الأقسام الرئيسية

إنهم يزهقون روح 25 يناير

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: وائل قنديل

wael kandil new

10 مارس 2011 09:22:22 ص بتوقيت القاهرة

لم تتوقف ماكينة الثورة المضادة عن العمل منذ خلع الرئيس السابق، لكنها تعمل بكامل طاقتها هذه الأيام، وتحديدا منذ الإعلان عن تولى الدكتور عصام شرف رئاسة الوزراء، وأكرر أن كل ما تراه حولك من تفاصيل المشهد المشين مصنوع على أعين من تبقوا طلقاء من ذيول النظام السابق.

والواضح أن حادث أطفيح بالتحديد كان تجسيدا لمنتجات هذه العقلية الشيطانية، المتهمة بتدبير سلسلة من التفجيرات الإرهابية عبر سنوات عديدة مضت.

إنهم ينشطون الآن لإزهاق روح 25 يناير، من خلال استدعاء شياطين الطائفية التى كانت قد اختفت بحضور ملائكة الثورة وشهدائها من المسلمين والمسيحيين.

إنه سيناريو جهنمى وضع على أيدى مجموعة من عتاة الفساد والفوضى المنظمة، وأذكر أننى تلقيت منذ أسبوعين اتصالا من مصرى يعيش فى أمريكا قال فيه كلاما مفزعا وخطيرا لم أصدقه فى ذلك الوقت، غير أنه قفز إلى ذهنى الآن، حيث أبلغنى المتصل بأن لديه معلومات مؤكدة تحتاج إلى توثيق مفادها أن وزيرا مهما من وزراء مبارك عقد لقاء فى مقر وزارته بحضور قيادات من جهة أمنية دعا إليه شخصيات قبطية، وكان الموضوع الوحيد فى اللقاء هو أن الإسلاميين يريدون اختطاف البلد، وعلى حسب المتصل عقد هذا الاجتماع فى السادس من فبراير، قبل سقوط مبارك بخمسة أيام، وكان الهدف منه تهييج الأقباط واستخدامهم ضد الثورة، التى كانت النظرة الأمنية الغبية تصر على أنها من تدبير الإخوان المسلمين.

والمؤكد أن الأصابع التى حاولت العبث بالورقة الطائفية قبل سقوط مبارك، هى ذاتها التى اندست فى المظاهرات القبطية الغاضبة من أحداث أطفيح لتحول دفة الغضب من المطالبة بإعادة بناء الكنيسة إلى هدم المادة الثانية من الدستور.

إن ميليشيات الثورة المضادة تعمل على أكثر من جبهة، بعيدا عن الأحداث والمصادمات الطائفية، فقد عادت البلطجة إلى الشارع بشكل عنيف، بات إطلاق الرصاص فى الشوارع شيئا اعتياديا، واستؤنفت عمليات ترويع المجتمع بشائعات ومحاولات خطف التلاميذ من أمام المدارس، فى أماكن مختلفة.

والمفارقة المدهشة فى الأمر أن تصاعد حالة الانفلات الأمنى يأتى فى ظل تكثيف وجود الشرطة فى الشارع، بعد تولى اللواء منصور العيسوى وزارة الداخلية.

وفى مواجهة هذا السعار من بقايا النظام الساقط فلا شىء أكثر نجاعة وفاعلية من روح الثورة، روح 25 يناير العظيم، فلنعيد الاصطفاف مرة أخرى تحت علم مصر، رافعين شعار «الجيش والشعب إيد واحدة» «مسلم ومسيحى إيد واحدة» ولنكرر تجربة اللجان الشعبية من جديد إذا تطلب الأمر، خصوصا أنه من الواضح أن الهدف الآن هو تعطيل عودة الحياة الطبيعية، وزرع الألغام تحت أقدام حكومة عصام شرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer