الأقسام الرئيسية

هل الشرطة متمردة؟

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: عماد الدين حسين

emad eldin hussein new

5 مارس 2011 09:25:25 ص بتوقيت القاهرة


هل هناك تمرد غير معلن من جانب جزء كبير من عناصر وزارة الداخلية؟!

سؤال نتمنى أن تكون الإجابة عنه بالنفى.. لأنه لو ثبت أنه صحيح، فالمعنى أن هناك دولة داخل الدولة ينبغى العمل على تفكيكها فى أسرع وقت ممكن.

المؤكد أن إعادة الأمن والأمان للشارع المصرى هى المهمة العاجلة لحكومة عصام شرف، لأن الثورة المضادة تحارب من أجل منع ذلك حتى لا يشعر أحد بأى إنجازات ملموسة للثورة.

إذا السؤال بصيغة أخرى: ما الذى يمنع عناصر الشرطة والأمن من العودة إلى مقار أعمالهم بكامل طاقتهم؟!

لم نجد مسئولا حتى الآن يخرج علينا ليخبرنا بصورة واضحة عما يحدث.. كان مفترضا أن يتحدث اللواء محمود وجدى، ويقول لنا القصة بالضبط. لكنه لم يفعل.

هل يخشى بعض رجال الأمن من النزول للشارع.. هل يخافون أن ينظروا لعيون المواطنين فيجدوا فيها بعض الشماتة، هل يخشون من جرأة بعض المواطنين عليهم، هل يريدون ضمانات مكتوبة من كل فرد من أفراد الشعب بأنه سيواصل الخوف منهم وانه سيسلم «قفاه» طائعا!

أسئلة كثيرة لا تجد من يجيب عنها، لكن استمرار الحال كما هو عليه لا يعنى إلا شيئا واحدا، وهو أن استمرار عدم عودة رجال الأمن بكامل قوتهم هو محاولة أقرب للتمرد، هو محاولة لإجبار الشعب على الخضوع لطريقتهم فى الإدارة بالصورة القديمة.

من المنطقى أن هناك شرفاء كثيرين داخل أجهزة الأمن، هؤلاء يعانون مثل أى مصرى مطحون لأنهم ببساطة قرروا أن يعيشوا شرفاء، لا يسرقون، لا يرتشون، لا يهينون مواطنا، لكن المشكلة أن قلة فى جهاز الشرطة ــ وبسبب الفلسفة السائدة ــ اختطفت هذا الجهاز وحولته إلى أكبر أداة للقمع الممنهج.. والمعروف أن ذلك كان أحد أهم أسباب قيام الثورة خصوصا بعد واقعة تعذيب خالد سعيد فى الإسكندرية.

إذا كانت إعادة الشرطة إلى مواقعها لحفظ الأمن مسألة مهمة فالأولوية الموازية لها هى أن نبدأ من الآن فى إعادة هيكلة هذا الجهاز الخطير بطريقة تعيد بعض الوحوش الموجودين داخله إلى بشر عاديين.

الطريق إلى ذلك لن يتحقق إلا فى ظل فلسفة جديدة ومختلفة تبدأ من مناهج الدراسة من الحضانة وتنتهى بمناهج وطرق الدراسة والتلقين فى كليات الشرطة ومعاهدها، يكون جوهرها أن الشرطة فى خدمة الشعب فعلا وليس شعارا فقط.

قلوبنا مع عصام شرف وكل من يريد البناء فى مصر الجديدة.. ننتظر منه توضيحا بشأن ما يحدث داخل جهاز الشرطة. وعليه أن يجيبنا: هل من المنطقى أن يختفى نحو 1.2 مليون شخص عددهم أكثر من عدد سكان ثلاث بلدان خليجية.. هل من المنطقى أن يتلاشوا فجأة وكأن كائنات فضائية اختطفتهم؟!.

وحتى إذا عرفنا أماكنهم.. فهل نطمع أن نعرف لماذا لا يريدون العودة.. هل لديهم مطالب وما هى.. وهل يضغطون على المجتمع وعلى الثورة أم أن الأمر لا يزيد عن كونه شعورا بالخوف أو الخجل او المهانة وفقدان الهيبة؟!.

الثورة نجحت، ولا سبيل إلى العودة للماضى، وعلى كل شرطى شريف أن يعود لعمله، وعلى كل متردد أو متشكك أن يتأكد أن المرحلة الماضية انتهت.

التاريخ لن يرحم أى متخاذل أو متأمر.. وبالتالى فعلى أى شرطى أن يختار إما الالتحاق بالشعب وثورته وأن يدرك أن عهد إذلال المواطنين قد انتهى.. أو أن يكون فى صفوف الثورة المضادة، والتى لم يعلن أنصارها الاستسلام حتى الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer