القسم الثاني يقول أحد حلفاء الرئيس صالح، الذي لا يزال إلى جواره رغم اعترافه بزخم وقوة الشارع "لا تزال معنويات الرئيس جيدة". لكن الرجل الذي فضل عدم ذكر اسمه لم يخف قلقاً يحتدم بداخل الرئيس تجاه مسألة واحدة، وهي ضمانات الدعم من مؤسسة الجيش القديمة ولاسيما الفرقة الأولى مدرع. بعد حرب صيف 94، عمد الرئيس علي عبد الله صالح إلى إجراء بعض الإصلاحات الهيكلية في مؤسسة الجيش والأمن، فأدخل بعض الإصلاحات الإدارية والفنية على مؤسسة الحرس الجمهوري، والتي كان يقودها أحد أقاربه، فعمد إلى التسليح الجيد واستعان بخبراء أجانب لبناء جيش جديد وحديث يقوم على عقيدة الولاء الكامل له. وأوكل إلى نجله الأكبر العميد أحمد مهمة قيادة الحرس الجمهوري، وهي خطوة مستفزة لكثير من القيادات العسكرية القديمة. تهميش القدامى أسند الرئيس السنوات العشر الأخيرة إلى أبنائه وأبناء شقيقه مهمة الإشراف والقيادة لمختلف الوحدات العسكرية التي استحدثت مؤخراً، في حين ظل أقرباؤه من القادة والجنرالات القدامى (أخوته الآخرون وبنو عمومته) ممسكين بتلابيب المؤسسة القديمة. وإذا مات أو عزل بعضهم، ظل عدد قليل من هؤلاء على رأس مناطق عسكرية تضم عدداً من الألوية والوحدات المهمة كقائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر، وقائد المنطقة الشرقية والجنوبية اللواء أحمد علي محسن، وقائد محور "العند" اللواء الركن عبد اللاه القاضي الذي رفض مؤخراً أن يواجه الاحتجاجات في لحج وتعز فأقيل على الفور. قيادة عائلية الحرس الجمهوري، الذي يتألف من عدد من الأولوية ويتوزع في المنطقة الوسطى، ذمار وصنعاء، ممتداً إلى الجوف وحرف سفيان، ويخضع بشكل كامل قادته وعملياته لأوامر العميد أحمد (نجل الرئيس صالح). الوحدات الخاصة، والتي كانت تسمى قديماً الحرس الخاص بالرئيس، حيث طورت هذه الوحدات ودربت على القتال والاشتباك، بشكل جيد ويقودها العميد طارق محمد (ابن شقيق صالح). ويقود أخوه العميد يحيى قوات الأمن المركزي الذي أعيد بناؤه على أسس قتالية حديثة وتسليح حديث، وتتمركز قيادته العامة في صنعاء متوزعاً بوحدات وألوية في كل المحافظات. تحد جديد وفي مواجهة حركة احتجاجية شعبية جارفة وسلمية لا يبدو أنه لا الحرس ولا الأمن ولا الفرقة الأولى مدرع تستطيع مجتمعة أن تنقذ الرئيس. فقد خرجت مجاميع من جنود الفرقة الأولى مدرع لتأمين المداخل الشمالية المؤدية إلى ساحة التغيير وتمنع عنهم وصول البلطجية، هذه الفرقة بقيادة اللواء الركن علي محسن الأحمر (ابن عم الرئيس) باتت تمثل الرمز التقليدي للمؤسسة العسكرية التقليدية المهملة. في حين توجد عند المداخل الجنوبية لساحة التغيير الوحدات العسكرية الجديدة المأمورة من أبناء الرئيس (الحرس الجمهوري، الوحدات الخاصة، الأمن المركزي، الأمن القومي، وحدات مكافحة الإرهاب) وتنفذ هجمات متفرقة بالرصاص والقنابل الغازية والمسيلة للدموع ضد الشباب المحتج ، ومسنودة بمجموعات من "البلطجية" المسلحين. على مقربة من ساحة التغيير في صنعاء تتمدد القيادة المركزية للفرقة الأولى مدرع ، التي أحبطت محاولة انقلاب مجموعة من الضباط الناصريين بعد تسعة أشهر من تولي المقدم علي عبد الله صالح الحكم. إذن فماذا تعني ابتسامة جنود الفرقة الأولى مدرع للمعتصمين وهجمات الحرس وكتائب الأمن المركزي عليهم؟! | ||||||||
| ||||||||
|
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات