بن لادن الصمت، وأصدر نائبه المصري، أيمن الظواهري، ثلاثة بيانات غير مترابطة من مخبأه المفترض في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، بدت غير متزامنة بشكل غريب مع مستجدات الأحداث، حيث لم يُشَر في أي من تلك البيانات إلى الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك، التي قامت حكومته باعتقال وتعذيب الظواهري في ثمانينات القرن الماضي.

وتابعت الصحيفة بنقلها عن بريان فيشمان، خبير الإرهاب في مؤسسة أميركا الجديدة، قوله "إن الإطاحة بالرئيس مبارك كان هدفاً للظواهري منذ أكثر من 20 عاماً، وهو ما لم يفلح في تحقيقه. والآن، تمكنت حركة سلمية غير دينية مؤيدة للديمقراطية من التخلص منه في غضون أسابيع. إنها لمشكلة كبرى بالنسبة إلى تنظيم القاعدة".

وقال ستيفن سيمون، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية إن "هناك ميزة فعلية للمتشددين في أي مكان يضعف أو يشتت فيه إنفاذ القانون والأمن المحلي. لكن على كل، يمكن القول إن التطورات التي شهدتها البلدان العربية أخيراً تمثل هزيمة إستراتيجية للجهاد العنيف. وقد أظهرت تلك الانتفاضات أن الجيل الجديد لا يهتم بشكل كبير بأيديولوجية القاعدة. وأرى أن تصريحات الظواهري يائسة، إن لم تكن مثيرة للشفقة".

وأشار أيضاً مايكل شوير، مؤلف سيرة حياة جديدة عن بن لادن وقائد وحدة مطاردة بن لادن في المخابرات الأميركية في أواخر تسعينات القرن المنصرم، إلى أنه يعتقد أن الأميركيين، بما في ذلك كثير من الخبراء، قد أخطأوا في الحكم على الانتفاضات العربية الأخيرة من خلال تركيزهم على المتظاهرين العلمانيين الناطقين بالإنكليزية والمتأثرين بالحضارة الغربية.

وأوضح أن الآلاف من الإسلاميين أُفرج عنهم من سجون في مصر وحدها، وأن الإطاحة بعدو القاعدة، الرئيس مبارك، ستساعد في تنشيط مختلف المشارب الإسلامية، بما في ذلك الخاصة بالقاعدة وحلفائها.

وختمت النيويورك تايمز حديثها بنقلها عن كريستوفر بوسيك، الذي قام بدراسة الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، قوله "يجب أن تكون هناك إعادة تفكير في الطريقة التي تتواصل من خلالها الولايات المتحدة مع هذا الجزء من العالم. وعلينا أن نوضح أن أمننا لم يعد يأتي على حساب سوء الإدارة وتجاهل حقوق الشعوب في تلك البلدان. ويمكنني أن أقول الآن إن كل المعطيات قد ذهبت".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer