ويشير هذا الهجوم الذي تعرضت له ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الى تصعيد موجة من الاشتباكات بين جيش الجنوب والميليشيات وهو ما يثير مخاوف بشأن استقرار جنوب السودان مع دنو موعد انفصاله المقرر عن الشمال في التاسع من يوليو تموز القادم.
وقال فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الجنوبي صباح يوم السبت "هناك قتال يدور في ملكال. الميليشيا اخترقت البلدة. اغاروا ليلا."
وألقى اجوير بالمسؤولية عن الهجوم على ميليشيا كانت متحالفة مع جورج اثور الزعيم المنشق عن الجيش الشعبي في الجنوب الذي اعلن انشقاقه العام الماضي قائلا بانه تعرض للاحتيال في انتخابات حكام الولايات بولاية جونقلي المجاورة.
وفي يناير كانون الثاني الماضي صوت الجنوبيون بأغلبية كاسحة لصالح الانفصال عن الشمال في استفتاء وعدت به اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الجانبين عام 2005 والتي أنهت عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.
ويتهم الجيش والحكومة في جنوب السودان الشمال بمؤازرة ميليشيات في الجنوب لزعزعة استقرار المنطقة والسيطرة على امكانات الجنوب النفطية وهو الاتهام الذي تنفيه حكومة الخرطوم.
وقال عمال معونة في ملكال لرويترز انهم استيقظوا الساعة الرابعة من صباح يوم السبت (0100 بتوقيت جرينتش) على اصوات اطلاق الرصاص والقذائف.
وقال احد عمال الاغاثة الانسانية الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه "لسنا على مقربة من القتال الا ان المباني كانت تهتز. اضطررت للاختباء تحت سريري."
وقال احد المقيمين في ملكال والذي رفض ايضا ذكر اسمه انه شاهد جثث عدد من المدنيين ممن قتلوا في هذه الاشتباكات.
وقال الجيش الجنوبي ان القتال تفجر في قلب العاصمة ملكال. وفي وقت لاحق قال مسؤول الامم المتحدة ديفيد جريسلي لرويترز ان الاشتباكات تركزت في شمال ملكال قرب المطار.
وملكال هي المركز الاداري لولاية اعالي النيل وهي ولاية تعصف بها الاضطرابات متاخمة لكل من شمال السودان واثيوبيا. وهي ايضا قاعدة لعدد كبير من الوكالات التابعة للامم المتحدة وجماعات المعونة الدولية.
وتتمتع هذه الولاية بامتيازات نفطية تديرها شركة بترودار وهي كونسورتيوم ترأسه شركة سي ان بي سي الصينية ويضن شركة بتروناس الماليزية وسودابت السودانية.
وقال اجوير ان الجيش الجنوبي اشتبك مع نفس الميليشيا - التي يتزعمها احد نواب اثور ويدعى اوليني - خارج ملكال يوم الاحد الماضي حيث سقط 56 قتيلا على الاقل وهي احدث حلقة ضمن مسلسل تصاعد سفك الدماء في المنطقة.
وأشارت تقديرات الجيش الجنوبي الى ان أكثر من 100 شخص قتلوا الاسبوع الماضي في الاشتباكات التي دارت بين جماعات تابعة للشمال واخرى للجنوب في منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها.
وقال وزير جنوبي ان 211 شخصا على الاقل منهم مدنيون قتلوا خلال "مذبحة" اقترفتها قوات اثور في مقاطعة فانجاك بولاية جونقلي في منتصف فبراير شباط. واتهم اثور الجيش الجنوبي ببدء القتال.
وقال مسؤولون ان تمردا - قامت به قوات سودانية ترفض الانسحاب من الجنوب قبل الاستقلال المتوقع للجنوب - أسفر عن مقتل 50 شخصا على الاقل في اوائل فبراير شباط في ملكال.
من جيريمي كلارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات