الأقسام الرئيسية

آخر 12 ساعة فى (أمن الدولة) قبل سقوطه بالإسكندرية

. . ليست هناك تعليقات:

آخر تحديث: الاثنين 7 مارس 2011 11:20 ص بتوقيت القاهرة

الشروق -

الجيش يقبض علي تقارير أمن الدولة بالإسكندرية


تصوير: رافي شاكر

«الشعب يريد إسقاط أمن الدولة» هذا الشعار الذى التف حوله مئات السكندريين على مدى 12 ساعة، بدأت عقب صلاة جمعة أمس الأول، والمعروفة «بجمعة الصبر والانتصار»، وشارك فيها المئات من أسر شهداء ثورة 25 يناير، وضحايا التعذيب والمعتقلين السياسيين، وشباب الحركات السياسية بالإسكندرية، وعدد من شباب السلف، كانوا قد تعرضوا للتعذيب على أيدى ضباط أمن الدولة بالإسكندرية.


شرارة البداية الأولى

6 ساعات من الهتاف بشكل متواصل كانت شرارة البداية، بعبارات منددة بممارسات جهاز أمن الدولة بالإسكندرية، والتى وصفوها بالشنيعة ضد المواطنين «العزل»، بالإضافة إلى كثير من المعتقلين السياسيين ممن تعرضوا للظلم، متوعدين بالصمود لحين حل الجهاز والقصاص لأنفسهم، حاملين لافتات تضمنت صورا للسيد بلال «شهيد التعذيب» والذى قتل بمديرية الأمن القديمة، بالإضافة إلى لافتة كبيرة كتب عليها «حملة للإفراج عن المعتقلين السياسيين».

امسك مخبر «دسيسة»

الساعة الرابعة عصرا الناشط السياسى حسن مصطفى الذى أصيب بطلق نارى فى وقت مبكر قبل بدء سقوط الجهاز بالفراعنة ينادى: امسك مخبر سرى «دسيسة» اسمة عبد السلام ربيع عبد السلام، بطاقته أهه انهال عليه المتظاهرون ضربا وكادوا يفتكون به لولا تدخل قوات الجيش ونجدته من أيدى المتظاهرين، لتنطلق بعدها تحذيرات حرق أو إخفاء المستندات أو الأوراق التى من شأنها إدانتهم، مؤكدين أن « الإفراج عن المعتقلين مطلب كل المصريين».


قوات الجيش تتدخل

أحد قيادات القوات المسلحة برتبة «عقيد» خاطب المتظاهرين عبر مكبر صوت، لتهدئتهم، قائلا: «رسالتكم وصلت، ومطالبكم مشروعة ونقدرها، فهى مطالب كل المصريين، فصاح المتظاهرون: «أمن الدولة بره بره»، ليرد «العقيد» عليهم مرة أخرى قائلا: «اهدءوا لأن تحقيق المطالب لا يكون إلا بالحوار»، فرد المتظاهرون عليه: «إحنا شباب مصر الأحرار.. أمن الدولة هو الغدار».


غدر أمن الدولة.. بداية السقوط

فى السادسة مساء، مع بدء تساقط القنابل المسيلة للدموع وزجاجات المولوتوف، والتى تسبقها طلقات الرصاص «الحى والمطاطى»، نحو المتظاهرين، أخذ الجميع يهتف «الله أكبر الله أكبر».. بيموتونا بالرصاص الحى.. قوات الجيش فى «موقف حرج» المتظاهرون أمامهم يحاولون الاقتحام، وضباط أمن الدولة من خلفهم يطلقون النار، الجيش يردد عبر مكبرات الصوت، ولمدة نصف ساعة أوقفوا ضرب النار مخاطبين ضباط مباحث أمن الدولة.


الأمن المركزى «يستسلم»

مع تزايد زحف المتظاهرين نحو الحواجز والمصدات التى أنشأتها قوات الجيش، لمنعهم من اقتحام المقر.. اضطرت عناصر الأمن المركزى إلى الانسحاب بعد «خلع» ملابسهم الرسمية وترك «متعلقاتهم»، وهو ما رحب به المتظاهرون، سامحين لهم بالانصراف، فى مشهد دراماتيكى، وقت أن كانت السماء تمطر عليهم قنابل وزجاجات مولوتوف ناهيك عن الرصاص الحى، من أعلى مقر جهاز أمن الدولة، تزامنا مع التراجع التدريجى فى صفوف ضباط أمن الدولة للاختباء داخل مقرهم.


جرحى وأنباء عن قتلى

بدأ المشهد يأخذ منعطفا مأساويا أمام بوابات مبنى جهاز أمن الدولة، وبدأ إطلاق النار من جانب ضباط أمن الدولة يتزايد مما تسبب فى إصابة 4 أفراد بينهم عبد الله داوستاشى وحسن مصطفى الناشط السياسى بحركة 6 أبريل، وتناثرت أنباء عن سقوط قتلى، ليتفاقم الأمر ويبدأ المتظاهرون فى حرق سيارات الأمن، إيذانا باقتراب عملية الاقتحام ولاسيما أن الجيش أصبح بين «نارين» حماية المنشأة والضباط من ناحية، والمتظاهرين من الرصاص من ناحية أخرى.


هجوم مضاد من المتظاهرين

ضباط مباحث أمن الدولة «المختبئون» خلف «نوافذ» مقرهم، والذين بدءوا يطلقون الرصاص الحى منه على المتظاهرين خوفا على أرواحهم، بعد أن تزايد زحف المتظاهرين تجاههم ولمدة 4 ساعات جديدة حتى العاشرة مساء، هى مدة الحصار وتضييق الخناق عليهم.. التراشق بالحجارة وضغط المتظاهرين قهقرهم تدريجيا نحو الطوابق العليا لمبنى الجهاز، وذلك فى الوقت الذى انحازت فيه قوات الجيش للشعب، محذرين ضباط أمن الدولة عبر مكبرات الصوت، من إطلاق الرصاص، وإلا سيتم التعامل معهم، لتبدأ مرحلة الفرار واصطياد الضباط من جانب المتظاهرين على الرغم من تطويق الجيش لهم لحمايتهم.


حشود وتعزيزات من الجيش

بعد تزايد الحشود المعاونة للمتظاهرين، فى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، تمكنوا من اقتحام المبنى من الطابق السفلى، وفى تلك الأثناء كانت تعزيزات أخرى من قوات الجيش «الخاصة»، قد وصلت وفشلت مفاوضات بين الجيش وعناصر من المتظاهرين، تهدف لإخراج الضباط بأمان، لمحاسبتهم أمام القضاء، إلا أن وتيرة الأحداث كانت تتسارع من قبل آلاف المتظاهرين ممن يريدون الانتقام لماضيهم، ليواصل ضباط أمن الدولة تراجعهم واختبأوا فى غرفة الاجتماعات بالطابق الثانى.


السلف والإخوان يبحثون فى الماضى

عقب تمكن المتظاهرين من اقتحام جميع غرف المبنى الساعة الواحدة صباحا، كان الجميع يبحث عن مستندات أو أوراق تدين ضباط امن الدولة، إلا أن أغلب محاولاتهم باءت بالفشل، ولعب «السلفيون» الدور الأكبر مع «جماعة الإخوان المسلمين»، ففى الوقت الذى كان فيه «السلف» يقومون بكتابة «كلنا سيد بلال» على الحوائط، كان شباب الإخوان يبحثون عن أوراق تخصهم داخل مكاتب مسئولى الملف الدينى، لكنهم فشلوا لاكتشافهم أن المكاتب تحولت لتلال من الورق المفروم.


لحظة النهاية وسقوط آخر ضابط

بعد حصار مشدد استمر لمدة ساعتين، من الواحدة وحتى الساعة الثالثة من فجر أمس الأول، لمكتب رئيس مباحث أمن الدولة، والذى حوصر بداخله الضباط «المحتجزون»، بعد القبض على عدد منهم وإيداعهم داخل «مدرعات» الجيش، تمكن المتظاهرون بعد إطلاق الضباط النار عليهم من خلف الأبواب من اقتحام المكتب بالقوة وانهالوا عليهم ضربا حتى خلصتهم فرق الجيش، والذى «أغمى» على عدد من أفراده لشدة ضغط المتظاهرين عليهم.


فيد باك «جمعة الصبر»

كانت مسيرة سلمية قد خرجت بعد انتهاء صلاة «جمعة الصبر» من مسجد القائد إبراهيم وسط المدينة، شارك فيها المئات، عاقدين العزم على الاعتصام أمام مقر أمن الدولة، مطالبين بحله، وتشكيل لجنة من ضباط الجيش، والقضاة لفحص الأوراق والمستندات داخل المقر والتحفظ عليها.

وردد المتظاهرون عبارات «القصاص القصاص.. يلى ضربتونا بالرصاص»، وقالوا «اطمن.. قولت ازاى.. وأمن الدولة رايح جاى، ويا شهيد نام وارتاح.. إحنا مواصلين الكفاح، وأول مطلب للشباب.. أمن الدولة بره الباب، وحضرات السادة الضباط.. فى اديكم كام واحد مات»، وعيشوا بشرف جتكم قرف، ويلى حرقتوا الكنيسة.. امن الدولة ياخسيسة، وعسكر بيه ياعسكر بيه.. أمن الدولة قاعد ليه، والهلال مع الصليب ارحلوا ياكلاب التعذيب، وأمن الدولة صح النوم.. النهارده آخر يوم»

شارك في التغطية: محمد فؤاد وعصام عامر ودعاء جابر وأحمد بدراوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer