الأقسام الرئيسية

فايسبوك جبهة أخرى للمواجهة في سلطنة عُمان

. . ليست هناك تعليقات:
الشعار الأبرز.. وسائل الإعلام المحلية مقصّرة في التعامل مع الحدث

إعداد خلف خلف

GMT 22:50:00 2011 الإثنين 28 فبراير

خلال الفترة القليلة الماضية، ساهم فايسبوك في تحقيق عدد من أهداف الثورة التي قامت في بلدان عربية عدّة، إذ كان أداة مهمة في تنظيم صفوف المتظاهرين، وهو ما جعل الشباب في سلطنة عُمان يلجأون إليه على ما يبدو للتعبير عن مطالبهم في التغيير، ونقل أحداث التظاهرات في صحار.


نشرت على فايسبوك، جزء من الاحتجاجات في صحار

في وقت يتهم المتظاهرون في سلطنة عُمان وسائل الإعلام المحلية بالإنحياز إلى الحكومة، ومحاولة تقزيم تحركاتهم السلمية، اندفع الكثير منهم إلى البحث عن نافذة أخرى للتنفيس والتعبير عن آرائهم، ووجدوا ضالتهم في مواقع التواصل الإجتماعي على الإنترنت "فايسبوك"، والتي بدأت تشهد نقاشاً حاداً حول تظاهرات صحار وأهدافها، ويلمس المتابع أن هناك حالة من الانقسام في صفوف المبحرين على فايسبوك، فبينما يطالب البعض بإعطاء النظام الحاكم فرصة، يذهب آخرون إلى التشديد على ضرورة محاكمة كل الوزراء، داعين إلى التصعيد في المظاهرات حتى تحقيق كامل المطالب.

وتحت عنوان "بيان السلم والوئام الوطني"، أكد المتظاهرون على مطالبهم، ومما جاء في البيان "يا أبناء عُمان؛ أيها الشباب الأحرار؛ المتطلعون إلى غدٍ عُماني مشرق، إن ما يشهده الوطن في هذه اللحظة التاريخية من تاريخه المعاصر من مطالبات مشروعة للإصلاح الدستوري، والسياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ لهو مفخرة نعتزّ به جميعنا. ونحن ماضون في هذا النضال السلمي؛ ولأننا واثقون بأن السلطان يقدّر هذا الشعب، ويأخذ مطالبه بجدية الواثق بأن الوطن للجميع".

مطالب المحتجين

المطالب التي يدعو المتظاهرين إلى تحقيقها، كما جاءت في البيان، هي: إدانة كل أشكال العنف غير المبرر الذي استخدم في حق المواطنين، معبرين في الوقت عينه عن تقديرهم للتوجيهات التي أصدرها السلطان أمس، والتي يرونها خطوة مباشرة في مسيرة الإصلاح والتغيير.

وقال البيان الذي وقّع عليه سعيد الهاشمي، وبسمة مبارك سعيد، وناصر البدري "ننتظر مصير تنفيذ بقية المطالب وخاصة الجذرية منها والتي تطال؛ البنية الأساسية للنظام السياسي والاقتصادي". وأكدوا على أن "حق الاعتصام والتجمع السلمي للمطالبة بمحاسبة الفاسدين والمسيئين للسلطان والوطن؛ مما اقترفته أيديهم من قتل، وتخريب، ونهب للمال العام، مكفول ولا يحق لأحد أن يمنعه. وكذلك مشروعية ما نطالب به، مدفوعين بالحرص والواجب تجاه الوطن، ورمزه المتمثل في شخص السلطان قابوس، وتجاه المواطنين الشرفاء.

كما رفض البيان كل أشكال تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة، التي حدثت في صحار وباقي مناطق السلطنة، وأهاب بالجميع التزام أقصى درجات الحرص الوطني بمكتسبات هذا البلد، وسمعته، والدعوة إلى اليقظة الوطنية، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، سواء من المواطنين المعتصمين، أو رجال الأمن؛ لتصل هذه المطالب، وتنفذ وفق برنامج زمني معلن، والحفاظ على الأمن والسلم الوطني مسؤولية الجميع، لذا "علينا التنبه من تصرفات المندسين بين المواطنين غرض التخريب وتشتيت الجهود المخلصة؛ الأمر الذي لن يخدم المشروع الوطني للإصلاح والتغيير".

أجندة خارجية

محتجون في عمان يطالبون بمحاكمة المفتش العام للشرطة والجمارك

تنوعت مشاركات المبحرين على موقع فايسبوك، فهناك من عبّر عن اعتقاده أن التظاهرات تحقق اجندة خارجية، وقال احدهم "يا شباب ندائي لكم جميعًا لا تنخدعوا مثلما انخدعت وانخدع غيري، فالمظاهرة في صحار ليست بريئة، فهي مدفوعة من الخارج، وإلا لما أصرّوا على تقطيع أوصال اقتصادنا باستهداف الميناء والمنطقة الصناعية وقطع الطرق، الحذر الحذر. نعم نختلف في بعض الأمور مع الحكومة، ولكن لا يمكن المساس بالمقوّمات وإلا سندفع الثمن غاليًا، نعم هذه المظاهرة مدفوعة من الخارج".

ونشر عُماني نص رسالة وصلت إلى هاتفه الخلوي، تفيد أن المتظاهرين مدفوع لهم مبالغ مالية لزعزعة الامن، وخصوصا في صحار، والمخربون ليسوا من صحار، ووضع رقم الهاتف الذي وصلته منه الرسالة، مشيراً إلى أن الرقم غير قابل للاتصال به.

كما عبّر مشارك آخر عن أسفه لما يجري من تخريب خلال التظاهرات، وقال "إلى جميع شباب السلطنة المعتصمين، يؤسفنا ما قد رايناه اليوم من أعمال تخريب في الممتلكات العامة والخاصة، كحرق مجمعات وحرق سيارات ومنشأت حكومية، منذ البداية كنا معكم يداً بيد، لكن عملية أن يقوم بعض المتظاهرين بعمليات شغب فهذا لانرضاه منكم، ولسنا معكم، فالمتضرر الاول والاخير هو نحن كمواطنيين، ولا نعلم ما هي الاهداف من هذا الشغب. اما اذا كان على المطالب فهناك طرق عدة كي نرفع أصواتنا الى الأعلى، وأن تلبّى مطالبنا، بمجرد أن الشعب اجتمع يدا بيد تدخل مجلس الشورى، وتدخل وزير الديوان وتدخل فهد بن محمود، وصارت هناك بعض التعديلات، إذاً بداية الغيث قطرة، فلماذا لم تستمروا على ما كنتم عليه؟".

كما وجه أحد المشاركين دعوة إلى المتظاهرين للعودة إلى منازلهم: "تحية لرجال الجيش البواسل وشباب عُمان الأحرار ونتمنى من جميع المعتصمين والمتظاهرين تهدئة الأوضاع والرجوع إلى المنازل، وإعطاء فرصة للحكومة لتنفيذ ما وعدت به بعد إثبات حسن النية. ونتمنى من الحكومة أن لا تستعجل في تبني قرارات عبارة عن حبوب مخدرة لتهدئة الوضع، ولكن تتبنى مطالب الإصلاح الحقيقية: وأهمها إعادة هيكلة تحجيم الأجهزة الأمنية وعزل رموزها وتكوين حكومة جديدة برئيس وزراء ودراسة وضع الطبقات المهمشة دراسة جادة (المعوقون، والضمان، والمتقاعدون) وإنشاء هيئة مكافحة الفساد، وتكوين المجالس البلدية التي تدير شؤون الولايات بإنتخابات حرة".

ودافع البعض عن حق التظاهر، قائلاً إن "المظاهرة في دوار ميناء صحار الصناعي هي مظاهرة سلمية ومطالبها معروفة. أما أعمال التخريب التي حصلت في صحار بالتحديد في دوار صحار (الكرة الأرضية) مثل حرق اللولو وغيرها من أعمال التخريب، فهي كانت من مجموعة قليلة، والذي دفعهم إلى ذلك هو ضربهم وأصدقائهم من قبل رجال الأمن ومقتل أصدقائهم أمام أعينهم".

جاء على مجموعة معنونة باسم "أخبار مظاهرات صحار" أنه تم تسليم 15 من المخربين إلى الأمن، وأن الأوضاع مستقرة جدًا، ولا صحة لأخبار الفوضى المستمرة في صحار، فالجو هادئ جدًا، ويصل المعتصمون إلى قرابة 3000 حاليًا. وورد ايضاً أن الجيش يطلب من المتظاهرين في صحار أسماء من يمثلهم، ويستأذنهم في أن يقوم بحماية الممتلكات العامة والخاصة بدلاً من اللجان الشعبية".

غضب على وسائل الإعلام

حريق اللولو في ميناء صحار

تلمس حالة من الغضب على وسائل الإعلام العُمانية، فقد كتب احدهم قائلاً "انا بصراحة ضد عملية تقزيم المتظاهرين المخربين لأنه مع تقزيمهم اكثر من قبل الإعلام سوف يكون رد فعلهم اكبر، وعلى الإعلام البحث الجدي في مطالب المحتجين، ومحاولة إيصال رايهم إلى متخذي القرار، وليس التقزيم".

وقال آخر "على الإعلام العُماني تغيير أسلوبه في طرح القضية والتحول الى الأسباب التي ادت إلى أعمال التخريب في صحار وليس إلقاء الوم عليهم لان لكل فعل رد فعل، هذا سوف يحل المشكلة، لكن اسلوب الطرح الأخر سوف يزيد الأمور تعقيدًا".

وعلق أحد القراء على الاتهامات الموجة إلى الإعلام المحلي، بالقول "إن الإعلام العُماني وجد ما يواري به سَوْءَةَ الفساد الإداري في البلد من خلال تسليط الضوء على أعمال التخريب فقط والتغاضي عن مطالب المعتصمين السلميين في الولايات العُمانية، وخصوصاً في صحار".

وتحت عنوان "اسئلة مشروعة" وجّه أحد المشاركين تساؤلات عدة للسلطان قابوس، قائلاً "صاحب الجلالة عندما يأمر بتوظيف 50 ألف مواطن أين كانت هذة الوظائف من قبل؟ وإذا كان المقصود خلقها وإيجادها لماذا لم يتم هذا من قبل؟ مع العلم أن أزمة البطالة أزمة عامة، ويكاد لا يخلو منها منزل، ويكذب من يقول إنه لم يشعر بوجودها وتفاقمها؟".

وقال مشارك آخر "الكل يتكلم عن تخريب الممتلكات، ولا يوجد من يتكلم عن تخريب المواطنين، تخريب الارواح، الشباب مستقبلهم غامض وصعب بسبب السياسات الاقتصادية المهينة لهم في عُمان، الرواتب غير المنصفة، البعيدة عن القيمة السوقية لأحتياجات الشباب، لا توجد حماية حكومية لهم من الفاقة والفقر، وأصبح الشباب يبحثون عن الرواتب في الإمارات ودولة قطر من أجل الحياة الكريمة، هولاء الشباب وجدوا أن الحكومة الاماراتية والحكومة القطرية قريبة من المواطن، وتعامل المواطن كأساس للبلدان ونواة للتقدم من خلال مظاهر التقدير المادي والمعنوي لمواطنيها، حيث إن الابواب مشرعة لهم، وكذلك الرواتب التي تساندهم في معيشتهم".

رد عليه احد المعلقين بالقول إن "السؤال الذي يطرح نفسه، هو ماذا يحدث لو ان عدد سكان المواطنين في السلطنة أصبح 10 او 20 مليون؟ ماذا يكون مصير المواطن، الثقة معدومة لدى المواطن تجاه الحكومة، اتمنى من قلبي ان يقلب السلطان الطاولة على هؤلاء المسؤولين، ويغيّر الحال التي يعانيها الشباب، وان لا يسمح للمخربين الحقيقيين ان يضيعوا المواطن".

أما المشارك عمر البلوشي فكتب تحت عنوان "الى أبناء وطني عُمان الغالية": "نحن ضد من يخرب ممتلكات وطننا الغالي عُمان، ويتعدى على أمن دولتنا، ويضيع سمعتها، نحن نحيا في أمان تحت ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس".

في النهاية، يبدو أن العُمانين لم يعودوا يستخدمون فايسبوك فقط من أجل إسماع صوتهم ومطالبهم للحكومة، بل يستخدمونه للمساعدة في العثور على المفقودين خلال الأحداث التي تشهدها البلاد، فنشر أحمد الجسمي إعلاناً على مجموعة "أخبار أحداث صحار" يقول فيه "قبل 9 ساعات فُقد طفل من أمام منزله.. اسمه مازن البهلاني من مطرح وعمره 10 سنوات، فعلى من يجده الاتصال بوالده، ووضع رقم الهاتف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer