الأقسام الرئيسية

البرادعى فى ضيافة الجيش

. . ليست هناك تعليقات:
قلم: وائل قنديل
wael kandil new

2 مارس 2011 09:41:58 ص بتوقيت القاهرة


والله احلويتى يا بلدى

اللقاء بين المجلس العسكرى والدكتور محمد البرادعى كان مطلبا ثوريا بامتياز، عبرت عنه فى مقالى، أمس، مستندا إلى أن كلا الطرفين لعب دورا محوريا ومؤثرا فى ثورة 25 يناير العظيمة.

فالبرادعى كان عنصرا فاعلا ومؤثرا فى معادلة الثورة.. والجيش كان العنصر الأهم فى تأمين نضوج التفاعل ونجاح تجربة الثورة والوصول بها إلى مرفأ آمن، بعد أن كادت الأمور تنفلت وتصل إلى صدام دموى فى ظل عناد رأس النظام السابق وإصراره على جر الجيش والشعب إلى مواجهة مخيفة.

وأشهد أن البرادعى كان فى طليعة عارفى ومقدرى فضل القوات المسلحة فى حماية واحتضان هذه الثورة، وإظهار استعداد صادق للانتقال إلى مصر جديدة ومختلفة كما حلم بها الثوار.

غير أنه كان لافتا أنه لم يحدث حوار ونقاش بين المجلس العسكرى والدكتور البرادعى، بكل ما لديه من رؤية سياسية شاملة وتصورات لشكل مستقبل مصر بعد نجاح الثورة، وهذا ينطبق على رموز أخرى كثيرة كانت بمثابة الآباء الروحيين للثورة، مثل الدكتور محمد غنيم والمستشار هشام البسطويسى وقائمة طويلة من أفذاذ مصر ممن تشكل وجدان الثوار على ضوء إسهاماتهم فى الحياة السياسية المصرية، قولا وفعلا وكتابة ومواقف سجلتها ذاكرة مصر المعاصرة.

وبهذا الاعتبار يمكن النظر إلى اللقاء بين المجلس العسكرى مع البرادعى ورموز مصرية كبيرة، أمس، على أنه تدشين لمرحلة جديدة ومهمة فى مسيرة الثورة، بعد فترة شهدت نوعا من الإلحاح المكثف على تكريس فكرة أنها «ثورة الشباب»، فى محاولة من بقايا النظام القديم لاختزال الثورة واختصارها بشكل مخل، بعيدا عن حقيقة ناصعة تقول إنها ثورة كل الشعب المصرى التى صهرت الجميع فى سبيكة واحدة تألقت ولمعت فى ميدان التحرير وجميع ميادين مصر، حيث اختفت كل التقسيمات الطائفية والطبقية والفئوية والعمرية، وظهرت مصر كما ينبغى لها أن تكون.

وأتصور أن المجلس العسكرى يدرك تماما أننا مقبلون على مرحلة جديدة فى مسيرة الثورة، لا يصح معها انتهاج سياسة الإقصاء والإبعاد، ذلك أن الجميع مدعوون الآن للإسهام فى استعادة مصر القوية بعد عقود من الاختطاف والتقزيم والانهيار السياسى والأخلاقى والتعليمى.
ومن ثم، فإن التداول فى أفكار من عينة المجلس الرئاسى والحكومة الائتلافية المؤقتة والانفتاح على جميع الأطياف السياسية هو الضمان الحقيقى لصناعة مستقبل بلد يطمح أبناؤه جميعا فى أن يسترد وعيه وعافيته، ويقف على قدميه من جديد، خصوصا أنه ملىء بالكفاءات التى تستطيع أن تنجز مهمة النهضة وإصلاح ما فسد على مدار العقود الماضية.

ويبقى على السادة الذين سمعوا أسماءهم فى قوائم المطلوب تنحيهم عن إدارة مصر بعد نجاح المرحلة الأولى من ثورتها أن يخلوا أماكنهم لمن يطالب الشعب بأن يكونوا فى صدارة المشهد الآن.

أتمنى أن تفهموا ذلك قبل أن يأتى يوم الجمعة.


wquandil@shorouknews.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer