الأقسام الرئيسية

هل يمكن للحاكم أن يقتل معارضيه بفتوى دينية فى العصر الحديث؟؟

. . ليست هناك تعليقات:


الدكتور البرادعى
أحد الشباب الغيور على وطنه دخل معى فى نقاش حول الأوضاع الراهنة فى مصر،وعلى الرغم من أنه محب للإخوان المسلمين،وربما يكون أحد أعضاء الإخوان المسلمين التابعين لفريق ما يسمى بالجناح الإصلاحى الذى بدأ -هذا الجناح - يكتب مقالات خطيرة جدا وكأنها شبه انقلاب على جماعة الإخوان كان آخرها مقال طويل جدا فى صحيفة الفجر كتبه الأستاذ "ثروت الخرباوى" خلط فيه بين النصيحة والهجوم على الجماعة وكان المقال يحمل عنوان "ما الذى فعله تنظيم العشرات فى الجماعة التى تغير قلبها ؟" وواضح من العنوان النقد اللاذع للجماعة،والحقيقة أنى قرأت المقال وشعرت بأن هناك شئ ما يخبئه القدر لجماعة الإخوان ومثل تلك المقالات هى مقدمة لما يشبه الانفجار داخل الجماعة إذ لم يتم تدارك الأمر وبسرعة وهذا أمر يخص الشأن الداخلى للجماعة..لكن فى خضم هذا النقاش لفت نظرى هذا الشاب إلى مقال كتبه الشيخ "محمود عامر" هكذا وصفه الشاب بأنه الشيخ أو هكذا مكتوب على موقعه "جمعية أنصار السنة" بدمنهور وبالفعل دخلت الموقع وقرأت المقال الذى يحمل عنوانا دينيا أقل ما يوصف به أنه مقال دموى وإرهابى وهو "حكم الشريعة فى تصريحات البرادعى الأخيرة" ولأن العنوان لافت للنظر لوجود كلمتين فى العنوان (الشريعة،والبرادعى) ولأن اللحظة والتوقيت قد يجعلان أى متابع للساحة السياسية لا يترك مثل هذا الخبر أو المقال وبالفعل قرأت الموضوع فإذا هو كالصاعقة لما فيه من تحريض على القتل مصحوب بتوثيق دينى لأن الكاتب الهمام صاحب الفضيلة أراد أن يبارى نائب الرصاص فزاد عليه بأن وثّق كلامه بنصوص دينية على فهم خاطئ،ويبدو أن الشيخ أيضا يرمى إلى أشياء لا نعلمها الله يعلمها ففى مقاله وجدت دعوة شبه صريحة لقتل الدكتور "البرادعى" باعتبار أنه ينادى بالتغيير،وهنا أسأل هل طلب مواطن الفتيا من الشيخ فى أمر "البرادعى" مع التأكيد أننى لست من مؤيدى البرادعى..لكن من مؤيدى التغيير وهذه الفتوى الغريبة والشاذة لا تخص فقط الدكتور البرادعى بل هى تخص كثير من السياسيين فى مصر بما فيهم بعضا من الحزب الحاكم المجروح من انتخابات 2010 بدأت تجرى على لسانه مصطلحات لم تكن تجرى من قبل وهذا من إيجابيات انتخابات 2010،ولك أن تتخيل أيها الشيخ المتبرع بمساندة النظام الحاكم فى مصر كما لو أنك النائب الأول لرئيس الجمهورية وتخشى على ضياع منصبك ولا اعتراض لدى أنك تساند حتى "نتنياهو" فى تل أبيب فلربما ترى ما لا نراه ولن أدخل معك فى جدال دينى حول مقالك الذى يشبه الفتوى لأنك خلطت بين الحاكم الذى يأتى بالشورى يوم أن كان للشورى وزنها وبين من يأتى بغير الشورى ثم إنك فى دعوتك لقتل "البرادعى" هل ترى أن النظام سهل عليه أن يتخلص من خصومه بالقتل ..النظام نفسه لم يقل بهذا ويحاول أن يجمل نفسه بالصبر على ما يواجهه من انتقادات لاذعة وصلت إلى قمة النظا،م ثم ماذا لو أن صبيا من الصبية الجهلاء اعتمد على فتواك الإرهابية وذهب إلى الدكتور "البرادعى" وطعنه بسكين على غرار ما حدث للأديب وكاتبنا المصرى الراحل "نجيب محفوظ" يوم أن قام أحد الموجّهين بمثل تلك الترهات وطعنه بسكين وقد بلغ من الكبر عتيا وحينما سئل هذا الصبى هل قرأت روايات "محفوظ" قال إنه لم يعرف عنها ولم يقرأها وحتى لو كان فيها ما لا يتفق مع البعض وبخاصة رواية "أولاد حارتنا" فليس القتل هو سبيل المواجهة ولا أرى إن مثل تلك الفتاوى الضالة إلا نوع من أنواع التزلف للحاكم ولا أظن أن يأخذ بها حاكم عربى إلا إذا كان قد فقد عقله وطار رشده فقط فى هذه الحالة ربما يلجأ إلى مثل تلك الفتاوى الإرهابية،كنت أتمنى من فضيلة الشيخ بدلا من أن يوغر صدر الحاكم ضد معارضيه كان عليه أن يطالب الحاكم بالاستماع إلى وجهة نظر الآخرين،وعلى الرغم من أننى ضد مصادرة الرأى إلا أننى أطالب بمنع أى موقع تنشر عليه مثل تلك السخافات التى يلبسها البعض لباس الدين،والدين منها براء،فلم نسمع مثلا أن البرادعى أو غيره طلب من المصريين أن يخرجوا بسيوفهم وأسلحتهم لمواجهة النظام،بل كل ما يقوله هو الدعوة السلمية للتغيير وقد يقبل البعض طرحه وقد يرفضه الآخرون وهذا ما يحدث الآن وبين القبول والرفض تقف الدولة تنظر من بعيد لمراقبة الأجواء ولم يقل أحد بقتل الناس إلا أحد النواب المشهور بنائب الرصاص وقامت عليه الدنيا ولم تقعد ونحمد الله أنه لا يعرفك ولا تعرفه وإلا كان استشهد بفتواك المدمرة للوطن ولو مر هذا الموضوع دون محاسبة فلا تلوموا أحد إذا استخدم نظرية المؤامرة وقال إن هناك جهات حكومية هى التى أوعزت إلى مثل هذا الرجل أن يقول مثل هذا الكلام،والأدهى والأمر أن هناك من يتلقف مثل تلك الفتاوى الصادرة عن أشخاص ذى صفة دينية ليطعنوا فى الدين والإسلام،وليت الشيخ كان قد شاهد منظر تلك السيدة السودانية التى تم جلدها علنا وقد شهد العالم كله هذا المنظر المقذذ والفظيع اللهم إلا إذا كان البعض قد تعمد نشر هذا المقطع لحاجة فى نفس المسيئين للدين وما أكثرهم ولا أملك إلا أن أقول لهذا الشيخ وأمثاله الذين أفلسوا فى إيجاد حلول للمشاكل التى نراها كل يوم ويبدو أنه وجد حلا سريعا لكل مشاكلنا فى دعوته العبقرية فى قتل المعارضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer