وفى رأيى المتواضع أن «نحل» الثورة ونحافظ على الحزب الوطنى فهو ليس الشيطان فى مسرحية «فاوست» ولا «إبليس» فى فيلم «غرام وانتقام» لكنه أفظع فمن لم يرتكب جريمة جنائية ارتكب خطيئة سياسية، لذلك إذا لم تحله السلطة سوف تحله الأيام والليالى، فالحزب الذى تأتى به الريح تأخذه الزوابع، لكن ما لا يمكن السكوت عليه هو المجالس المحلية التى تجمع بين بيت «جحا» ومغارة «على بابا»، فمن العجيب أن يكون من نتائج الثورة الشعبية ضياع الآثار المصرية وبقاء المجالس المحلية التى هى مكافأة للبلطجية..
فمن المعروف أن الضابط عندما يبحث عن متهم يتجه إلى المقهى البلدى أو إلى المجلس الشعبى.. فماذا تنتظرون؟ طبعاً معظمنا ينتظر الأتوبيس.. ربع مليون شخص يشكلون قواعد الحزب الوطنى نحافظ على تماسكه ببقاء هذه المجالس.. ومعظمنا كل شىء فى البيت ليس باسمه من أول الشقة حتى العفش والنجف والسجاجيد ماعدا الأولاد، لذلك طارت رؤوس الحزب وبقيت قواعده لتخلد اسمه..
ويؤكد التاريخ وتحاليل «الدى. إن. إيه» وتحريات الشرطة أن المحليات أخطر على البشرية من الأوبئة لأنهم أول من أضاف هامش الحرية إلى هامش الربح، ولأننى أحب مصر من زمان من أيام الاتحاد الاشتراكى حتى أيام الاتحاد الأوروبى وأعشق المبانى المخالفة وأكره الرسوم المسيئة لاستخراج التراخيص لذلك أرى أن شباب الثورة فى المحافظات أولى بالمجالس المحلية ولو بالتعيين ليصلحوا الأحوال ويقضوا على الرشوة ويكتسبوا الخبرة وتتفتح الورود، وثقوا أن «اليوتيوب» سوف يصنع «اليوتوبيا».. انقلوا الشباب من الميادين إلى المحليات وسوف ترون وطناً جديداً.. ورحلة الألف ميل تبدأ بساندوتش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات